جهود في أدغال سومطرة لإنقاذ أصغر حيوانات وحيد القرن في العالم
منتزه واي كامباس الوطني (أندونيسيا)- أ ف ب
يبدو ظهور وحيد قرن سومطرة في أدغال أندونيسيا أشبه بمعجزة... ففي منتزه واي كامباس الوطني الشاسع في غرب البلاد، تبذل جهود كبيرة لإنقاذ أصغر حيوانات وحيد القرن في العالم وهي فصيلة في طور الإنقراض.
ويقدر عدد هذه الثدييات التي تعرف بوجود قرنين لها في سمة تميزها عن سواها من مثيلاتها الاسيوية، بحوالي مئة فقط حول العالم. ولهذا السبب يبقى انداتا وهو ذكر من هذه الفصيلة ظهر أخيرا في هذا الملجأ المخصص للحفاظ على حيوانات وحيد القرن، أحد آخر الآمال بتكاثر هذا الجنس الحيواني.
وباتت رؤية حيوان من فصيلة وحيد قرن سومطرة نادرة لدرجة أن قرويين يعيشون على مقربة من المنتزه الممتد على مساحة تقرب من 1300 كيلومتر مربع في جنوب شرق جزيرة سومطرة كانوا ينظرون بدهشة إليه.
ويروي كبير الأطباء البيطريين في ملجأ حيوانات وحيد القرن في منتزه واي كامباس الوطني زولفي ارسان لوكالة فرانس برس "ظنوا انه كائن أسطوري، قاموا بمطاردته لذا أضطررنا لإنقاذه".
وخلافا لنظرائها الأفريقية الأكثر شهرة، تتميز حيوانات وحيد قرن سومطرة أيضا بالوبر على جسمها، وهو ما دفع إلى تسميتها بـ"وحيد القرن الأزغب".
وفي العام 2015، تم الإعلان عن اندثار هذه الفصيلة في الجزء الماليزي من جزيرة بورنيو التي تمتد على بلدين آخرين هما أندونيسيا وبروناي، بحسب الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة.
ولا يزال خمسة من هذه الحيوانات في البرية كحد أقصى على جزيرتي سومطرة وكاليمانتان (الجزء الاندونيسي من بورنيو).
مكافحة الصيد غير القانوني
ويبقى الصيد غير القانوني تهديدا جديا على هذه الثدييات، وهو سبب يدفع إلى تسيير دوريات لرجال مسلحين في المنتزه لرصد أي حركة مشبوهة وإزالة الأفخاخ الموضوعة للحيوانات.
ويوضح أرسان "ثمة دائما أنشطة غير قانونية في داخل المنتزه. الطلب على القرون والمنتجات المشتقة من حيوانات وحيد القرن لا يزال موجودا".
ويحفظ ثلاثة ذكور بينها انداتو وأربع إناث في منطقة مغلقة بمساحة مئة هكتار في الغابة الاستوائية في داخل منتزه واي كامباس حيث يغتنم أطباء بيطريون وباحثون أي فرصة متوافرة لدرس دورة التكاثر لدى هذه الحيوانات.
وثمة صعوبة لافتة في التكاثر لحيوانات وحيد قرن سومطرة في الأسر. ففترة الخصوبة لدى الإناث قصيرة جدا كما ان الإتصال الجنسي مع الذكور لا يضمن حصول حالات حمل.
إلى ذلك، تعرف حيوانات وحيد قرن سومطرة بميلها الطبيعي إلى العيش منفردة، حتى أنها تتعارك حين تلتقي.
ويقول ارسان "خلال السنوات المئة الفائتة، لم تسجل سوى ولادة سبعة صغار... الأمر صعب للغاية"، متحدثا عن الجهود التاريخية للمساعدة على تكاثر الحيوانات من هذه الفصيلة.
فقد كانت ولادة انداتو في العام 2012 حدثا كبيرا إذ كان أول حيوان وحيد قرن سومطرة يولد في آسيا في وحدة للتكاثر في الأسر منذ 140 عاما.
وفي هذا الوقت، ولدت شقيقة له في مايو/ أيار الماضي. وسيبلغ انداتو قريبا سن البلوغ الجنسي ما يثير آمالا في مساهمته في استمرار الفصيلة.
ويخلص ارسان قائلا "كل ولادة تبعث أملا جديدا".