العدد 5216 بتاريخ 17-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


الاحترار مسئول الى حد بعيد عن انحسار المجلدات الجبلية

واشنطن - أ ف ب

يتسبب الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري إلى حد بعيد في انحسار المجلدات الجبلية منذ القرن الأخير، بحسب استنتاجات علماء توصلوا إليها بنسبة يقين لا مثيل لها.
وتستند هذه الدراسة إلى تقنية إحصائية جديدة وجرى في إطارها تحليل 37 جبلاً جليدياً في العالم. وقال العلماء إنهم "شبه متأكدين" من أن التراجع ناجم بأغلبيته عن التغير المناخي الحاصل منذ بداية القرن العشرين وبجزء بسيط جدا من الاضطرابات المناخية الطبيعية.
ونشرت استنتاجات هذه الدراسة في مجلة "نيتشر جيوساينس" البريطانية وهي عرضت في اليوم عينه في المؤتمر السنوي للاتحاد الأميركي للجيوفيزياء (ايه جي يو)الذي تنعقد فعالياته هذا الأسبوع في سان فرانسيسكو.
وأوضح الأستاذ المحاضر في كلية علوم الأرض والفضاء في جامعة واشنطن (شمال غرب الولايات المتحدة) جيرارد رو، وهو أحد القيمين الرئيسيين على هذا الدراسة "توصلنا إلى أن الجبال الجليدية هي من أفضل المؤشرات إلى التغير المناخي نظرا إلى وقت تفاعلها الممتد على عقود".
واختار الباحثون مجلدات تتوفر بشأنها بيانات منذ فترة طويلة، بما فيها معطيات عن الأحوال الجوية للمنطقة المجاورة، وتقع في خمس مناطق مختلفة في العالم.
وهم أخذوا أيضا في الحسبان "سماكة الجليد واتجاه المنحدر وموقع المجلدات، فضلا عن عوامل أخرى تؤثر على الطول".
وبفضل أدوات إحصائية، توصل الباحثون إلى علاقة نسبية بين آثار التغير المناخي والتداعيات المنسوبة إلى الاضطرابات الجوية الطبيعية من سنة إلى أخرى.
وبناء على ذلك، قيموا أرجحية أن يكون للاحترار أثر على تبدل مساحات المجلدات منذ بداية القرن العشرين.

 100 % تقريباً

وخلصوا إلى أن التغير المناخي هو المسؤول بنسبة 100 في المئة تقريباً عن تراجع مساحة جبل الجليد هنترايزفرنر في النمسا بمعدل 2.8 كيلومتر، منذ العام 1880.
والأمر سيان بالنسبة إلى جبل الجليد فرانز يوزيف في نيوزيلندا، حتى لو استعاد كيلومتراً خلال عقد. وقد أشارت الدراسة إلى أن احتمال أن تكون الأحوال الجوية الطبيعية هي التي تسببت بهذا الانحسار البالغ 3.2 كيلومترات منذ 130 سنة، لا يتعدى 1 في المئة.
وتؤكد هذه النتائج أن دور الاحترار المناخي في هذه الظاهرة هو بعد أكبر مما جاء في التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
فقد قدرت هذه الهيئة الأممية بـ 66 في المئة احتمال أن يكون التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري مسئولاً عن جزء كبير من انحسار المجلدات الجبلية.
وتسعى الدول الـ 196 الموقعة على اتفاق باريس إلى حصر احترار الكوكب دون درجتين مئويتين بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي تجنبا لأسوأ آثار الاحترار.
وبحسب التقديرات الأولية، قد بلغ ارتفاع حرارة الكوكب 1.2 درجة مئوية.
وبلغت مساحة الجليد في المحيط الأركتيكي المعرض بشكل خاص لتداعيات الاحترار 6.4 ملايين كيلومتر مربع في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أي أقل بنسبة 28.5 في المئة من المعدل السائد في الفترة 1981 - 2010، وهي أصغر مساحة منذ البدء بجمع معطيات في هذا الخصوص من الأقمار الاصطناعية سنة 1979، بحسب المركز الوطني الأميركي للثلوج والجبال.



أضف تعليق