"متعددو زوجات" ينصحون: لا ترتبطوا بأكثر من واحدة... و"ملدوغات": الهجران مصيركم
الوسط - عقيل الشيخ
يتجه الحاج الستيني إلى أمين الصندوق بإحدى الأسواق الكبرى، جارّاً معه عربة تسوق ممتلئة عن بكرة أبيها، وأخرى كسابقتها يجرها أحد أبنائه، وهو يتمتم بكلمات تكاد مسموعة "ألعن أبو اليوم إللي تزوجت فيه بأكثر من واحدة"، فنظر إليه أحدهم فاغراً فاه، ووجّه له كلامه: "أي لا تتزوج بأكثر من وحده وتكرر الخطأ إلا أنا سويته".
مع بداية كل شهر يذهب الحاج (ع.س.أ) إلى السوق نفسها ليشتري احتياجات المنزل أو ما يعرف باللغة الدارجة بالـ"ماچلة"، إذ يدفع أكثر من 150 ديناراً في بداية كل شهر، وقرابة المبلغ نفسه مع منتصف الشهر.
منذ زواجه من زوجته الثانية قبل عشرة أعوام، لم تتقبل زوجته الأولى الأمر، فما كان منها إلا أن هجرته في فراش الزوجية، كما أنها لم تعد تتحدث معه أو تجالسه، عاشت في عزلة تامة عنه، وكأن روحه فاضت إلى بارئها. ولم يقتصر الأمر على زوجته الأولى، بل عمد كثير من أفراد عائلته إلى مقاطعته أيضاً. وبصوت يعلوه الألم يتساءل الحاج الستيني: "أي جرم ارتكبت؟ هل ارتكبت محرماً؟ أم تجاوزت الأعراف والتقاليد؟".
ويقول في حديثه إلى "الوسط": "أنصح الشباب بأن يكتفوا بالزواج بواحدة، واسألوا مجرباً ولا تسألوا طبيباً". ويضيف: "تصورت أن الزواج من أخرى سيجعلني سعيداً، إلا أن تبعات الأمر كانت أشد قسوة مما اعتقدت".
وعلى الرغم من تراجع حالات "تعدد الزوجات" في المجتمع البحريني، إلا أن البعض مازال يلجأ إليه حتى لو اضطر لإخفاء الأمر عن أقرب المقربين له. ومن الحاج الستيني إلى شخص آخر (فضل عدم ذكر اسمه) ارتبط بإحدى الفتيات من إحدى الدول العربية، ومنذ تلك اللحظة حاربه الجميع بمن فيهم أبناؤه، فلم يعد يستطيع التحدث إليهم أو مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية.
ولم تقف معاناته عند هذا الحد، إذ يقول: "لم يعد راتبي التقاعدي يكفيني، فاضطررت إلى الاستدانة من بعض الأصدقاء، وفي نهاية المطاف لجأت إلى البحث عن عمل وها أنا ذا بدأت العمل في إحدى الشركات الخاصة لعليّ أستطيع أن أتكيف مع مصاريفي المتزايدة".
نساء ملدوغات
ومن الرجال إلى النساء اللاتي لدُغن عبر الزواج عليهن من قبل أزواجهن، تواصلت "الوسط" مع إحداهن، إذ قالت إنها منذ أن اكتشفت أن لديها "ضرة" أعلنت الحرب على زوجها، وتضيف: "لم أتحمل الأمر، فقد تحملت الحياة معه على الحلوة والمرة، وعلى رغم الظروف القاسية أحياناً فإنني كنت دائماً السند له وأراعيه في كل صغيرة وكبيرة، إلا أنني منذ معرفتي بالأمر، هجرته في الفراش ولم أعد أتحدث معه إلا عبر أبنائي". وتابعت مطلقةً نصيحةً للفتيات الملدوغات بحسب وصفها "عليكن بالهجران".
لجأت إلى "الإنترنت" للعثور على زوج العمر
ومن مطلقة إلى مطلقة أخرى، تروي إحداهن عبر زاوية "من كلام الناس" على موقع "الوسط" الإلكتروني، قصتها في البحث عن زوج العمر، فتقول: "أنا مطلقة من دون أطفال منذ سنوات وحلوة وجميلة وأنيقة وجامعية والكل يشهد بجمالي لكن لم يتقدّم لي أحد بعد الطلاق، وتعبت أبحث في النت عن زوج لكن أغلبهم مخادعون ومكارون لدرجة أني تعقدت من جميع الرجال...". فهل يعتبر "الطلاق" مقبرةً للمرأة وخاصة مع رفض المتزوجات لفكرة أن يرتبط أزواجهن بأخرى؟
ربما يكون هذا السبب، فإحداهن ترفض التعدد بقوة، قائلة: "أنا أرفض ولا أوافق ولا أرضى بأن يتزوج عليّ ثانية مهما كانت الظروف والدوافع والأسباب، وأرفض أزوج بناتي على أخرى أياً تكن في المرتبة الثانية".
مطلقات يرفضن الزواج من متزوج
وتمتد المشكلة إلى رفض المطلقات أيضاً للإقدام على الارتباط برجل متزوج، ولتسليط الضوء أكثر على هذه النقطة، جاء هذا التعليق: "إني مشتركة في قروب جموع رأس بالحلال... في عوانس شكثر شكثر في أمهات ولا صديقات يفضلون يدزون عناوينهم... بس الأغلبية عوانس ما يبون مطلق ولا عنده عيال... الحين كل الي يتزوجون صغار لحد الآن مواليد 99 ينخطبون فما بالكم اللي متقدم في العمر 45 سنة تلاقي لها واحد عزوبي بالعمر".
فهل التعدد حلٌّ للعنوسة؟ يقول أحدهم: "العنوسة لها أسباب كثيرة ومنها تأخر البنات في الدراسة... والتطلّب والمهور المرتفعة ومتطلبات الحياة الزوجية المرتفعة كالسكن المستقل... الله سبحانه وتعالى وضع خيار تعدد الزوجات وله فوائده التي تغيب عنا ويعلمها الله، ولكن اليوم النساء لا تقبلن بمشاركتهن في أزواجهن".