بالفيديو والصور: الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة طهران
طهران- أ ف ب
يقبل عدد كبير من الإيرانيين، مسيحيين ومسلمين، على إقامة مظاهر عيد الميلاد في هذا البلد الذي هاجر منه آلاف المسيحيين منذ الثورة الإسلامية، إلا ان الباقين يعيشون في واحة أمان مقارنة مع ما يجري حولهم في المنطقة.
ففي شهر ديسمبر/ كانون الأول، يتوافد الزبائن إلى حي الأرمن في طهران، الذي يضم أكبر تجمع للمسيحيين في العاصمة الإيرانية، لشراء أشجار العيد والزينة.
وتقول نيلوفار، وهي سيدة مسلمة تقصد الحي الأرمني في موسم العيد مع زوجها "انه جذاب جدا، أحب الزينة فيه... ونراه رمزا لإحترام المعتقدات الأخرى".
ويقف بعض المارة في صف لإلتقاط صورة مع سانتا كلوز المنتشرين أمام بعض المتاجر في أجواء احتفالية لا يتردد فيها بعضهم عن الرقص على أنغام لحن شعبي إيراني.
ويقول حامد داووديان التاجر الأرمني الذي يملك متجر بقالة في الحي ان طائفته لم تتعرض لأي مضايقات من السلطات، ويضيف "نحن هنا منذ 400 عام، أنهم يعاملوننا بشكل رائع".
ويباهي بان أبناء طائفته قاتلوا في صفوف القوات الإيرانية أثناء الحرب الدامية مع العراق، وبأن "30 إلى 35 شهيدا خرجوا من حينا".
حرية الاعتقاد
منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، هاجر آلاف المسيحيين من إيران ولم يبق منهم سوى 120 الفا، بحسب الأرقام الرسمية.
ومعظم المسيحيين الإيرانيين هم من الأرمن الأرثوذكس، ويوجد أيضا بضعة آلاف من الآشوريين الكاثوليك.
وعلى رغم هذه الهجرة الكبيرة، إلا ان الطوائف المسيحية تحظى باعتراف وحماية من الدولة، على غرار طوائف أخرى مثل اليهود والزرادشتيين.
لكن حرية الاعتقاد ليست مطلقة في هذا البلد، إذ يحظر على المسلمين ان يعتنقوا دينا آخر، ولذا تصادر السلطات نسخ الكتاب المقدس باللغة الفارسية، كما أنها تفرض على المسيحيين ان تقام صلواتهم باللغة الأصلية للجماعة، لا باللغة الفارسية.
ففي كنيسة القديس يوسف في وسط طهران مثلا، يقام قداس عيد الميلاد باللغة الآشورية.
ويقول الأسقف رمزي غارمو لوكالة فرانس برس "وجود المسيحيين في إيران يعود إلى القرن الثاني" حين بشر هناك القديس توماس بتعاليم المسيح.
وبعدما كان الجماعة المسيحية في إيران تعد بالملايين، أصبحت اليوم أقلية في هذا البلد ذي الغالبية المسلمة. ويقول الأسقف ان قداس يوم الأحد لا يجمع أكثر من بضع عشرات من الأشخاص فقط، ويعزو ذلك إلى ان يوم الأحد هو يوم عمل في إيران، وأيضا إلى زحمة السير الخانقة.
ويضيف "لكني أقول دائما ان قوة الكنسية لا تعتمد على عدد اتباعها، بل على قوة الإيمان الذي يظهرونه في حياتهم اليومية".
يبدي الأسقف ارتياحه لكون إيران تشكل واحة من السلام في منطقة تضربها الاضطرابات وأعمال العنف التي تؤثر بشكل كبير على الوجود المسيحي فيها.
ويقول "لذا أظن ان المسيحيين سيبقون في هذا البلد، وفي هذه المنطقة، لدينا الحرية في ممارسة إيماننا المسيحي".
ويضيف قبيل قداس عيد الميلاد الذي يقام منتصف الليل "بفضل الله نحن نعيش في أمن وسلام، في الوقت الذي يعاني فيه جيراننا من القلق والعنف... سنصلي من أجلهم هذا المساء".