طبيبة سعودية هزمت السرطان وطلبت قيادات أميركية لقاءها... ما قصتها!
الوسط - محرر منوعات
شخصية نسائية ارتبط اسمها بالشجاعة والتحدي، حيث كانت مثالاً للتحدي ومثالاً للمرأة القوية التي استطاعت أن تهزم أعنف أنواع الأمراض وأخطرها، وهو مرض السرطان، امرأة كان لحضورها المحلي وقع القوة، ولحضورها العالمي وقع المفاجأة.. استطاعت أن تستفيد من كل نافذة شرعت لها، ومن كل باب فتح أمامها.
امرأة مكافحة تعرضت لهزات وأعاصير زادتها صلابة، وهي طبيبة تعشق تخصصها النساء والتوليد، لكنها تنازلت عن هذا العشق لتتفرغ لقضية أكبر هي سرطان الثدي، كونها ناشطة وناجية من سرطان الثدي مرتين، وصاحبة قضية وحاملة رسالة منذ إصابتها في 2006م، وتناضل الآن لنشر ثقافة التمكين الصحي والحقوق الصحية في مجتمع يناهض بعض شرائحه التمكين والحقوق. هي الطبيبة سامية بنت محمد العمودي، استشارية نساء وتوليد وأستاذ بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسن العمودي للتميز في رعاية مرضى سرطان الثدي، وناشطة في التمكين الصحي والحقوق الصحية وناجية من سرطان الثدي مرتين، ومؤلفة كتابين الأول "مذكرات امرأة سعودية 2015م" وكتاب تمكين الفتيات صحياً نفسياً اجتماعياً 2016م.
محاربة السرطان قضيتي ورسالتي
تقول سامية في حوار نشره موقع قناة "العربية" اليوم الاحد (18 ديسمبر / كانون الأول 2016)، إن المحطات التي غيرت حياتي عديدة، ابتداءً من وفاة والدي وأنا طفلة، ثم زواجي وتأخر الحمل عندي والحلم بضحكة طفل لأعوام حتى أكرمني الله بعبدالله وإسراء، ثم المحطة الكبيرة وإصابتي بسرطان الثدي عام 2006 ثم إصابتي الثانية به في يناير عام 2015م، فأصبحت هي قضيتي ورسالتي ما تبقى من عمري.
وذكرت أن كتابها "مذكرات امرأة سعودية" استغرق عدة أعوام وأحست أن الوقت قد حان لوضع خلاصة تجربتها الحياتية بين يدي الجيل الجديد، وخاصة أنها تعكس الحراك المجتمعي للمرأة في السعودية وجيلها جيل الثمانينيات، مبينة أنه ربما منحت أزماتها أملاً كبيراً لمن تهزهم الأزمات، ليعلموا قيمة الصبر والكفاح وأن ما عند الله خير وأبقى، موضحة أنه بفضل الله لا يزال الكتاب يتصدر الكتب المعروضة.
وعن قيمة الكتاب المرتفعة قالت العمودي: قد تكون مرتفعة لكن دار النشر هي التي تحددها، والكتاب في حوالي 400 صفحة وبالصور الملونة وطبعة فاخرة وهذا مكلف لدار النشر.
وعن نشرها لقصة مرضها بعمودها الصحافي قالت: كنت أكتب عموداً أسبوعياً في جريدة المدينة آنذاك، فأنا عاشقة للكتابة والإعلام وأحببت أن أستثمر العمود في نشر قصتي، لقناعتي بأن الإعلام أداة قوية لنشر الوعي في أي مجتمع، وأتمنى أن أكون قدوة وأدعو الله أن أكون كذلك، فخروجي بقصتي وكسري لحاجز الصمت كأول امرأة عربية تتحدث عن سرطان الثدي أحدث ضجيجاً محلياً وعالمياً.
الأوسمة جرس لقضيتي
وعن الأوسمة وماذا تعني لها قالت: تسعدني بلا شك وتعني التقدير وأن للعطاء مردوداً وتقديراً، والأهم أنها مثل الجرس الذي يلفت الأنظار لقضيتي، ولم أتخيل يوماً أن صوتي ومعاناتي ستصل إلى خارج الحدود، لكنها وصلت وتم تكريمي في واشنطن بجائزة شجاعة المرأة العالمية في مارس 2007م، وكنت بفضل الله أول عربية تحصل على جائزة الحكومة الأميركية لشجاعة المرأة عالمياً، واستلمتها في واشنطن من وزيرة الخارجية الأميركية سابقاً، كونداليزا رايس، وفي احتفالية كبيرة حضرها وفد من السفارة السعودية، وقد التقيت وقتها بالسفير عادل الجبير في مكتبه لتهنئتي على الجائزة، وكانت الجائزة بالنسبة لي صوت جرس إنذار عالياً لفت الأنظار إلى قضيتي سرطان الثدي، وشعر المجتمع بهذه القضية وأهميتها كونها تلامس نساء العالم كله.
ودخلت البيت الأبيض والتقيت السيدة لورا بوش والرئيس الأميركي السابق وكذا جو بايدن، نائب الرئيس أوباما، وكلها تعني التقدير لنا كنساء سعوديات ولقضية السرطان، التي هي هم مشترك لكل نساء العالم.
صناعة القدوة الحسنة
وعن شعورها وهي ملهمة وقدوة للمصابات بالمرض، وهل يجعلها هذا تشعر بالمسؤولية أكثر.. أجابتنا: سألني ابني عبدالله يوماً هذا السؤال فضحكت وقلت له أعتز أن تكون قصتي ملهمة لغيري، لكنها مسؤولية كبيرة تجعلك تتلمس الطريق حفاظاً على هذه الصورة الجميلة التي يراك فيها الجيل الجديد، وتجعلك أكثر احتراماً وإصراراً على العطاء، بل أستثمرها لنشر الوعي المجتمعي والصحي بين الجيل الجديد من خلال صناعة القدوة الحسنة، ليكون لدينا جيل من الرموز من أبنائنا وبناتنا.
