نصيحة إيتو مصدر إلهام أبو بكر في قيادة هجوم "الأسود"
القاهرة - د ب أ
منذ اعتزال الأسد الكاميروني الشهير صامويل إيتو اللعب الدولي في أغسطس/ آب 2014، بدأت حالة الترقب بين الجماهير الكاميرونية خاصة والأفريقية بشكل عام لمعرفة النجم الجديد الذي يمكنه شغل الفراغ الذي تركه إيتو في صفوف الأسود.
ولكن أحدا لم يستطع إثبات جدارته بهذا خلال المشاركة الماضية للمنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) في بطولة كأس الأمم الأفريقية.
وعلى رغم وجود العديد من اللاعبين المتألقين في صفوف الفريق، ظهر الفريق بلا قائد حقيقي يمكن للجماهير الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة ليودع الفريق النسخة الماضية من البطولة والتي استضافتها غينيا الاستوائية في مطلع العام 2015 من الدور الأول للبطولة.
ولكن بعض هؤلاء النجوم يمكنهم تعويض ما فاتهم من خلال البطولة الجديدة التي تستضيفها الغابون من 14 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى الخامس من فبراير/ شباط المقبل.
وعلى رغم اعتذار أكثر من نجم عن عدم المشاركة مع منتخب الأسود في كأس أفريقيا 2017 بالجابون وفي مقدمتهم جويل ماتيب نجم ليفربول الإنجليزي، تظل صفوف المنتخب الكاميروني زاخرة وعامرة بالنجوم في مختلف المراكز.
ولكن المهاجم فانسون أبو بكر يبدو هو الأكثر ترشيحا والأجدر لملء الفراغ الذي تركه إيتو وقيادة الفريق إلى اجتياز هذه المرحلة العصيبة في مسيرته بسبب عملية الإحلال والتجديد في صفوفه خلال السنوات الأخيرة.
وعلقت الجماير الكاميرونية آمال عريضة على أبو بكر في المشاركة الماضية للفريق بالبطولة الأفريقية لكنه خرج صفر اليدين مع الفريق من دور المجموعات في غينيا الاستوائية.
والآن، سيكون اللاعب مطالبا بترجمة فارق الخبرة الذي اكتسبه في العامين الأخيرين إلى أداء قوي من ناحية وقيادة حكيمة ومحنكة للفريق من ناحية أخرى.
ويتمتع أبو بكر بإمكانيات ومهارات لا تختلف كثيرا عن نظيرتها لدى إيتو بل إنه يتمتع بإمكانيات بدنية تفوق إيتو إذ يبلغ طول قامته 1.84 متر مما يساعده على تشكيل خطورة أكبر من خلال الانطلاقات السريعة وقدراته في التعامل مع الكرات العالية.
وبدأ أبو بكر (24 عاما) المولود في ياوندي بالكاميرون مسيرته الكروية بشكل متفجر إذ تألق في موسمه الأول مع الفريق الأول لنادي القطن الكاميروني وكان هذا في موسم 2009/ 2010 ليجذب أنظار الفرق الأوروبية وهو لا يزال في الثامنة عشر من عمره.
وبعد هذا الموسم الوحيد له مع القطن، انتقل أبو بكر إلى عالم الاحتراف الأوروبي من بوابة فالنسيان الفرنسي ليسطع معه خلال الفترة من 2010 إلى 2013 كما تألق مع لوريان الفرنسي في موسم 2013/ 2014 قبل الانضمام لبورتو البرتغالي الذي كان من المفترض أن يصبح المحطة الأهم في مسيرته الكروية حتى الآن.
وعلى الرغم من مسيرته متوسطة المستوى مع بورتو، وافق النادي البرتغالي في صيف 2016 على إعارته إلى بشكتاش التركي ليبدأ اللاعب مرحلة جديدة للبحث عن الذات وعن الأضواء في عالم الاحتراف الأوروبي بعدما فشل حتى الآن في إحراز أي لقب مع الفرق التي لعب لها.
والآن، يسعى أبو بكر لاستغلال الخبرة الهائلة التي اكتسبها من احترافه الأوروبي وتأقلمه مع أجواء البطولة الأفريقية من خلال نسخة 2015 بغينيا الاستوائية ليقود اللاعب المنتخب الكاميروني إلى نقطة انطلاق جديدة في البطولات الأفريقية من خلال كأس الأم التي تستضيفها الجابون خلال الأيام المقبلة.
وبدأ أبو بكر مسيرته الدولية مع الأسود حتى قبل أن تطأ قدمه الأندية الأوروبية إذ كان الاستدعاء الأول له في مايو/ أيار 2010 وهو لا يزال في الثامنة عشر من عمره إذ كان الوحيد بقائمة الأسود في كأس العالم 2010 الذي ينشط في الدوري الكاميروني فيما كان باقي لاعبي القائمة من المحترفين بالخارج.
وجاءت المشاركة الأولى له مع الفريق في المباراة الودية أمام المنتخب السلوفاكي في 29 مايو 2010 ضمن استعدادات الفريق للمونديال فيما كان هدفه الدولي الأول خلال مباراة ودية أمام المنتخب البولندي في 11 أغسطس/ آب بنفس العام.
وإلى جانب مشاركته مع الفريق في مونديال 2010 وكأس أفريقيا 2015، خاض أبو بكر مع الأسود أيضا فعاليات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وعلى رغم هذا، لا يزال ما يقدمه أبو بكر مع الأسود أقل كثيرا من إمكانياته الفنية والبدنة والتهديفية لاسيما وأنه سجل 14 هدفا فقط في نحو 50 مباراة دولية خاضها مع الأسود.
والآن، سيكون أبو بكر بحاجة إلى تذكر نصيحة زميله السابق إيتو الذي أكد له من قبل أن الجماهير لا تعترف إلا بالأهداف وأنها فقط ما يجلب الشهرة والأضواء لأي مهاجم.
ويستطيع أبو بكر تنفيذ هذه النصيحة خلال كأس أفريقيا 2017 بالغابون لمساعدة الفريق على العودة إل دائرة المنافسة مع الكبار على لقب البطولة.