الناجي السعودي من هجوم اسطنبول يكشف مفاجآت جديدة
الوسط - المحرر الدولي
مفاجآت كثيرة وتفاصيل مثيرة كشفها الناجي السعودي من هجوم اسطنبول الأخير؛ حسن خاشقجي في سلسلة تغريدات نشرها فجر أمس الأربعاء (4 يناير / كانون الثاني 2017) على حسابه في موقع تويتر ، بحسب ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية أمس الأربعاء (4 يناير / كانون الثاني 2017).
وكان خاشقجي مع زوجته ممن عاشوا الدقائق العصيبة التي مرت بمرتادي مطعم رينا في اسطنبول أثناء الهجوم الدامي ليلة رأس السنة، الذي راح ضحيته عشرات القتلى وأضعافهم من الجرحى والمصابين، الذين ينتمون لجنسيات مختلفة. وقد قرر خاشقجي أن يسرد الحكاية كما عاشها بأدق تفاصيلها، مزودة بالكثير من الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو والرسائل الصوتية التي التقطها وسجلها بنفسه بواسطة هاتفه، وهنا تفاصيل التغريدات كما وردت في حساب خاشقجي حرفياً:
سأروي قصة نجاتي وكتابة العمر الجديد لنا أنا وزوجتي.
الحمد لله الذي منّ علينا واخرجنا من هذه المحنة كما اخرج يونس من بطن الحوت.
قمنا بحجز مقعدين في مطعم رينا بإسطنبول، حسب مقترح الفندق لنا، حيث انه آمن ويرتاده كبار الشخصيات، وصلنا قرابة الساعة 11:20 الى المطعم بعد تخطي زحمة السير في اورتوكي.
أوصلتنا السيارة الى مدخل المطعم ونزلنا وقمنا باخطار المسؤولين بأسمائنا وتأكدوا من هوياتنا.
تعدينا اول نقطة تفتيش ثم جهاز التفتيش، واخيراً تفتيش يدوي.
قمنا بوضع معاطفنا انا وزوجتي في الامانات. قادنا احد المنظمين الى طاولتنا الخاصة بنا.
جاء «الجرسون» وناولنا قائمة الطعام وكانت «سيت منيو» ودفعنا مقدما.
دقت الساعة 12 معلنة عاما جديدا 2017، وكانت الفرحة والبهجة تعم الجميع، وكان الجميع في فرح وسرور وفي لحظة سمعنا دربكة وقلنا ربما يكون شجار.
قمت من مقعدي لاطمئن على الوضع، وفجأة سمعت طلق نار. نظرت الى زوجتي وقد همت بالانبطاح الى منطقة التراس. قمت بالقفز أيضا الى التراس والاختباء من الطلقات.. بعد الطلقة الثانية وصلت الى زوجتي وغطيتها كاملا لاحميها من الطلقات.
صرخت زوجتي اريد ان ارى أطفالي اريد ان اذهب الى بيتي.
صرخت انا أيضا، وقلت لها فكري بالجنة الان وقولي: اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، في كل طلقة كنّا نردد الشهادتين، كانت الطلقات مستمرة وتتوقف عشر ثوان ثم تكرر.
في احدى التوقفات نظرت الى الخلف لأرى الوضع ورأيت شرارة الطلقات. وفي صوت منخفض طلبت من زوجتي ان نزحف الى اليمين حيث هناك باب يؤدي الى مخرج.
قمنا بالزحف وانا خلف زوجتي ادفعها الى الامام وأحميها من الخلف من الطلقات.
بعد ما وصلنا الى الباب وتخطينا بعض الجثث والأشخاص المنبطحين هرولنا الى نهاية المطعم وكان البحر تحتنا.
قام المسلح بضرب الناس عند الباب المؤدي الى المخرج، فقامت زوجتي بالقفز نحو البحر وقمت بمساعدة فتاتين سعوديتين أيضا ورميهما نحو البحر، قمت بالقفز الى الارضية المطلة على البحر وكانت حوالي 5 الى 6 امتار طولا.
سقطت على مركن زرع تحطم فور سقوطي عليه.
وجدت تحت اخا سعوديا من الناجين يدعى بندر القعيطي وزوجته. فقمنا انا وبندر بسحب زوجتي من الماء والفتاتين الاخريين. كانت زوجة بندر تنزف دما من رأسها او رقبتها.
