نقابة الصحافيين التونسيين تحذر من "تصاعد التضييقات" على المراسلين الاجانب
تونس - أ ف ب
حذرت نقابة الصحافيين التونسيين اليوم الجمعة (23 ديسمبر/ كانون الأول 2016) من "تصاعد التضييقات الامنية" على مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية في تونس وذلك إثر دخول مراسل تلفزيون اسرائيلي (منتحلا صفة كاتب الماني) البلاد بعد اغتيال مهندس منتصف هذا الشهر في عملية نسبتها حركة حماس لاسرائيل.
وقالت "النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين"، وهي هيئة مستقلة، في بيان ان "مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في تونس" اشتكوا خلال اجتماع عام الجمعة بمقر النقابة من "تصاعد التضييقات الامنيّة في حقهم في المدة الاخيرة".
وحمل هؤلاء "وزارة الداخليّة ومصالح رئاسة الحكومة مسئوليّة ارتفاع وتيرة الاعتداءات في حقهم والتي تتمثل أساسا في المنع من العمل والتصوير دون مبررات، وطلب تراخيص استثنائية لا ينص عليها القانون، والتدخل في المضامين الصحافيّة، والتعطيل التعسفي في منح تراخيص التصوير، والتهديد بحجز معدات العمل" وفق البيان.
وقالت النقابة انها "ترفض بشدّة التعلل بحماية الأمن الوطني لفرض خناق على حرية الصحافة وضرب الحق في النفاذ إلى المعلومة المكفول دستوريا" وترفض "كل إجراءات استثنائية مخالفة للدستور والقوانين والمعاهدات الدوليّة في مجال حرية التعبير والصحافة".
ودعت السلطات بالخصوص الى "منح تراخيص تصوير لمدّة سنة باسم القنوات والوكالات المعتمدة في تونس بدل التراخيص الشهرية" و"منح جميع الاعتمادات والتراخيص السنوية والمؤقتة من طرف مصالح الاعلام والاتصال برئاسة الحكومة دون غيرها".
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب حول الموضوع من الحكومة.
وكان عثر على مهندس ميكانيك الطيران محمد الزواري (49 عاما) الذي يحمل الجنسيتين التونسية والبلجيكية، في 15 ديسمبر/ كانون الاول، مقتولا بالرصاص داخل سيارته امام منزله بمنطقة العين من ولاية صفاقس ثاني اكبر مدن تونس، بحسب ما اعلنت السلطات.
ودخل مواف فاردي الصحافي في القناة العاشرة الاسرائيلية تونس ظهر يوم 17 ديسمبر/ كانون الاول قادما من ايطاليا بجواز سفر الماني وقدم نفسه على انه "كاتب"، وغادرها صباح اليوم التالي، بحسب وزارة الداخلية التونسية.
وانتقل الصحافي يوم 17 ديسمبر/ كانون الاول الى صفاقس التي تبعد نحو 270 كلم جنوب العاصمة تونس، وأنجز تحقيقا صحافيا أمام منزل الزواري وحاور عددا من المواطنين وعاد مساء الى العاصمة حيث قضى الليلة في فندق حجز فيه عبر الانترنت.
وقبل مغادرته تونس، سجل الصحافي مراسلة (غير مباشرة) في مكان يبعد نحو 200 متر عن مقر وزارة الداخلية من دون ان تنتبه اليه قوات الامن رغم انه كان يحمل، خلال التسجيل، شعار القناة ويتكلم باللغة العبرية.
والاثنين اعلنت وزارة الداخلية "ضبط" ستة تونسيين ساعدوا الصحافي وفتح تحقيق بشأنهم، وبشأن عناصر أمن قد يثبت تقصيرهم.
واستدعت وزارة الخارجية التونسية الاثنين سفير ألمانيا "لطلب توضيحات" حول "هوية" الصحافي وفق بيان للوزارة.