(رسالة مواطن)... شوارعنا أصبحت لا تطاق... فأنقذونا
كلما تقدم الزمن، تقدمت وتطورت الأمور وطرق الحياة أصبحت أسهل، ولكن لا تصمد هذه القاعدة أمام وضع شوارع وطرق مملكتنا الغالية البحرين. فلو نظرنا إلى وسائل التنقل والنقل والمدارس وطرق التعليم والمباني كلها تغيرت وأصبحت أكثر تطوراً وأسهل في الاستخدام إلا شوارعنا.
بالأمس كنا ننتقل من مكان إلى آخر في وقت أقل بكثير مما نقضيه هذه الأيام، وكل ذلك يرجع إلى سوء التخطيط والإعتماد على الحلول الترقيعية. بات الوضع لا يطاق ولا يُتحمّل، فمن سيء إلى أسوأ، باتت كل أوقات شوارعنا ذروة، ففي أيام الإجازة ازدحام، وأيام العمل ازدحام، وفي الليل ازدحام، وفي النهار ازدحام، وفي الشوارع الواسعة ازدحام والطرق الصغيرة ازدحام، ولا نرى من المسئولين في الوزارة إلا الحلول الترقيعية! فيقومون بعمل مخرج هنا ووضع إشارة ضوئية هناك حتى امتلأت شوارعنا بالإشارات الضوئية والدوارات، فبين الإشارة والإشارة دوار، وبين الدوار والدوار إشارة، وبين الإشارة والدوار إشارة ودوار، وهناك بعض الإشارات "المجنونة" التي تفتح لمدة ثوانٍ فقط وسرعان ما تغلق.
المئات من الساعات تضيع من حياتنا، ونحن ننتظر في الإزدحامات وآلاف الدنانير تذهب مع الرياح من دون أي فائدة بسبب الإزدحامات، وهناك أرواح تحصد في كل عام، وشباب يُفقدون بسبب التخطيط السيء لوضع الشوارع، وأصبحت شوارع مملكتنا الغالية أحد الأسباب الرئيسة لارتفاع الضغط والسكر للمواطنين ولتعكير أمزجتهم في كل صباح ومساء.
تعتبر مملكتنا الغالية من أصغر الممالك في العالم، ولا تعتبر من الدول الفقيرة ولكنها وللأسف الشديد تفتقد إلى التطور والتقدم في طرق المواصلات والشوارع، فأين الجسور الممتدة لكيلومترات؟ وأين الجسور المعلقة بين المناطق؟ وأين الأنفاق التي تربط بين القرى والمدن؟ وأين سكك الحديد للقطارات؟ وأين المجاري وطرق الصرف الصحي؟ فبمجرد نزول المطر لدقائق معدودة تتحوّل شوارعنا إلى برك سباحة ومستنقعات وتظل لأيام وهي تعيق الحركة.
لم يعد في مملكتنا الغالية شوارع سريعة (High Way) فكلها أصبحت مكتظة بالسيارات والشاحنات، وتقف السيارات لعشرات الدقائق من دون حركة، ولا نستثني أي منطقة من مناطق البحرين من هذا المرض، فالزحمة أصبحت عنواناً لكل شوارعنا.
لكل مسئول ونائب وشوري ووزير... أنقذوا البحرين من هذا الضياع، فأعمارنا وأوقاتنا وأموالنا في ضياع بسبب الوضع المزري لشوارعنا.
منير الشهابي