مصدر تركي: يمكن للمدنيين ومقاتلي المعارضة مغادرة حلب حتى ليل الأربعاء بموجب اتفاق
حلب - أ ف ب
يوشك الجيش السوري اليوم الثلثاء (13 ديسمبر/ كانون الأول 2016) على السيطرة على كامل مدينة حلب، في وقت عبرت الامم المتحدة عن قلقها ازاء تقارير عن "فظائع" محتملة ارتكبت في حق مدنيين فروا إلى مناطق النظام السوري، وبينهم نساء وأطفال.
واعتبرت دمشق أن المعركة وصلت إلى "خواتيمها" بعد السيطرة على أكثر من تسعين في المئة من الأحياء الشرقية. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى الليلة الماضية لوكالة "فرانس برس": "لحظات تفصلنا عن الانتصار".
وتجمع سكان في القسم الغربي في المدينة في الشوارع ليلا على رغم المطر، مرددين هتافات داعمة للرئيس السوري بشار الاسد والجيش. كما سمعت أصوات عيارات نارية تطلق في الهواء ابتهاجاً.
لكن التقدم السريع والمتواصل لقوات النظام يثير مخاوف الامم المتحدة وناشطين، لاسيما بالنسبة إلى مصير المدنيين المكدسين في ما تبقى من شرق حلب تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "يود ان يعرب للأفرقاء المعنيين عن قلقه العميق" إزاء تقارير "لا تقدر الامم المتحدة على التحقق منها بصورة مستقلة" تتحدث عن فظائع ارتكبت في الساعات الاخيرة في حلب بحق "عدد كبير" من المدنيين، بمن فيهم نساء واطفال.
واضاف "الامم المتحدة تشدد على أن كل الأطراف الموجودة على الأرض من واجبها حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان"، معتبراً أن "هذا خصوصا مسئولية الحكومة السورية وحلفائها".
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان اليوم من أن "ارواح آلاف المدنيين في خطر مع انحسار الجبهة إلى رقعة ضيقة في شرق حلب".
وقال البيان "مع بلوغ المعركة تصعيداً غير مسبوق وغرق المنطقة في الفوضى، فإن الآلاف غير المشاركين في العنف لا يملكون مكانا آمنا يتوجهون اليه"، مضيفة "قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لإنقاذ الارواح".
وقال شهود أمس (الاثنين) في حي المشهد، أحد الحيين الذين لا يزالان مع الفصائل المعارضة، لوكالة "فرانس برس" إن الحي يشهد اكتظاظاً كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى اليه مع تقدم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم.
وبين المدنيين الذين لا يعرفون إلى اين سيذهبون، عدد كبير من النساء والاطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وقد افترش بعضهم الارض فيما ينام آخرون على الحقائب او يدخلون إلى المحال التجارية للاحتماء.
ويقدر المرصد السوري عدد المدنيين الذين فروا من الاحياء الشرقية خلال نحو شهر بأكثر من 130 الف شخص، نزحزا بمعظمهم إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب او تلك التي استعادها في شرق المدينة.
وبث التلفزيون السوري مشاهد اليوم تظهر مئات من المدنيين معظمهم من النساء يحملون اطفالهم وحقائبهم وهم يسيرون تحت المطر في طريق تحيط به ابنية مدمرة بإشراف الجيش.
وتناقل ناشطون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للدفاع المدني الذي يضم مجموعة من المتطوعين في شرق حلب جاء فيها "كل الشوراع والابنية المهدمة مليئة بالجثث. إنه الجحيم".
وكتب الناشط الاعلامي في شرق حلب محمد الخطيب على صفحته على موقع "فيسبوك": "ايها العالم، هل يعقل ان دماء وارواح اهل حلب رخيصة إلى هذه الدرجة؟".
وعملت قوات النظام السوري والمقاتلون الموالون لها صباح الثلثاء، وفق ما اوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس، على "تثبيت مواقعها وتمشيط الاحياء التي تمكنت من السيطرة عليها في الساعات الاخيرة وتحديدا الكلاسة والفردوس وبستان القصر".
وقالت مراسلة لـ "فرانس برس" في غرب حلب إن دوي القصف بقي مسموعاً خلال ساعات الليل قبل أن تخف وتيرته صباحاً، مع تكون الضباب وتساقط كثيف للمطر.
وبالاضافة إلى المشهد، لا يزال مقاتلو المعارضة يواجهون في اجزاء من حي السكري، بالإضافة إلى بضعة أحياء يتقاسمون السيطرة فيها مع قوات النظام.
وتسبب هجوم قوات النظام على الاحياء الشرقية اذلي بدأ في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني بمقتل 463 مدنيا على الاقل بينهم 62 طفلاً، بحسب المرصد، فيما قتل 130 اخرين بينهم 40 طفلا في الاحياء الغربية جراء قذائف الفصائل.
ومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة وربما ضربة قاضية للفصائل المعارضة التي كانت سيطرت على الاحياء الشرقية في مدينة حلب صيف العام 2012.
ويشدد محللون على ان هذا الانجاز لم يكن ممكنا لولا دعم حليفين رئيسيين للنظام، هما روسيا وإيران.