ظاهرة "المسترجلات" تحتاج لـ "التوصيف"... وأصابع الاتهام توجه إلى "التربية" و "العولمة"
"البويات" ظاهرة من المسئول عنها؟...وهل هي موجودة؟
الوسط - محرر الشئون المحلية
بين توجيه أصابع الاتهام إلى دور الأسرة مروراً بالمدرسة والتشبه بـ "الغرب"، تبقى ظاهرة "المسترجلات" متواجدة في المجتمع البحريني بعد أن ازدادت بشكل متسارع خلال فترة زمنية باتت تؤرق مختلف فئات المجتمع.
يرى أحد مدربي التنمية البشرية أن مصطلحات كـ "المسترجلات، بويات، جنس ثالث، بناتية" وغيرها، تحتاج لجهة موثوقة معترف بها تحدد حدود التوصيفات وتضع أصحابها في موقعهم الإعرابي من الناحية الاجتماعية أو القانونية أو الصحية أو الشرعية، مضيفاً عبر تعليق نشره في موقع "الوسط" عبر زاوية "من كلام الناس" أن ترك إطلاق تلك التوصيفات للأمزجة الذاتية والارتجالات الانفعالية هو مما لا يجوز أخلاقياً ولا منطقياً ولا علمياً ﻷنه يضيع الحقيقة ويصنف الأفراد في خانات قد تؤثر على حاضرهم ومستقبلهم. وتابع "نتطلع إلى دراسة بحثية جادة تضطلع بهذه المهمة".
وانقسم المشاركون، فمن رأى أن هذه الحالة نتجت بسبب حالة اضطراب في الجينات، بينما رأى آخرون أنه بسبب الاختلاط مع الذكور، إلا أن البعض أرجعها إلى التأثر بـ "الغرب"، كما أصر البعض على أنها بسب الابتعاد عن الدين.
يقول أحدهم إن ابتعاد الفتيات عن لبس الحجاب الشرعي والعباءة أدى لهذه الظاهرة: "بسبب عدم لبس الحجاب الشرعي والعباءة، في البداية كانت البنات في شور أهاليهن، وبسبب الانفتاح على الغرب والتقليد الأعمى... فصخن الحجاب وفصخن الحياء مرة وحدة".
أما آخر فيقول إن "انتشار هذه الظواهر الشاذة لها أسباب متعددة ومتشعبة... العولمة الثقافية والمسيطر الأكبر فيها الثقافة الأميركية عن طريق الأفلام الهوليوودية... وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها لها دور مباشر ورئيسي ويلازمه الاطلاع المباشر والحيوي على تيارات المجتمعات الأخرى عن طريق الهواتف الذكية من قِبل الصبي والفتاة ويلازم ذلك العامل البيئي المتمثل في الوالدين من خلال التسيب والإهمال وعدم التوجيه منذ الصغر وعدم حصول الطفل الحنان والعطف الكافيين منذ صغره".
إلا أن آخر رفض فكرة أن يكون "الغرب" شماعة لتعليق مشاكلنا المجتمعية عليها، مقتبساً كلمة للمفكر الإيراني الراحل علي شريعتي: "إننا نخدع شعوبنا عندما نضع الغرب شماعة نعلق عليها جميع مشاكل ومصائب مجتمعاتنا، فهذا يعمينا عن معرفة الأسباب الحقيقية وراء تلك المشاكل. علي شريعتي".
ويوافقه آخراً في الرأي، إذ يوضح أن "الأمر لا يعدو كونه مبالغات من جزء... من المجتمع لا يعرف إلا شماعة الغرب كنا ما شاء الله أحسن أوادم، في بويات وبناتية بعد لكن لا يجب تضخيم المشكلة واستبدالها بمشكلة أخرى أكبر من اللازم مع وضع خطة لإعادة تأهيلهم وإن لم ينفع لا يوجد حل إلا السجن (رخيص وقوي)، لأن الأمر باعتقادي نفسي بامتياز لا أعتقد أن شخص عاقل وذو فطرة سليمة يفعل هذه الأمور".
وبين هذا وذاك، يرى آخرون أن الفتيات يلجأن لهذه الحالة الغريبة عن مجتمعاتنا بسبب فترة المراهقة، يقول أحدهم: "عادةً في فترة المراهقة، البنات يحبّون يطلعون بشخصية قوية أو مختلفة، والطريقة الأسهل أنها تتشبه بالرجال فتصير بوية...".
ويعزو البعض الظاهرة إلى "عدم التربية السليمة من قبل الوالدين، للأسف أغلب الناس لا يهتمون بتربية أبنائهم مما يسبب ظواهر الانحراف في المجتمع".
ويؤيده آخر قائلاً: "هذه الظواهر الشاذة في الغالب لها جانبان الجانب الأول وهو الأساس متعلق بنمط تربية وتنشئة الأسرة للولد أو البنت ومتعلق بالحالة الانفلاتية والتسيبية للأبناء ويلازم ذلك فقد شديد للحنان والحب للولد أو البنت بسبب غياب الأم في العمل وعدم تعويضهما الحب والحنان من بعد العمل مما يتولد عنده أو عندها في اللاشعور حالة من التمرد على الوضع الطبيعي في المجتمع وفي المحيط الذي يعيشان فيه فيتخذان مسلكاً منحرفاً والجانب الثاني متعلق بوسائل الاتصالات الحديثة والمتمثلة في الهواتف الذكية لتكون حالة مغذية لهما".