بالفيديو والصور: متطوعون يطعمون القطط الآخذة بالتزايد في قبرص
بافوس (قبرص)- أ ف ب
أدخلت القطط إلى قبرص قبل قرون عدة على يد القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين للتخلص من الأفاعي وفق المعتقد السائد، لكن الجزيرة المتوسطية تواجه حاليا صعوبة في السيطرة على الأعداد المتزايدة لهذه الحيوانات.
فبعد وقف برنامج حكومي لتعقيم القطط قبل خمس سنوات في إطار سياسات التقشف، يحاول متطوعون في سائر أنحاء الجزيرة اطعام المئات من هذه الحيوانات، أحيانا بمواردهم الخاصة.
ففي منتزه "تالا موناستري كات بارك" في منطقة بافوس (جنوب غرب)، يؤكد متطوعون بريطانيون أنهم ينفقون ما يقرب من 2100 يورو شهريا بفضل التبرعات لاطعام القطط.
وقد بلغ الملجأ طاقته الاستيعابية القصوى في الخريف بحسب مؤسسته داون فوت.
وتقول فوت "يجب القيام بتغيير ما... خلال سنتين، لن نعود قادرين على فعل ذلك".
وتنتشر مئات الاف القطط في قبرص، البلد الصغير الذي يقرب عدد سكانه من مليون نسمة، بحسب دينوس ايوماميتيس رئيس جمعية معنية بحماية القطط.
وفي حين تضع القطة ما يصل إلى ثمانية هررة سنويا، يذكر طبيب بيطري ردا على أسئلة وكالة فرانس برس بضرورة القيام بحملة تعقيم للحد من تكاثرها.
وفي العام 2011 حين بدأت الدولة بالحد من نفقاتها لمواجهة أزمة مالية خطيرة، علقت السلطات المحلية برنامجا بقيمة 50 ألف يورو سنويا لتعقيم ما مجموعه 1700 قط، على ما يؤكد دينوس ايوماميتيس المقيم في العاصمة نيقوسيا.
ويضيف ايوماميتيس وهو رئيس جمعية "كات بوز سايبروس"، "خلال السنوات الخمس الاخيرة، لم يتم فعل شيء. تخيلوا عدد الهررة الصغيرة التي ولدت مذاك".
تقشف حكومي
ومنذ وقف هذا البرنامج، تتركز الأموال الممنوحة للهيئات العامة للخدمات البيطرية على المشكلات التي تنعكس على اقتصاد البلاد بدرجة أكبر مثل الأمراض التي تصيب المواشي، بحسب رئيس هذه الهيئات خريستودولوس بيبيس.
ولمساعدة القبارصة الذين تضرروا جراء الأزمة المالية التي ضربت الجزيرة على التحكم بولادات القطط، تقدم الجمعية التي يديرها ايوماميتيس حسومات على عمليات التعقيم لدى اطباء بيطريين شركاء مع الجمعية.
كذلك تساعد "كات بوز سايبروس" السلطات البلدية على الإمساك بالقطط غير المعقمة.
وفي وسط نيقوسيا، تهيم قطط كثيرة في الشوارع وقرب المطاعم ما يدفع السياح إلى طردها احيانا لدى اقترابها كثيرا من الأطباق التي يتناولونها.
ومع ان المعتقد القائل بأن القديسة هيلانة هي التي جلبت القطط إلى قبرص شائع بقوة في الجزيرة، يؤكد خبير علم آثار الحيوانات الفرنسي جان دوني فين ان وجود هذه الحيوانات في قبرص يعود إلى زمن أبعد بكثير من القرن الرابع.
وقد بينت حفريات اثرية في قرى عائدة إلى العصر الحجري الحديث وجود بقايا لقطط، كما اثبتت ان استخدام البشر لها كحيوانات منزلية يعود إلى آلاف السنوات قبل الميلاد، وفق العالم الفرنسي.
صيد الفئران
وقد تم اكتشاف اقدم بقايا القطط في العام 2013 في قرية كليموناس قرب مدينة ليماسول في جنوب الجزيرة، وهي تعود إلى مرحلة تراوح بين 9000 سنة و8600 سنة قبل الميلاد، وفق فين.
ويضيف فين "القطط أدخلت إلى قبرص (...) للإمساك بالفئران".
وفي حين تعود أولى زراعات الحبوب إلى الحقبة عينها، يقول فين "اننا نعلم ان تراكم مخزونات الحبوب كان يجذب كثيرا الفئران إلى القرى".
وفي غياب أي إمكانية لإطلاق حملة تعقيم جديدة في المدى المنظور، قرر قبارصة كثيرون على غرار ايوماميتيس الاهتمام بهذه الحيوانات التي تسجل أعدادها تناميا سريعا.
ويؤكد ايوماميتيس أنه وزوجته يطعمان ما يصل إلى 150 قطا في صباح كل يوم قبل التوجه للعمل.
ويشير هذا الخبير المعماري المتخصص في تشييد المداخن أن الثنائي ينفق ما بين 600 و700 يورو شهريا على إطعام الهررة، وهو تحد حقيقي في ظل تراجع عدد الزبائن لديه والاقتطاعات التي طالت راتب زوجته وهي استاذة موسيقى في القطاع العام في إطار تدابير التقشف.
وقبل الفجر، يدخل ايوماميتيس إحدى المقابر ويضع خمسة صحون مليئة بالطعام أرضا قرب عشرات القطط.
وتدعو زوجته اغيليكي هذه الحيوانات إلى الاقتراب لتناول اللحوم والأرز قائلة "هذا الطعام أشبه بما يقدم في المطاعم".