العدد 5226 بتاريخ 27-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


بالفيدو والصور: فيلة في سومطرة تعمل في الوساطة بين أبناء نوعها والإنسان

لامبونغ (أندونيسيا)- أ ف ب

يقرع مزارعون في سومطرة ناقوس الإنذار، فقد اجتاح فيل حقولهم، ليتدخل رجل على متن فيل آخر لإبعاده، وهو ضمن مجموعة من مروضي الفيلة تعمل على تجنب الإحتكاك بين هذه الحيوانات المهددة والبشر.

وهذه هي المرة الثالثة خلال شهر التي يخرج فيها هذا الفيل الكبير من الغابة بحثا عن الطعام، في جنوب شرق جزيرة سومطرة الواقعة في غرب إندونيسيا.

ويقول مروض الفيلة دودوت "الفيل يشعر انه ملك، لا يخاف من البشر ولا من السلاح، يشعر ان هذه الأرض أرضه".

إلا ان هذا السائس المحنك يعرف كيف يتعامل في هذه الحالات.

في الآونة الأخيرة، إزدادت اللقاءات غير الودية بين الفيل والإنسان، فقطع الأشجار وتحويل أجزاء من الغابات إلى مزارع يدفعان هذه الحيوانات إلى الخروج من مواطنها الطبيعية.

وقد قتلت فيلة عدة في سومطرة فقط لأنها دخلت إلى أرض زراعية، فيما تقع فيلة أخرى فريسة للصيادين غير الشرعيين الطامعين بأنيابها العاجية، لبيعها في السوق السوداء.

ولذا فان السواس مثل دودوت يضطلعون بدور مهم جدا اشبه ما يكون بدور الوسيط بين الإنسان والفيل، في مهمة تجعلهم على أهبة الإستعداد على مدار الساعة.

ويتوزع حراس الغابات هؤلاء على ثلاث وحدات، وينشطون في محيط متنزه واي كامباس حيث تتداخل المناطق السكنية مع الأدغال التي يعيش فيها 250 فيلا.

توتر مستمر

في محطة مارغاهايو، يعيش ستة حراس بشكل دائم في أرض معزولة، ويتحركون على متن ستة فيلة ولدت في الأسر وروضت.

وهم يجوبون "المنطقة الحدودية" بين مناطق السكان ومواطن الفيلة في هذه الغابة الممتدة على 1300 كيلومتر مربع.

ويقول ايكو اريانتو أحد حراس الغابة لمراسل وكالة فرانس برس "حين نرى فيلة، نعلم السكان ونعلم ايضا فرقنا في الخارج ليكونوا على استعداد" لتجنب توجهها إلى المناطق السكنية.

وعلى رغم هذه الجهود، ما زال التوتر قائما في المنطقة، حتى ان بعض السكان لا يترددون عن وضع السم للفيلة، أو إضرام النار لإبعادها، للحفاظ على مزروعاتهم.

وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة، فان الوضع في سومطرة يدعو للقلق، إذ ان 70 % من المواطن الطبيعية للفيلة دمرت في السنوات الخمس والعشرين الماضية، وابيد نصف هذه الحيوانات.

وأدرج الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة فيلة سومطرة في العام 2012 على قائمة الأنواع المهددة.

ويواجه حراس الغابات صعوبات أكبر في رصد ذكور الفيلة التي تعيش منفردة، وهي تخرج من الغابة فجأة وتدمر الحقول حيث تقتات، ثم تختفي في الغابة مجددا.

ويكفي ان يقع حادث صغير حتى تتدهور العلاقة بين الانسان والفيلة في هذه المناطق، اذ ان المزارعين يرون في هذه الحيوانات خطرا على وجودهم ويلومون المسئولين عند كل حادثة.

وبهدف تقاسم المسئوليات، يعمل حراس الغابات على توظيف أعضاء جدد من بين السكان المحليين.

ويقول اريانتو "نجتهد في البحث عن وسائل تجعل الناس يتعايشون مع الفيلة".

إزالة الأفخاخ

ويبدو ان هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها، فقد انحسرت الصدامات بين الإنسان والفيل بنسبة 80 % منذ ان بدأت هذه الدوريات بالعمل في العام 2015، بحسب الحراس.

وفي الآونة الاخيرة، تمكن مزارعون من جني ثمارهم من دون أي إضرار، للمرة الأولى منذ سنوات، بحسب دودوت.

وهو يقول لمراسل فرانس برس "قبل دورياتنا، كان المزارعون قلقين دائما، أنهم الآن ينامون مرتاحين".

واضافة الى مهمة الوساطة بين البشر والفيلة، يقوم حراس الغابات بدور آخر، وهو البحث عن الأفخاخ التي تنصبها عصابات الصيد غير الشرعي وإزالتها، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر.

والعام الماضي، عثر على أحد فيلة الحراس وقد قتل وانتزع ناباه.

وتفكر السلطات في احتمال ان تستعين بطائرات من دون طيار لتحسين الكفاءة في العمل.

 

 




أضف تعليق