أهالي المتوفين بين سندان التكاليف الباهظة لولائم العزاء ومطرقة "العيب" والحَرَجْ
الوسط - جابر الموسوي
رأى العديد من أهالي المتوفين أنفسهم بين سندان التكاليف الباهضة للولائم المُعدة خلال أيام مجلس العزاء، ومطرقة وقوعهم في الإحراج حين عدم إعدادهم لتلك الولائم مع وجود المعزين من أهالي المتوفى، فضلاً عن أن الكثير يصنّف عدم إعداد تلك الولائم بأنه "عيباً"!
وقال أحد القراء في رده على الموضوع الذي نشرته "الوسط" أمس: "إنها معضلة .. مع هذا الحضور من قبل الأهل. .. فان تركتهم بدون وجبه ..فهذا عيب .. وان عملت وجبه فهو مكلف.. عائلتنا تقترب من 200 رجل قريب من الدرجة الأولى .. نتمنى ان تحظى هذه المسألة بحل"، ورد عليه آخر "عطهم خبز وروب واللي مايعجبه أكو المطاعم مليانة الديرة مو مثل أول، خل يروح ياخذليه شوارما أو وجبة همبرغر ولا يصير رزيل يقعد يثقل على أهل المتوفى الاقربون".
وأبدى قارئ آخر رأيه قائلاً "المفروض أهل المتوفى يفهمون يعني لازم كل واحد يذهب الى بيته وقت الوجبات من تلقاء نفسه لكي يجنب أولاد المتوفى الحرج لأن اذا في احد موجود ليس من الذوق القول لهم اذهبوا لايوجد وجبة غذا أوعشاء أو الحل الثاني مساهمة كل اهل المتوفى في المبلغ ويكون هذا انسب هذا رأيي المتواضع"، ووافقه قارئ آخر قائلاً "صح .. احنا صار عدنا عزاء الاقارب غير القريبين من الدرجة الاولى موجودين مواصلين من الصبح يعني مو عدلة ما تغديهم فأحراج لازم تسوي او بتصير بخيل و قليل أصل".
معارضة واستغراب
وسادت معارضة واستغراب كبير من قراء "الوسط" تجاه الولائم المكلفة التي يعدّها أهل المتوفى خلال أيام مجالس العزاء، إذ وصف القراء تلك الظاهرة بأنها "بدعة"، مؤكدين أنه "يجب تركها".
وتفاعل القراء مع ما طرحته "الوسط" أمس، وكان لافتاً ما ذكره العديد من القراء الذين عاشوا التجربة، إذ ألقى بعضهم باللائمة على أهالي المتوفى، فيما رأى آخرون أن هذا الأمر متعلق بثقافة ووعي الناس، فيما رأى بعض القراء أن عدم إعداد الولائم يوقع أهل المتوفى في حرج نظراً لبقاء المعزين من الأقرباء لفترات طويلة في مكان التعازي.
مصري يبدي استغرابه
وكان نصيبٌ من الاستغراب تجاه الموضوع، لشخصٍ من الجالية المصرية الذي حضر مجلس عزاء في البحرين، وروى ذلك أحد القراء قائلاً إن "أحد زملائنا من الجالية المصرية جاي يعزي لما شاف الشاي والعصير والماي والقهوة قال: يخرب بيتكم... في العزا بتوزعوا شربات امال في الفرح بتوزعوا ايه؟!! .... قلنا ليه غوزي....فسألناه انتو في مصر بتعملوا ايه في العزا..... قال فقط قهوة سادة".
هذا، وروى عدد من القراء تجاربهم في هذا الشأن، فقال أحدهم "انا بفاتحة ابوي الله يرحمه استغربت من الاوادم وخصوصاً النسوان تجي تتغذى وتتعشى كأن عزيمة .. الشي اللي يألم مو مادياً ولكن نفسياً لأن هالجمعات لاتخلو من العقرة والضحك وحتى احترام لذوي المتوفى مافي".
وقال آخر "فعلاً معاناة مررت بنفس التجربة ، اكثر من 2000 دينار بين مجلس التعزية ومتطلباته ووجبات المعزين، يجب وقف هذا الاسراف"، وذكر آخر "هذا ارهاق وعبأ على اهل المتوفى في وفاة أم زوجي صرف ما يقارب 2500 دينار مقابل جلوس بعض المعزين للغذاء والعشاء والضحك والثرثرة بأحاديث لا تراعي حتى مشاعر اهل المتوفى .. أعارض وبشده واطالب بإثارة الموضوع بصورة أوسع ليعي الناس مساوئ هذه العادات الحديثة".
