العدد 5238 بتاريخ 08-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


علماء يتقدمون في فهم ظاهرة الوميض السريع للموجات الراديوية

باريس - أ ف ب

 تمكن علماء فضاء للمرة الاولى من اجراء تحديد دقيق لمصدر وميض سريع من الموجات الراديوية وهي ظاهرة كونية غامضة، يعتقد ان مصدره مجرة قزمة تقع على ثلاثة مليارات سنة ضوئية من الارض، على ما اظهرت دراسة جديدة.
ويطلق على هذه الظاهرة اسم "اف آر بي" (فاست راديو بورست)، وهي موجات عالية الطاقة لكنها قصيرة جدا لا تستمر اكثر من بضع اجزاء من الف من الثانية.
اكتشفت هذه الومضات للمرة الاولى في العام 2007، وهي تثير اهتمام العلماء منذ ذلك الحين وتدفعهم للبحث عن تفسير لهذه الظاهرة التي يبدو ان مصدرها خارج مجرة درب التبانة التي تقع فيها مجموعتنا الشمسية.
ورصد العلماء حتى الآن 18 وميضا من هذا النوع فقط.
في العام الماضي، لاحظ العلماء ان واحدة منها، اكتشفها التلسكوب اللاسلكي "اريسيبو" في بورتوريكو في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2012، تتكرر ولكن بشكل غير منتظم.
وتعقب فريق دولي من العلماء باشراف شامي شاترجي الباحث في جامعة "كورنل يونيفرسيتي" الاميركية، هذه الومضات مستخدمين التلسكوب الراديوي "في ال آيه" في نيومكسيكو.
وقال شاترجي لوكالة فرانس برس "تمكنا من تحديد مصدر هذه الومضات بفضل التلسكوبات ذات الدقة العالية".
فبعد 83 ساعة من المراقبة امتدت على ستة اشهر من العام 2016، رصد "في ال آيه" 9 ومضات.
وبعد وقت طويل لم يسجل فيه شيء "ظهرت سلسلة ومضات اعطتنا كل ما كنا نحتاج اليه"، بحسب ما جاء في بيان للباحثين في جامعة كاليفورنيا.
بعد ذلك، اتاح استخدام التلسكوب "جيميني نورث" في هاواي معرفة ان هذه الومضات تقع في مجرة قزمة على بعد ثلاثة مليارات سنة ضوئية من الارض، الامر الذي يشير الى ان مصدر هذه الومضات ليس مجرة درب التبانة، بحسب شريهارش تندولكار الباحث في جامعة "ماكغيل" في مونتريال.

طبيعة مصدر الومضات

وما زال يتعين على العلماء تحديد طبيعة مصدر هذه الومضات، بحسب ما جاء في الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر".
وقبل النتائج التي اظهرتها الابحاث الاخيرة، كان الرأي السائد يرجح ان يكون مصدر هذه الومضات حدث ضخم في الكون انتهى بدمار كبير، مثل انفجار نجم او اصطدام نجوم نيوترونية.
لكن تكرار الوميض الذي لاحظه العلماء اخيرا، يثبت ان المصدر لا ينفجر بل يبقى نشطا.
وقال شامي شاترجي "قد يكون سبب الظاهرة نواة مجرة نشطة، او نبضات عملاقة يبثها نجم نيوتروني يولد حقلا مغناطيسيا قويا جدا.
وبحسب هينو غالك من جامعة رادبود الهولندية فان هذه الدراسة "حتى لو لم تقدم اجابة واضحة" حول مصدر هذه الومضات، "الا ان نتائجها تغير المعطيات وطريقة البحث حول وميض الموجات الراديوية".
واضاف "ان اردنا ان نكون محققين جيدين، علينا ان نتجنب تبني الافكار بشكل سريع، حتى وإن عثرنا على الحقيبة في يد المشتبة فيه، فهذه الومضات اشبه بهارب رشيق وهي لا تتشابه في ما بينها بالضرورة".
ورأى شاترجي ان الاولوية الأن تقضي بالتثبت من ان الوميض الاخير الذي درسه الباحثون واطلقوا عليه رقم "121102" يشبه كل الومضات السريعة الاخرى.
وقال "انا شخصيا اظن ان المصدر واحد، لكن في حال ثبت العكس فان الكون يكون قد اعطانا لغزين مسليين للحل بدل لغز واحد".



أضف تعليق