وأكدت أن الكتابة لديها عشق، وقد ساهمت في تحويل قصتها إلى أحرف يشعر بها القارئ، ومنحتها القدرة على نشر الوعي بتمكن، والمتلقي يتأثر ويعي وبالتالي يحدث التغيير، مبينة أن مواقع التواصل هي أداتها لنشر الوعي والتمكين الصحي فمن خلال تويتر تعطي من ذاتها ولمن حولها، وتقوم بواجبها الطبي والإنساني وفي نفس الوقت منحها تويتر أحبة كانوا ولا يزالون مصدر دعم قويا لها كي تستمر في عطائها.
الأبناء والرجل
وعن سبب اختيار أبنائها مجال الطب قالت: الطب لا يورث ولن ينجح فيه إلا من التحق به عن حب وقناعة، ودوري كان في التوجيه وليس في الفرض أو الاختيار عنهم أبداً.
وعن وجود الرجل هل هو ضرورة أم ترف قالت: الرجل في حياة المرأة ضرورة وترف، لكن الجميل أن نعي أن عدم وجوده لا يعني النهاية مطلقاً.
ترجمة كتابها للغة الإنجليزية
وحول جديدها الحالي قالت: أعمل الآن على مشروعي التمكين الصحي والحقوق الصحية، وبفضل من الله تمت الموافقة هذا العام على تأسيس وحدة في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، ويهدف المشروع إلى تمكين الممارسين الصحيين وكافة شرائح المجتمع من أنظمة وتشريعات وزارة الصحة، وكذا تمكين المرأة من حقوقها الصحية التي كفلها لها الشرع والنظام، وهذا يعمل على نشر الثقافة الحقوقية الخاصة بالجانب الصحي، مثل حق المرأة في التوقيع على شؤون صحتها وخياراتها الطبية وهذه الوحدة أول وحدة في المنطقة العربية.
وقد صدر لي كتيب عن حقوق مرضى السرطان في أكتوبر كأحد مخرجات هذه الوحدة ويتبعه في سلسلة كتيبات التمكين الصحي قريباً الكتاب الثاني، وهو عن الحقوق الصحية الإنجابية.
مؤلفاتي القادمة.. بفضل الله انتهيت من ترجمة كتاب مذكرات امرأة سعودية إلى اللغة الإنجليزية، وهو قيد الطبع الآن، وكتابي القادم عن التمكين الصحي والحقوق الصحية في المملكة العربية السعودية.
نبذة تعريفية عن سامية العمودي
تحفل السيرة المهنية للدكتورة سامية العمودي، بالكثير من المحطات، فهي تشغل حالياً المؤسسة والمدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، واستشارية نساء وتوليد وعقم وأستاذ بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وتعد أول خليجية يتم انتخابها في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف، إلى جانب أنها المشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سابقاً، وهي المؤسسة ورئيس تحرير مجلة وردي الإلكترونية (أول صحيفة إلكترونية عن سرطان الثدي بالمنطقة العربية ) 2013م، كما أنها ناشطة في التمكين الصحي والحقوق الصحية للمرأة السعودية، وكاتبة لها مشاركات في عدد من الصحف المحلية، فضلاً عن تأليفها العديد من الكتب بالعربية والإنجليزية، وصدر لها كتاب "اكسري حاجز الصمت" عن إصابتها بسرطان الثدي باللغتين العربية والإنجليزية، ووضعت أول كتاب في المنطقة العربية عن سرطان الثدي للصماوات بلغة الإشارة 2012م، كما صدر لها حديثاً كتاب "مذكرات امرأة سعودية" في فبراير 2015م وهو سيرة ذاتية، وصدر لها كتاب تمكين الفتيات صحياً نفسياً اجتماعياً في يناير 2016م.
وتبوأت العمودي عدداً من المناصب العملية والإدارية، منها: وكيلة كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سابقاً، إلى جانب العديد من المناصب الفخرية والعضويات، وهي ناشطة عالميا في مجال سرطان الثدي.
استقبلها الرئيس الأميركي جورج بوش في 15 يناير 2008 بمدينة الرياض أثناء زيارته للشرق الأوسط، وأبدى تقديره وشكره لها على مجهوداتها في مجال سرطان الثدي.
تم تكريمها في واشنطن في مارس 2008 من قبل مؤسسة سوزان ج كومن للعلاج نظير جهودها في سرطان الثدي أثناء الاحتفالية بإطلاق المبادرة العالمية للتوعية بسرطان الثدي، وتم تكريمها في حفل جائزة المفتاحة لعام 1429/2009 من قبل الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز من إمارة عسير، وجرى تعيينها مشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 2008م.
منحت وسام الشجاعة من الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية في 13 مايو 2009 وبرعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز.
تمت دعوتها كناشطة عالمية خلال فعاليات مؤسسة سوزان ج كومن لسرطان الثدي من قبل نائب الرئيس الأميركي أوباما (جو بايدن وحرمه د جيل بايدن) في 5 يونيو 2009.
تم اختيارها ضمن قائمة الأقوياء العرب في مجلة أرابيان بيزنس للسنوات 2012، 2013، 2014 و2015 على التوالي، وتم تكريمها كشخصية عام 2014م من قبل جمعية زهرة لسرطان الثدي، وتمت دعوتها من قبل منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم في باريس، وألقت كلمة عن دورة المرأة العربية في الطب والعلوم وذلك يوم الجمعة 2 أكتوبر 2015م.