تفاعلاً مع موضوع "سهّلوها"... المعلم يؤكد: الحملة لمناهضة الصرف المؤدي للإسراف
زوجات يحكينَ تجاربهنّ: كلما كان الزواج ميسوراً اعتبرونا الرجال "طوفة هبيطة"
الوسط - جابر الموسوي
ألقت الكثير من الشابات باللائمة على الشباب بشأن التسبب في تصعيب أمور الزواج، إذ أوضحت بعض الشابات أنه كلما سهل أمر الزواج وأصبح ميسوراً في المصروفات اعتبرهن الأزواج "رخيصات" و"طوفة هبيطة"، على حد قولهن.
وذكرت بعض الفتيات تجاربهن في هذا الشأن، إذ قالت إحدى القارئات: "اللي ترخص نفسها من البداية يجبها الهم في النهاية، تزوّجت واحد أقل مني مادياً راتبه 200 دينار ووقفت قدام أهلي وانخطبت وتزوّجت من غير أي دين حتى فستان ليلة الزواج ماخذيت راعيته، مهري كان على الورق، وعشت وياه على الحلوة والمرة وأول ما تعدّلت حياته طعني بخياناته ولما سألته وش مقصره قال يدور الكمال، يعني هو كامل وللأمانه أني جميلة ومحافظة على جسمي ولا كأنّي متزوجة وأخلاق، الكل يشهدها وأولهم أمه تقول ياريت ولادي ياخذون نفسش. هذا شبابنا إذا الوحدة صبرت يدوسها وإذا طلبت حقها قالوا ظالمة مو متربية، وش تسوّي الوحدة".
وأكدّت على كلامها زوجة أخرى بقولها: "نفس قصتي.. كلما سهلتين أمور الزواج ... المعرس وأهله يعتبرونك رخيصة وطوفة هبيطة... لو يرجع الزمن لورى اتشرطت وما سهّلت أمور الزواج حتى ما يحتقرني زوجي، وكل يوم يقول أبغي مَرَة غيرك ترضي طموحي"!
وأضافت أخرى: "أنا ما سويت حفلة، مجرد عقد في المنزل وحتى المهر عطيته إياه يوم ثاني من العقد، وبعد كل هالتضحيات الحين هجرني وراح يركض ورا البنات من مختلف الجنسيات. الانسان كل ما أرخص نفسه إلى ناس ما تستاهل هذا جزاه".
تفاعل لافت
هذا، وشهد موضوع حملة "سهّلوها"، التي أطلقها العُزّاب طلباً لتسهيل الزواج، تفاعلاً لافتاً من القراء، إذ تجاوز الموضوع الـ200 تعليق، إذ طلب عالم الدين السيد هاني المعلم، من شابٍ أعزب يبحث عن حل لصعوبة تزويجه، أن يبدأ "ثورة" مع عائلته، لكي يحظى بما يتمنى، ويكمل نصف دينه، ليبدأ الشاب بتطبيق ذلك في "القروب" الخاص بعائلته في "الواتساب"، فنشر فيه كلمة "سهلوها"، تعبيراً عن طلبه في تسهيل أموره للزواج، ومن ثم طلب منه المعلم أن يخرج في "مظاهرة" لوحده لحين تحقق مطلبه.
كما نشر المعلم عبر حسابه في "الانستغرام"، دعوة لشباب العزّاب، لكي يطلقوا حملة #سهلوها، وينشروا عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خطوة في طريق تسهيل الزواج، ولاقت تفاعلاً منهم في وسائل التواصل.
الشباب يحكون صعوبات جمّة
هذا، وأفصح الكثير من الشباب عن الصعوبات التي يواجهونها حين إقبالهم على الزواج، فقال أحدهم "أخبرت الأهل - رغم معارضتهم - أنني حين سأتزوج قريباً لن ألزم نفسي بمظاهر وإسراف أحاسب عليه يوم القيامة وتبقى تبعاته لعشر سنوات قادمة! عقد القران وحفلة بسيطة للرجال وللنساء وكل هذا لا يكلف 200 دينار إن لم يكن أقل للطرفين رجالاً ونساء. هذه الأموال أخليها للمستقبل وأستانس فيها مع زوجتي الصالحة بدل ما أصرفها على ليلة واحدة تظهر تبعاتها لسنوات، ومن عارضني من الأهل قلت له إذا كنت ستتحمل تصاريف هذا الإسراف فمن حقك الكلام وإلا فليس من شأنك أن تلزمني بهرائك ونقطة على السطر".
