ناشئو نيجيريا يحلمون بنجومية كروية من خلال أكاديمية برشلونة
لاغوس - أ ف ب
تنتشر في نيجيريا اكاديميات كرة القدم التي تدرب ناشئين يحلم كل منهم بأن يصبح "نوانكوو كانو" أو "جاي-جاي اوكوتشا" الجديد، الا ان الفرصة قد تكون أكبر من غيرها لمئات يتدربون في اكاديمية نادي برشلونة الاسباني.
كل اسبوع، يحضر زهاء 400 ناشئ تراوح اعمارهم بين السادسة والثامنة عشر، إلى الأكاديمية التي افتتحت في نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ يلاعبون آمالهم بأن يصبحوا يوما ما محترفين في أوروبا.
كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في نيجيريا البالغ عدد سكانها 180 مليون نسمة، على رغم أن المنتخب الوطني الذي سبق له المشاركة في كأس العالم، فشل هذه السنة مجددا في بلوغ كأس أمم افريقيا التي تقام في يناير/ كانون الثاني في الغابون.
في سبتمبر/ أيلول، أقيمت اختبارات لأكثر من 1500 ناشئ من اجل الانضمام للأكاديمية. إلا أن البدل المالي البالغ ألف يورو سنويا، يشكل عائقا أكبر من الموهبة واثبات الجدارة.
فقد اضطرت عائلة جونسون غبينغا (12 عاما) إلى استدانة هذا المبلغ من الاقارب والجيران في باداغري، احدى ضواحي لاغوس.
ويقول الفتى الخجول لوكالة فرانس برس أن الجميع "فهموا أن لا شيء أهم من كرة القدم" بالنسبة إليه، علما بأنه يضطر مع موعد كل تمرين، إلى أن يستقل حافلة تستغرق رحلتها ثلاث ساعات.
وتبدو ملامح الظروف المعيشية الصعبة واضحة على الناشئين، ومنهم يعقوب فاروق (12 عاما) الذي ارتدى سروالا قصيرا ممزقا وحذاء قديما. لكن الظروف لا تثبط عزيمتهم وآمالهم بعد أفضل.
ويقول فاروق "ذات يوم، سألعب بالتأكيد لصالح برشلونة"، مضيفا "أشعر بالسعادة لأن لاعبي كرة قدم آخرين سيتمكنون من رؤية ان النيجيريين موهوبون ويمكن لهم أن يكونوا الافضل".
البدء "من مكان ما"
أكاديمية النادي الكاتالوني، حامل لقب بطولة الدوري والكأس في اسبانيا الموسم الماضي، في لاغوس التي تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية لأكثر البلدان الافريقية تعدادا للسكان، هي الرابعة من نوعها في العالم بعد دبي واسطنبول وساو باولو.
وعلى ملعب تسليم بالوغن، يتابع عشرة مدربين تمارين الناشئين.
ويقول ليزلي اوغوميينور، مدير شركة "بلاوغرانا سبورتس انترناشونال" التي ساعدت في اقامة الأكاديمية، أن انشاءها يعد بمثابة "ثورة" في كرة القدم النيجيرية، غير المجهولة على الساحة الاوروبية والعالمية.
فقد سبق للاعبين نيجيريين اكتسبوا كرة القدم من الشوارع الفقيرة والأزقة في مدنهم، ان أصبحوا نجوما في اوروبا، ومنهم كانو الذي لعب في صفوف اياكس امستردام الهولندي وارسنال الانجليزي، واوكوتشا في بولتون واندررز الانجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي.
ولم تتح لهؤلاء وزملائهم فرص جدية لتعلم كرة القدم في اكاديميات ذات مستوى جيد. ويرى اوغوميينور ان نيجيريا ستستفيد من وجود الاكاديمية، حتى وان كانت فرص تحول تلامذتها الى نجوم، قليلة.
ويوضح "دربنا مدربين سيدخلون في وقت لاحق الى السوق. ولدينا ايضا كل الناشئين الذين ستتاح لهم فرصة اللعب هنا في افريقيا".
وردا على سؤال عما إذا كان المدربون قد عثروا على "ميسي" جديد في الاكاديمية، يجيب مديرها التقني برنات فيا غوريز بضحكة.
يضيف بواقعية "نريد ان نطبق رؤيتنا وطريقتنا في التدريب".
بالنسبة الى برشلونة، الاكاديمية هي وسيلة للبحث عن المواهب، الا انها تساهم ايضا في نشر اسمه في كرة قدم تجارية ومعلومة، تنافسه فيها اندية اخرى لاسيما انجليزية كمانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال.
وتعمد هذه النوادي الى انشاء اكاديميات في افريقيا وآسيا واميركا.
وحتى في نيجيريا، لن يجد برشلونة نفسه بلا منافس. فقد وقع نادي باريس سان جرمان اتفاقات تجارية مع شركتين نيجيريتين، وسيختار 100 طفل للمشاركة في ورشة تدريب تستمر ثلاثة ايام.
ويقول غوريز "على رغم ان الدوري الانجليزي الممتاز يحظى بشعبية اكبر من الدوري الاسباني، الا ان لاعبي كرة القدم المتدربين سعداء جدا للترحيب بالنادي الكاتالوني".
وهذا ما يؤكده ناشئون يتدربون مع برشلونة على رغم انه ليس ناديهم المفضل.
ويقول اوكيكي "انا أشجع ارسنال، إلا أن الجميع بحاجة إلى البدء من مكان ما. لا يمكن اختيار النادي في هذه السن".
يضيف "عليك ان تقبل بما يتوافر لك".