شعراء أسرة الأدباء والكتاب يتغنون في حب الوطن في أمسية "الوطن يجمعنا"
الوسط - المحرر الثقافي
أقامت أسرة الأدباء والكتاب أمسية أدبية تحت عنوان "الوطن يجمعنا" شارك في الأمسية نخبة من ألمع الأصوات الشعرية في البحرين على مستوى الشعر الفصيح والعامي ومنهم الأستاذ إبراهيم بو هندي، راشد نجم، الشاعر كريم رضي، نبيلة زباري، الشاعر إبراهيم الأنصاري، الشاعرة هنادي الجودروالشاعر فواز الشروقي وذلك في الثامنة والنصف من مساء الأربعاء الماضي في مقر الأسرة بالزنج ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للفترة من أكتوبر 2016 حتى يناير 2017 وضمن احتفالات مملكة البحرين بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة .
ويشتمل البرنامج الثقافي للأسرة على أمسيات وبرنامج متنوع يتضمن لقاءات أسبوعية لملفات ثقافية متنوعة ونوعية تجمع بين الشعر والسرد والترجمة والمسرح والسينما وأدب الطفل وورش العمل المتخصصة، ووصف الشاعر إبراهيم الأنصاري الوطن بأنه رحمة وتآلف، حب وإخلاص وواجب، ويضيف قائلا: الوطن راية محبة ودنيا وأحلام وتمنى، الوطن أنت، الوطن أنا، الوطن أمنا وعزنا، ويغوص الأنصاري في وصفه للوطن أكثر فأكثر قائلا: الوطن دين ومبادئ وأخوة وأيادي تبني، الوطن ما هو مذاهب، ولا هو شيعي ولا هو سني، والسبب لازم نفرق، دون أوهام، ونصدق، السبب منك ومني، هذا معنى اني أحبك وهذا معنى انك تحبني، وهكذا يقدم الشاعر إبراهيم الأنصاري الوطن في كلمات معبرة للغاية.
وتآلفت هذه الأصوات مجتمعة على حب البحرين وتغنت بالوطن الذي يحتضن الجميع، وصدح الأستاذ إبراهيم بو هندي بقصيدة كتبها في حضرة المناسبة التي تعيشها البحرين وتحتفل بها قائلا:
يضجّ الليل واللحظات تملى عيون الحب ساهرة فميلي
تملى عشقنا الأشواق حبلى وحبل الود متصل أطيلي
يطول العمر في كأسات ليلى وليلى قبلة خلصت سبيلي
يموج الشوق في قيس وليلى هي البحرين أجمل من جميلي
يلاعب طفلي الشطآن حتى تخط الشمس في ليل طويل
معلقة النخيل مع الصواري بصارية الزمان بلا مثيل
أتاها الصب يهوى في هواها خلود الروح في قحم النخيل
يناغي صوته النهام درا أغاني البحر في جيد أسيل
هي البحرين بحر في فؤادي وبحر الحب جيل بعد جيل
وشارك بو هندي كذلك بقصيدة من الشعر العامي بعنوان "هوى البحرين"، يبدؤها .. كم درنا ابهوى حبنا، تشرّقنا وتغرّبنا، نشوفك في سما ربنا، ولا غاب القمر عنك، ولا ضاق الصدر منّك، حبيبتنا وحبايبنا، يا أمنا وأمان الله، إذا خفنا، يا المثلك ولا بنشوف، ما شفنا، لا في صحونا مثلك ولا في جنة الأحلام.
ويختتم القصيدة:
يا بسمة شفايفنا، يا المثلك ولا بنشوف، ما شفنا، ولا غيرك كحل في العين، يا قمرة سوالفنا، تطير قلوبنا طيره، إذا تطرين، يا بحر العمر بحرين.
أنا في انتظارك
الشاعر كريم رضي قدم واحدة من أفضل روائعة الشعرية بعنوان "أنا في انتظارك"، نختار منها ..
أنا يا بلادي في انتظارك
يا نونو يا عسل العيون الشهل
مسكوبا علي شفتي مدارك
كذبت فيك اليائسين
بحبك المجنون
خبأت المدامع في أصيص الورد
واستلقيت مبتسما على عتبات دارك
آمنت أنك سوف تندلعين قبل الشمس
من لجج المعارك
ولقد عرفتك بالسعال الرطب في صبح الشتاء
وركضة الفتيان نحو الصيف منحدرين
في مهوى ثمارك
أم السجور تبيح ثدييها الخرافيين
أشراب البساتين القريبة والبعيدة
فلتصلوا ركعتين لمجدها
بوركت يا أم السجور
حنوت يا عين الحياة
على عدوك قبل جارك
"يا حكمة القدماء في نقش الأكاديين محفورا بإزميل النحاة على حجارك
........
وشارك رضي بقصيدة ثانية تحت اسم "حلم ليل صيف" ويقول في بداية القصيدة ..
هلا مررت على دياري أيها البرد البخيل
حيث الشموس تكدست والأرض يخنقها الذبول
والماء في كتب المدارس لا يغادرها خجول
والنخل واقفة ولكن شفّ أحشاها النحول
ويختتم الشاعر كريم رضي حبه في الوطن قائلا:
لا شيء إلا أنها أمي أنا الطفل الضئيل
النار فيها الثلج والغسلين فيها زنجبيل
وعذابها عذب المذاق وشر ما فيها جميل
ومن جانبه واصل الشاعر فواز الشروقي تدفق الشعر الجميل في الأمسية بقصيدة قال فيها:
نقشت في كفها الملساء حرفين حاء وباء وضوءا ضم قلبين
محوت كل حروف الكون من لغتي وصرت مكتفيا منها بحرفين
الحب أودع فيها سر صنعته وللوصول إليها مدّ جسرين
أحببتها يوم كان الحب في يدنا طفلا وكنا بهذا الحب طفلين
وقد كبرنا وظل الحب في يدنا قنينة من هوى الذكرى وكأسين
أبحرت شوقا إليها بع أن تعبت مراكبي من سنين البعد والبين
طلبت بحرا لترسو فيه أشرعتي لم تأت بالبحر بل جاءت ببحرين
بحرين جنة أشواقي التي قسمت ما بينها لهفة اللقيا وما بيني
ولدت في عيدها واخترت بيرقها مهدا لينشر لي في العام عيدين
للناس عيد ولي عيدان .. لا عجبا إن زدت في هذه الأعوام عمرين
واكتمل مشهد العطاء والوفاء للوطن في الأمسية الشعرية التي برزت فيها الكلمة المعبرة عن روح المحبة والتعاون والتضامن والتآلف في الوطن الواحد، الذي يجمع القلوب قبل الأجساد ويوحد الأهداف قبل الأهواء، وبهذه الأمسية تكون أسرة الأدباء والكتاب قد قدمت واحدة من أجمل أمسياتها وجانبا كبيرا من اهتمامها الأدبي باحتضانها لكوكبة من نجوم الشعر في البلاد وبما جادت به قريحتهم.