تشويش الإنترنت مستمر يومياً... ومحلات تجارية أغلقت أبوابها
الدراز أشد عزلة بعد مرور نحو ستة شهور على «الحصار»
الدراز - حسين العصفور
بعد مرور نحو ستة أشهر على حصار منطقة الدراز، تشتد عزلة المنطقة - الواقعة في المحافظة الشمالية من مملكة البحرين - يوماً بعد يوم ليضيق بها الخناق، وليجد القاطنون فيها، مواطنين ومقيمين، أنفسهم مفصولين عن العالمين الحقيقي والافتراضي.
حواجز أسمنتية، تحوط أطراف الدراز، تقف حائلاً أمام حرية الحركة والتنقل، وأسلاك شائكة تعوق العبور وتمنع الوصول. فيما يستمر مسلسل منع دخول الاحتياجات والمستلزمات الحياتية اليومية الضرورة منها والاستهلاكية، الكبيرة منها والصغيرة.
فبعد أن كان جامع الإمام الصادق (ع) يغص بالمصلين في كل يوم جمعة، من مختلف مناطق البحرين، تتبع الصلاة سوق للخضار والفواكه والمواد الغذائية وغيرها، أصبح الجامع خاوياً على عروشه إلا من بعض المصلين، والسوق القريبة منه أصبحت أثراً بعد عين تنبض فيها الحياة.
مسجدا أبوصبح والشيخ درويش، لم يكونا بعيدين عن المشهد، فلا يمكن الوصول إليهما إلا عبر نقطة أمنية لأحدهما، وحواجز أسمنتية وأسلاك شائكة للآخر، فضلاً دورية أمنية قريبة منه تراقب حركة الدخول والخروج.
على المستوى الاجتماعي، فقد انقطعت الجلسات العائلة التي كانت قائمة لعشرات السنين تجمع الإخوة الأخوات والأقارب الأحباب مع بعضهم بعضاً في أيام العطل الإجازات والمناسبات. أما حفلات الزواج وعقود القران ومآتم العزاء فكان منع دخول غير المقيمين لقرية الدراز لمشاركة الأهالي أفراحهم وأتراحهم سيد الموقف في نقل الفعاليات إلى مآتم وصالات القرى المجاورة مثل بني جمرة والمرخ الشاخورة وغيرها.
لا قانون محدداً يحكم منع دخول حاجيات أهالي قرية الدراز، فمرة يكون المنع على سيارات تموين المواد الغذائية وشاحنات أسطوانات الغاز وصهاريج المياه، وأخرى على أدوات البناء والمعدات الكهربائية، ليشمل الأثاث المنزلي ومصابيح الإنارة والأسمنت والقائمة تطول.
المحلات التجارية تغلق أبوابها تباعاً، وأخرى تتجلد، وأصحاب المحلات التجارية يشكون قلة الزبائن، والبيع في بعضها شبه متوقف، والخسائر في ازدياد مطرد، فقد طال غلق المحلات التجارية مخابز ومطاعم ومحلات حلاقة.
منفذان فقط متاحان هما المتنفسان الوحيدان لرئة الدراز، يربطان القرية بالخارج، أحدهما في الجهة الشمالية والآخر بين الدراز وقرية باربار، لا تتجاوزهما إلا من خلال نقطة أمنية تدقق في بيانات الهوية، فإن كان عنوانك فيه اسم منطقة غير الدراز فأنت ممنوع من الدخول حتى لو كنت درازياً وجميع عائلتك تعيش في الدراز.
الجمعيات والجهات المعنية بحقوق الإنسان مازالت تلزم الصمت حيال ما يجري في الدراز، وذلك حسبما صرح به أهالي القرية أنفسهم مراراً وتكراراً.
وتشهد منطقة الدراز، تواجداً أمنياً في منافذها منذ إسقاط جنسية الشيخ عيسى قاسم في (20 يونيو/ حزيران 2016)، وتنظيم تجمع عند منزله في الدراز.
كما يشكو أهالي الدراز من تشويش متعمد على الإنترنت بشكل ليلي.