وقال آخر مازحاً: "أتوقع في البحرين قريباً بصير السفر للفضاء أسهل من الزواج"، وذكر آخر: "قدّمت للكثير وإلى الآن لازلت أبحث والسبب هو شروط ومتطلبات البنت تريد إكمال دراستها أو لا تفكر حالياً". وتهكم آخر قائلاً: "أنا في الجامعة وأحتاج الزواج.. شسوي يعنيي أذبح روحي"!
المعلم: "سهلوها" تناهض الصرف المؤدي للإسراف وليست لمناهضة السعادة
وفي خضم النقاش العام الذي شهده موضوع يوم أمس، أشار عالم الدين السيد هاني المعلم إلى أن "حملة #سهلوها تناهض الصرف المادي المبالغ فيه والذي يمكن التنازل عنه والذي يصل إلى حد الإسراف المحرم. وليست لأجل مناهضة السعادة والفرح في ليلة الزواج - إلا إذا كان البعض يعتقد أن قيمته الشخصية تقيّم بالمال". وأضاف أن "الحملة تناهض الحجج الواهية التي تختلق من قبل الأهل والكبار سواء كانت مادية أو غيرها، نعم الغالب هو الحجج المادية.. وأقولها بملء الفم، إن هذه الحجج تنتج واقعاً هو أسوأ من الجحيم المادي الذي يرهبكم أيها الكبار. فحين يذنب الابن أو البنت فلن تنفع الندامة حين ذاك والبكاء لن يعيد اللبن المسكوب".
وأشار المعلم إلى أن "البعض يعتقد أن العزاب الذين يتألمون بدون زواج هم المراهقون كما يصفونهم، وأقول لكم كلا، هم في أعمارهم كبار وفي عقولهم كبار وفي تحملهم للمسئولية كبار. ليسوا صغاراً بل هم رجال ولو يسمحون لي لذكرت أسماءهم.. ثم إن الرجولة ليست بالعمر ولا بامتلاك المال بل هي بالمسئولية الذاتية ومقدار الخلق والأدب والتدين الرفيع".
"مثلما أقول للآباء سهلوها أقول للشباب كونوا قدها"
وأضاف المعلم إنه "لو كان المهر وباقي المصاريف هي قيمة المرأة فهي إذن بضاعة لمالكها حق التصرف فيها كما يشاء، فلا تعترض إذا ضربت ابنتك لأن زوجها اشتراها بما دفعه لك، ولكانت أفضل النساء بهذا المنظور رخيصةً لأن مهرها وزواجها كان بسيطا جداً. كلا ليس الأمر كذلك، إنما المرأة أغلى وأثمن من أن ترخص ويتداول عليها بالمال.. أو تقيّم بالطلبات..فاعتبروا يا آباء ويا أمهات.. وأخيراً مثل ما أقول للآباء #سهلوها أقول للشباب كونوا قدها وأنا مؤمن أنكم قدها".
وأبدى المعلم استغرابه من "حجة هرار وتعبر عن عدم مسئولية. وهي (من وين بيأكلها!!!)"، مشيراً إلى أن هذه العبارة تحتاج إلى موضوع خاص لوحده.
الزواج من سوريات
وبين كل هذا النقاش، علّق أحد القراء قائلاً: "لازم سفرة جماعية لسورية يا شعب"، وأضاف آخر: "زواج من بنت البلد في هذا الوضع تقريباً صار مستحيل، أتفق مع الأخوة، سوريا لبنان المغرب وانتهى الموضوع. سألت إحدى الصديقات من المغرب أكدت لي أن متوسط المهور من 300 لـ1000 كحد أقصى". وهو ما ثنى عليه آخر بقوله: " تزوّجوا سوريات أو لبنانيات أو إيرانيات، عدلوا النسل على الأقل، جيبوا لينا أولاد وبنات حلوين"!