بالفيديو... في «السوق المركزي»: عزوف الباعة البحرينيين بسبب ركود البيع ومزاحمة الآسيويين
المنامة - جابر الموسوي
منذ خمسة وعشرين عاماً، يزاول الكهل السيدعباس السيدماجد مهنته بنقل الفواكه والخضراوات في السوق المركزي بالعاصمة المنامة، من خلال عربته التي يعتبرها مصدر رزقه، يجرها هنا وهناك، باحثاً عن أحد الزبائن، إلا أنه يقول: «كان مستوى الإقبال من الزبائن كبيراً، لكننا الآن لا نقوم بعملنا السابق نفسه بسبب الآسيويين الذين استحوذوا على العمل».
«السوق المركزي»: ركود البيع ومزاحمة الآسيويين أديا لتقلص الباعة البحرينيين
المنامة - جابر الموسوي
منذ خمسة وعشرين عاماً، يزاول الكهل سيد عباس سيد ماجد مهنته بنقل الفواكه والخضراوات في السوق المركزي بالعاصمة المنامة، من خلال عربته التي يعتبرها مصدر رزقه، يجرها هنا وهناك، باحثاً عن أحد الزبائن، إلا أنه يقول «كان مستوى الإقبال من الزبائن كبيراً إلا أننا الآن لا نقوم بنفس عملنا السابق بسبب الآسيويين الذين استحوذوا على العمل، فما أن تنزل امرأة من سيارتها حتى يذهب إليها آسيوي، وكذلك أي رجل يحضر للسوق يلاحقه الآسيويون».
ولم يكن الوضع في السوق المركزي بالعاصمة كما كان قبل عشرين عاماً، حيث رصدت «الوسط» في بدء جولتها في السوق عدداً كبيراً من الآسيويين ينقلون الفواكه والخضروات من وإلى سياراتهم لبيعها على البرادات الصغيرة في مختلف مناطق البحرين. منطقة كبيرة بالقرب من السوق المركزي ملأها آسيويون آخرون، ينقلون منها البضائع من خلال عرباتهم. فللوهلة الأولى، يرى الشخص الذي يزور السوق أنه في منطقة مليئة بالآسيويين، من الباعة والزبائن والعاملين.
ويقول سيد عباس: «شكونا هذا الحال إلى الجهات المعنية، ولكننا لم نرَ أي نتيجة»، ورغم كل ذلك، يبدي سيد عباس ارتياحه من عمله، لأنه مرتبط بإعالة أسرته حسب قوله.
في جهةٍ ثانية، التقينا بسيد رائد العلوي الذي عمل في مهنة بيع الفواكه والخضراوات منذ أن كان عمره سبع سنوات، وبالتحديد منذ أربعين عاماً، حيث مارس المهنة مع والده، إلى أن انتقل إلى السوق المركزي بالمنامة وزاول المهنة لسنوات عديدة، إذ يحضر إلى السوق من الساعات الأولى من الصباح ويفترش الأرض عارضاً بضاعته.
ويصف العلوي الفرق بين الماضي والحاضر في السوق قائلاً: «كانت السوق صغيرة والمستوردون عددهم أقل، إلا أن السوق الآن كبرت وتوسعت وزاد عدد التجار».
ويقول العلوي عن بدء يومه في العمل: «يقوم العمال بجلب البضاعة من الليل، وأنا أصلي صلاة الفجر وأحضر إلى السوق قبل شروق الشمس». وبشأن استمراره في المهنة، يقول: «منذ أن تعلمنا مهنة البيع، وأنا لا أستطيع تركها، وليس لدينا إجازة فننح نعمل طوال السنة في السوق».
تكييف السوق أبرز مطالب الباعة
هذا، واتفق الباعة الذين التقتهم «الوسط» خلال جولتها، على أهمية القيام بتكييف السوق لأن الوضع في فصل الصيف «لا يطاق» على حد تعبيرهم، ومنهم الحاج صادق حبيب، الذي يقول: «سنوات عديدة ونحن نسمع عن مساعٍ للتكييف في فصل الصيف إلا أننا لا نرى شيئاً، ويأتي الشتاء ويسكتون عن الموضوع، وهكذا في كل عام».
منافسة الآسيويين
الحاج إبراهيم الحلواجي، يعرض مجموعةً من الحلويات منها «الخنفروش، الزلابيا، الحلوى البحرينية الشهيرة»، وهو من الباعة البحرينيين الذين مارسوا مهنة البيع منذ عشرات السنين، إذ يقول «نبيع الحلويات منذ كان عمري 8 سنين مع والدي رحمه الله في السوق المركزي». وعن الفرق بين الماضي والحاضر في السوق يقول: «في السنوات الماضية كان هناك باعة وزبائن بحرينيون كثيرون، إلا أن السوق الآن مليئة بالآسيويين الذين ينافسوننا في بيع الخضروات والفواكه وفي نقل البضائع، فالآسيويون الآن عددهم أكثر من الباعة والزبائن البحرينيين».
هذا، والتقت «الوسط» بأحد الزبائن البحرينيين، إذ قال «أحضر السوق المركزي منذ صغري، ففي السابق كان البحريني هو الذي يمارس نشاط البيع في السوق المركزي، أما الآن فالبيع يكون من قبل العمالة الأجنبية. في الأعوام الماضية كان البحرينيون على أيام أجدادنا يكونون موجودين في السوق المركزي منذ الساعة الثالثة فجراً ويخرجون الساعة الثامنة صباحاً بعد بيع بضاعتهم، وللأسف أن الأبناء الآن لم يمارسوا مهنة أجدادهم».
ورأى أن «السوق مر عليها أكثر من 30 عاماً، إلا أنه لم يشهد أي تغيير أو تطوير، حتى أن بعض الأماكن تتحوّل إلى أسواق ومحلات تجارية، فالسوق تتقلص مساحتها شيئاً فشيئاً».
ركود في البيع
إلى ذلك، يشهد السوق المركزي ركوداً في البيع، حسبما أفاد عدد من الباعة، ومنهم البائع الذي زاول مهنة الزراعة سابقاً، السيد علوي سعيد، حيث قال: «تعاني السوق من ركود في البيع، ولا يوجد زبائن كما كان في السابق، وأبرز أسباب ذلك هو زيادة عدد المجمعات التجارية التي تبيع الفواكه والخضروات، فيلجأ إليها الزبائن لأنها باردة ومكيفة».
وسألت «الوسط» البائع الآسيوي عبدالستار عن عمله، فقال: «أزاول مهنة بيع الفواكه والتمر منذ 14 عاماً في السوق المركزي، وعدد الزبائن أصبح قليلاً بالنظر إلى الأعوام الماضية، ولكن الحمد لله».