ضيافة ليلة "المعادل" قادمة بقوة ضمن مصاريف الزواج... والشيخ عيد يؤكد: بدعة مستحدثة ويجب تركها
الوسط - جابر الموسوي
باتت حفلات الزواج ومصاريفها مادة دسمة للنقاش بين الناس، ذلك أن العديد من مراسيمها لم يكن موجوداً قبل سنوات طويلة، وإنما استُحدثت في السنوات الأخيرة، فيما يُلاحظ أن الكثير من المراسم يأخذها التطور شيئاً فشيئاً، إلى حدٍّ من الممكن أن يلاقي الناس صعوبةً في التخلص منها في الأعوام المقبلة.
وخوفاً من "الوقوع في المصيدة" على حدّ تعبيره، ارتأى أحد المواطنين الاقتصار على دعوة أشخاص قلّة من العائلة، لليلة "معادل" ابنه قبل الزواج، والتي يتم فيها الاتفاق بين أسرتي الزوجين على مقدار المهر والشروط وموعد الزواج وغيرها من الأمور المتعلقة به.
هو خوفٌ لم يكن يشعر به المواطن في زواجه قبل أكثر من 30 عاماً، إلا أنه يتفاجأ به في زواج ابنه، ولهذا اكتفى بدعوة قلّة من الأشخاص يمكن عدّهم على أصابع اليد.
وبات الكثير من الناس يعتبرون ليلة "المعادل" من الليالي الأساسية التي تجب فيها الضيافة لعائلتي العريس وعروسه، وبعض العائلات تتجه إلى "البوفيه" في تلك الليلة، وبالتالي مصاريف إضافية تقع على كاهل العريس وعائلته.
الشيخ عيد: بدعة مستحدثة
ويلفت الشيخ عيسى عيد، الانتباه إلى هذا الأمر، معتبراً أن الضيافة في ليلة المعادل "بدعة وعادة غير مألوفة سابقاً في مجتمعاتنا، ولكنها بدأت بالانتشار شيئاً فشيئاً، وهي مستحدثة في مجتمعنا، وخارجة عن نطاق العرف بل وحتى التقاليد، وربما تكون خارجةً عن نطاق الشرع لما فيها من محاذير غير محببة شرعاً".
ويشير إلى أن من تلك المحاذير "أن وقت المعادل لا يستحب فيه الإشهار إذ أن إشهار الزواج يستحب وقت التزويج وكذلك الإطعام، ولا يستحب الإطعام بهذه الكيفية، إذ المسألة لا تعدو الأمور الداخلية للعائلتين وللعروسين على الخصوص التي يتفقون عليها، والتي لا ينبغي أن يطلع على بعضها غير الخواص من العائلتين".
ويضيف: "إن هذه الطريقة من الإطعام عادة ما تكون مكلفة من حيث تعدد الطعام وكيفية تهيئته، وعادة ما يكون الطعام فيها يزيد عن الحاجة مما يؤدي إلى الإسراف والتبذير".
وفي تفصيل أكثر عن المحاذير، يقول عيد: "إن كثيراً من الناس لا يستطيعون القيام بهذا العمل من الناحية المالية، ما يوقعهم في حرج كبير أمام الطرف الآخر، ويضطرهم الحال إلى الاقتراض، حفظاً لماء الوجه".
ويختتم بقوله: "إنها تكون سبباً لخلق أزمات مالية عند العائلة المعدة لمثل هذه الضيافة، ولا سيما للعوائل ذات الدخل المحدود، فتبقى مثقلةً بالديون ما يؤدي إلى حدوث مشاكل عائلية بسبب قلة الميزانية. لذا نأمل من الجميع التخلي عن هذه العادة المستوردة، ولا سيما من المقتدرين مالياً، حفظاً لماء وجه غير المقتدرين مالياً وحفظاً لكرامتهم، ومنعاً لانتشار مثل هذه التقاليد الغير محببة شرعاً".