قراء: هي بدعة ويجب تركها
ووصف العديد من القراء، تلك الظاهرة بـ"البدعة"، فقال أحدهم "شنهي هذي البدع ناس مفجوعين في عزيز اروح اسوي ولائم وغديات وعشيات حق المعزين شنهو هالكلام هذي بدعة جديدة تنتشر بين الناس لأني استغربت من احد الجيران سيارة ولائم احد المطاعم تجي كل ظهر وتنزل غناج وصحون والله اني وقفت متسمر مكاني هذا عندهم وفاة والا عرس ليش يا عالم حرام عليكم الميت محتاج الدعاء والترحم عليه والجماعة بلع وضرب بالخمس هذا غير الحلويات والقهاوي ما قاصر غير البخور والعود وكملت ... لا احساس ولا مشاعر .... خلاص قهوه سادة واحسن الله عزاكم وعظم الله اجركم والبقا في راسكم وخلاص".
وقال قارئ آخر "ولائم الفاتحة ظاهرة جديدة وغريبة على مجتمعنا وليست من العادات والتقاليد، فقبل 30 سنة لم تكن موجودة بتاتاً، والمصيبة أن رجال الدين دائماً ينبهون الناس أن هذه الظاهرة بدعة لا تجوز إقامتها لكن الناس لا تسمع وتسوي اللي في راسها"، وذكر آخر "الاطعام في العزاء ليست من العادات والتقاليد وإنما هي بدعة ابتدعها الناس والجميع رضي بها أو سكت عن انتقادها حتى أصبحت عادة التخلّص منها أمر محرج"، وأشار آخر إلى أنها "بدع دخيلة تصبح فرض واجب من المعيب تركها".
وذكر قارئ آخر "حقيقة هذه عادات يجب التوقف عنها والأمر ليس رياء وإنما شيء تحسبه عند الله سبحانه وليس بنظرات الناس، وهذا أمور يجب التوقف عنها ، والاكتفاء بشيء بسيط وباقي المبالغ تصرف في وجوه الخير والمصالح العامة ليكسب الميت الثواب والأجر"، وقال آخر "أمقت وأرفض هذه البدع فهي مرفوضاً شرعاً وعقلاً . توجهنا الى الإحساء لتقديم واجب العزاء منذ شهر تقريبا حيث كنا وصلنا عصراً وقدمنا واجب العزاء واختفينا عن أنظار أهلنا في الاحساء عائدين للبحرين حتى لانحملهم كُلفة العشاء وان زعلوا فأنهم سيستوعبون مافعلناه للمصلحة العامة . حفظنا الله واياكم من كل مكروه".
وكانت "الوسط" نشرت أمس معاناة مواطن يشكو من التكاليف التي صرفها على مجلس عزاء والده، إذ قال: "في وفاة والدي رحمه الله، صرفت أكثر من 1000 دينار في مجلس العزاء، ومنها أدركت عُظم المشكلة، كما تحدثت مع عدد من رجال الدين وقالوا إن المفترض هو تعاون المعزين أنفسهم والجيران وغيرهم مع أهل المتوفى ومعاونتهم في إعداد الوجبات وليس قيام أهل المتوفى بشراء وإعداد الوجبات وصرف الكثير من المبالغ".
وأضاف "بعد وفاة والدي، توفي من العائلة أكثر من 10 أشخاص، ووقفت قبل مجلس عزائهم وأمرت الأهل بعدم القيام بشراء أو إعداد أي وجبات أو ولائم، وكل شخص يتناول طعامه في منزله، واستمر هذا الوضع، إلى وفاة بنت خالي قبل أشهر، إذ طلبت من زوجها عدم صرف أي مبالغ في الولائم، ولكن مع ذلك لم يستطع التخلص من وجبات النساء، ليصرف أكثر من 700 دينار، فوضعُه لو كان كما هو حاصل الآن لاحتاج ولائم لأكثر من 50 شخصاً على مدى ثلاثة أيام، وهذا الوضع يحتاج إلى اقتراض".