العدد 5224 بتاريخ 25-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


قصة قصيرة... Panic room!

جابر علي - قاص بحريني

هذا يوم تقديم مشروع أحد مقرّرات الـ (Business). في مقرّرات دراسية أخرى كنتُ أتمارض وأتغيّبُ عن الحضور وأضع زميلي أو شريكيّ في "المشروع" أمام الأمر الواقع ليقوما بعرض المشروع بدوني ويؤديا دوري، ولم يكن هناك ما يقلق في الأمر... فأكثر ما كنت ألقاهُ منهما هو بعض العتاب أو السخرية! وهي أمور اعتدتُ عليها!

اما اليوم فأنا وحدي فحسب، أنا من عليه ان يحضّر المشروع ويقدّمه أمام الدكتورة وطلبة الفصل، لست أنا فقط، فأكثر الطلبة يدخلون الفصل هذا اليوم وهم يقدّمون رِجْلاً ويؤخّرون أخرى حذَرَ الفشل! إلا أن وضعي مختلف عن الجميع.

(Panic room) "اسم فيلم أميركي"، هو الاسم الذي أطلقته على فصل المحاضرة وقتها! الدكتورة ولكونها متمّكنة من المادة مقتدرة فيها - حتى أنها تحمل مجرد قصاصة فيها العناوين الرئيسة للموضوع فقط وتشرح وكأنها يُلقى في روعها -  ولذا فإنّ ثقتها بنفسها تناطح عنان السماء، وتجدها تسأل السؤال وتتوقع إجابة نموذجية كما في ذهنها... فلا تقبل بأنصاف الحلول ولا ترضى بما يشبه الإجابة أو يقاربها! وويلٌ لمن يسهو أو يتلهّى أو يغفل أو "يعلِك" أو يرن هاتفه في حضرتها! وويل لمن لا يفهم أو يبالغ في ادّعاء الفهم!

وأنا أعرف الناس بنفسي... عديم الثقة فيها (نفسي)... لا أتَكئ على زعمها ولا أعتمد على ما تتظاهر به من رباطة جأش وقوة شكيمة! بل هي طالما خذلتني عند المقارعة وتخلّت عنّي وقت المبارزة، فلا قِبَلَ لها بتحدٍّ ولا طاقة لها على مواجهة.

أتعرفين يا سلوى، بأنه، وحين طردتكِ الدكتورة من الفصل، بعد ثورة عاصفة، وبعد أن التَقَطَتْ أنفاسها، عادت وفتَحَتْ الباب وقالت بصوت جهوري ولغة حادّة وشرر الغضب يتطاير من عينيها ومقبض الباب يئن في كفها، خاطبتنا قائلة: إن من لا يعجبهُ أسلوبُ تدريسي أو طريقة شرحي أو منهجية تقييمي ويريد أن ينسحب من المقرّر مثلها (تعنيكِ أنتِ) فيمكنه أن يخرج الآن وقبل أن أغلق الباب! وأحسبُ ذلك تعليقاً منها على "زعمكِ" أن تقييمها لعرضك وطرح فكرتك كان يخلو من الإنصاف والموضوعية.

حسنًا، مَن أنا لكي أكون ممن لا يعجبهُ أسلوبها أو تقييمها!  كل ما هنالك أنني رأيت وذُهلت لما فعلتْ بك، على رغم ما أبدعتِ فيه في مشروعك وعرضكِ المشوّق وأسلوبكِ المبتكر... فأيقنت بأنني إن برزتُ لتقديم مشروعي وعرضه أمام الطلبة، وأنا أتلعثم في الشرح وأتلجلج في الاستدلال والتحليل، لا أقدّم معلومة مفيدة ولا فكرة جديدة، فإنها ربما رمتني بما في يدها أو مسحت بي... "السبورة"! أو دفعتني من النافذة المفتوحة... ولم أنسَ آنئذ أن فصلنا يقع في الدور الثالث! ففضّلت أن أنسحب حفاظاً على ما تبقى لي من كرامة وسلامة!

لن اخبرك، أنني لم أفعل، ولكنني تمنيت يا سلوى، لو كنتُ عند حُسن ظنّكِ بي وواتتني الشجاعة آنئذ، وأنني فعلاً خرجتُ إثركِ من الفصل تعاطفاً معكِ أو دَعماً لموقفك أو مساندة لكِ كما اعتقدتِ!



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 12:39 ص good! .. go ahead رد على تعليق