قمنا بتأمين الفتيات في مكان آمن. ثم قمنا بطلب المساعدة من عدة زوارق مائية لإنقاذنا ولم يأت احد. وبعد عدة محاولات أقنعنا احد الزوارق بأخذ المجروحين الى المستشفى وركبوا جميعا الا زوجتي وانا لصغر الزورق.
وجدنا مستودعا قمنا بالاختباء في داخله. ثم قمت بالاتصال بأخي في جدة ليتواصل مع السفارة او الشرطة التركية وارسال موقعي لهم. انتظرنا انا وزوجتي في المخبأ حوالي الساعة وكنا نسمع الطلقات مستمرة وأرسلت اخر كلماتنا لاهلي.
رأيت الشرطة البحرية وارسلت لها رسالة sos عبر كشاف الجوال.
اقتربت الشرطة البحرية لإنقاذنا وقام المسلح بإطلاق النار نحو البحر فهربت الشرطة البحرية، في تلك اللحظة كررنا الشهادتين حيث المسلح كان قريبا منا، وفي اي لحظة يمكنه إطلاق النار علينا من الاعلى. وبعد الانتظار ساعة وفجأة.. مسدس موجه على رأسي وكشاف قمت بالصراخ وقلت: أمان أمان أمان.. وكانت لله الحمد قوات الطوارئ التركية.
خرجنا من المخبأ وركضنا الى خارج المطعم واثناء ركضنا شاهدت الجثث والدم على الارض.
جمعتنا الشرطة مع الناجين في مخفر بالقرب من المطعم. ثم وضعونا في مقهيين بالقرب من المخفر واحضروا لنا الماء، وبعد ان هدأنا جاء ضابط وقال لنا ان احد المسلحين في وسطنا وطلب منا ان كل من جاؤوا الى المطعم معا ان يكونوا بقرب بعضهم، ومن رأوا اي شخص طيلة الليل بالقرب منهم في المطعم ان يكونوا مجموعة واحدة. كانت عملية فرز. ثم نقلونا في ثلاث حافلات الى مقر مكافحة الارهاب.
كان الوصول الساعة 4:40 صباحا وقامت الشرطة بأخذ 5 أشخاص لأخذ اقوالهم.
جاء مندوب السفارة القطرية الساعة الخامسة صباحا وأخذ الرعايا القطريين، ثم الكويتية ثم البحرينية.
حاول أشخاص سعوديون الاتصال مع القنصلية السعودية عدة مرات من وصولنا حتى الساعة التاسعة صباحا لكن من دون جدوى.
نفدت بطاريات جوالاتنا وتوقفت معها محاولاتنا بالاتصال بالقنصلية. نساؤنا ناموا على طاولات التحقيق، وقدمت لهن الشرطة البطانيات والماء ومازال بعضنا ينزف دما.
واخيراً جاء مندوب القنصلية (السعودية) وعليه اثار النوم وهرولنا اليه.. وقلنا: جاءنا الفرج وسنخرج.
وكانت المفاجأة: جاء الساعة 9:30 وقال لنا المندوب «غلطتكم ليش تروحوا أماكن مشبوهة؟ ليش تروحون ملهى ليلي؟»!
عندها قام احد الناجين السعوديين من أهل الرياض ووبخ المندوب، وقال له «انت بدل ما تتطمن علينا وتودينا المستشفى قاعد تلوم؟ المفروض احنا أقوى سفارة المفروض تكون اول واحد يخرجنا من هنا»!.
الحمد لله تم إطلاق سراحنا وذهبنا انا وزوجتي الى الفندق حيث استقبلنا مدير فندق الكانبنسكي وجميع طاقم الفندق وقدموا لنا الماء والمشروبات الساخنة واحضروا طبيبا قام بتعقيم جروحنا وربطها، ثم ذهبنا الى غرفتنا واخذنا حماما ساخنا ونمنا الساعة 10:30 صباحا، ثم صحونا بعد 3 ساعات من النوم «مفززين» من الحادثة.
أرسل لنا الفندق طعاما الى الغرفة ولم يحاسبنا عليه، واخلينا الفندق الساعة 7 مساء الى المطار. كانت رحلتنا الى جدة الساعة 10:50 مساء.
اخيراً وصلنا ارض الوطن الساعه 2:45 صباحا سالمين، مكتوبا لنا عمرا جديدا من رب العزة.