العاهل السعودي: لن نسمح بأن يكون اليمن ممراً لاستهداف أمن المنطقة
الرياض - د ب أ
أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2016) أنه لن يسمح بان يجعل بلاده مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها .
وقال سلمان ، في كلمة له اليوم (الأربعاء) في افتتاح الدورة السابعة لمجلس الشورى والذي حضرها الاعضاء الوزراء وعدد كبير من الاسرة الحاكمة "نحن في السعودية نرى أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة" ، مؤكدا "أننا لن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية ، أو ما يؤثر على الشرعية فيه ، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها".
وقال سلمان "نأمل نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني" .
وأضاف :"اننا سنستمر بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي ، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك".
وتابع "نرى (في المملكة) أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام ، وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية" .
كما شدد على أن المملكة "سوف تواجه كل من يدعو إلى التطرف والغلو امتثالاً لقول النبي محمد (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قلبكم الغلو في الدين) " ، مشيرا الى أنه "بنفس القدر سوف نواجه كل من يدعو إلى التفريط بالدين ".
وقال إن" هذه الظروف التي نمر بها حالياً ليست أصعب مما سبق وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق" ـ وقال "أقول ذلك وكلي ثقة بالله ثم بأبناء هذا الوطن" .
وأضاف "اننا لن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي ، ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل".
وقال "إن الدولة السعودية مرت عليها ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها دائماً بحمد الله أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه ثم بعزم رجالها وإرادتهم الصلبة، مستشهدا بذلك على الظروف الحالية" وأضاف "لعل الظروف التي أحاطت بالمملكة وشقيقاتها دول الخليج في العقود القريبة الماضية خير مثال على ذلك ، فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته" .
ووجه الملك سلمان حديثه الى الشعب السعودي ، قائلا "إن بلادكم تسير بخطى راسخة، نحو التكيف مع المستجدات، والتعامل مع التحديات بإرادة صلبة لنحافظ على ما تحقق من إنجازات، وعلى مكانة المملكة بين الأمم، ودورها الفاعل إقليمياً ودولياً" .
وتابع "الدولة سعت إلى التعامل هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف وذلك من خلال اتخاذ إجراءات متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد، وقال " قد يكون بعضها مؤلماً مرحلياً، إلا أنها تهدف إلى حماية اقتصاد بلادكم من مشاكل أسوأ فيما لو تأخرنا في ذلك" .
وقال :"لقد مر على بلادنا خلال العقود الثلاثة الماضية ظروف مماثلة اضطرت فيها الدولة لتقليص نفقاتها، ولكنها خرجت منها باقتصاد قوي ونمو متزايد ومستمر"، مؤكدا أن "اصلاحاتنا الاقتصادية اليوم انطلقنا فيها من استشراف المستقبل، والاستعداد له في وقت مبكر قبل حدوث الأزمات".
وأضاف الملك سلمان "خلال السنتين الماضيتين واجهنا تلك الظروف بإجراءات اقتصادية وإصلاحات هيكلية أعدنا فيها توزيع الموارد بالشكل العادل الذي يتيح فرصة نمو الاقتصاد وتوليد الوظائف، مشيرا الى أن "رؤية المملكة 2030 ( التي لا تعتمد على ان يكون النفط الدخل الرئيسي للمملكة ) تأتي في هذا السياق بهدف رفع أداء مؤسسات الدولة لغدٍ أفضل ، ولتحقيق العيش الكريم لأبنائنا وبناتنا ، ونحن متفائلون بذلك بحول الله وقوته .
وخاطب العاهل السعودي أعضاء المجلس بالقول إن "مجلسكم الموقر عليه مسؤوليات عظيمة تجاه الوطن والمواطنين" ، وتابع "إنني أطالبكم جميعاً أن تضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينكم دائماً ، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس ، والتشاور مع المسؤولين ".
ودعا الجميع إلى التعاون مع المجلس ، وقال "على المسئولين في الجهات كافة التعاون مع المجلس ، وتزويده بما يحتاجه من معلومات ".