بالفيديو... صباح الباربارية... «المرأة المنهكة» وعمود بيتها المتهالك
باربار - محمد العلوي
حيث تقطن عائلة المواطن الحاج محمد عبدالوهاب، كانت معاناة بحرينية أخرى تنتظر «الوسط»، لإيصال صوتها لمن يهمه الأمر.
بيت منهك، بالكاد يستر عائلة قوامها 7 أفراد، هما الوالد والوالدة، و4 أخوات وأخ من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتكئ جميعهم على (صباح) الأخت الكبيرة ذات الـ 55 عاماً، المتعبة بفعل المرض، وعمود البيت الآيل للسقوط.
عائلة أفرادها بين مريض وعاطل ومتقاعد، كل أمنيتها، وفاء الجهات البلدية بوعدها الخاص بهدم منزلها وإعادة بنائه من جديد.
بانتظار «صباح» جديد... ووعود «البلديات» بهدم البيت وإعادة بنائه
صباح الباربارية... «المرأة المنهكة» وعمود بيتها الآيل للسقوط
باربار - محمد العلوي
حيث تقطن عائلة المواطن الحاج محمد عبدالوهاب، كانت معاناة بحرينية أخرى تنتظر «الوسط»، لإيصال صوتها لمن يهمه الأمر.
بيت منهك، بالكاد يستر عائلة قوامها 7 أفراد، هما الوالد والوالدة، و4 أخوات وأخ من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتكئ جميعهم على (صباح) الأخت الكبيرة ذات الـ 55 عاماً، المتعبة بفعل المرض، وعمود البيت الآيل للسقوط.
عائلة أفرادها بين مريض وعاطل ومتقاعد، كل منيتها، وفاء الجهات البلدية بوعدها الخاص بهدم منزلها وإعادة بنائه من جديد.
وفي يوم من أيام ديسمبر/ كانون الأول 2016، الباردة، كانت صباح في الاستقبال. ناطق رسمي ظلت لنحو ساعة، تنتقل بـ «الوسط» وعدستها من غرفة لأخرى، وهي تردد «يقترب عمر هذا البيت، من إتمام نصف قرن من الزمان، وبفعل الشيخوخة، لم يعد العيش فيه آمنا».
تختار صباح البداية من على باب البيت، وهي تشير باصبعها إلى الكهرباء المكشوفة لتقول «قبل نحو أسبوع وحين دشنت الأمطار موسمها، كانت عائلتي على موعد مع تجدد المعاناة، والتي أحالت نعمة المطر لنقمة علينا».
تضيف «سقطت الأمطار بغزارة ليلتها، وأظلم البيت علينا. يعود ذلك إلى «الشوط» الناجم عن سقوط المياه على الكهرباء المكشوفة، ونحمد الله على عدم تطور ذلك إلى كارثة حقيقية».
ومنذ العام 2007، كانت صباح تحمل منفردةً ملف البيت الآيل للسقوط، ساعيةً مع مجلس بلدي الشمالية للبدء في هدمه وإعادة بنائه.
وبعد مرور عقد كامل، بقي الحال على ما هو عليه. تقول صباح، وتضيف «أعلمنا بضياع الخرائط، وطلب منا المجلس البلدي تقديم الأوراق من جديد، وحين وصلنا لمرحلة إعداد الخرائط، توقف الموضوع والمشروع برمته».
وفي الداخل، حيث البيت المكون من طابقين، وذو الغرف المتعددة، كان الوالد (85 عاماً) مُمدداً على فراشه. مواطن كهل يشكو القلب والضغط وجلطة أصابته في الرأس، يتحدث بصعوبة وبالكاد يسمع، وعبر لسانه الثقيل وعينيه المتعبتين كان يرمق ابنته صباح وهو يقول: «صباح هي ابنتي وهي ولدي»، في إشارة منه لتحملها لمسئولية شئون العائلة.
تعلق صباح على المشهد لتقول «بسبب عجزه عن الحركة، لا يبرح والدي سريره منذ 6 سنوات خلت، وحين يختنق ويسعى لـ(تغيير الجو)، يخرج قليلاً ولا يأمن (السقوط)، وهو ما حصل له مؤخراً، والكدمات على وجهه تنطق بذلك».
وعن مسئولية البيت وإدارة شئونه، قالت: «بسبب المرض فإن المسئولية علي ثقيلة جداً، ومن في هذا البيت (علي ثم على الله)»، وأضافت «نظراً لانتقال عدد من إخواني لسكن مستقل، وبسبب وضع والدي وأخواتي وأخي؛ أنا اليوم من يتحمل هذه المسئولية، والتي تشمل شراء الأدوية لوالدي ووالدتي المريضة هي الأخرى بالضغط والسكري».
وأجبرت الامراض، صباح، على التقاعد من عملها في وظيفة (كاتبة) بوزارة الصحة، ولتصبح بعدها العائلة، شغلها الشاغل.
تواصل صباح تنقلاتها، ومن غرفة لأخرى، كانت «الوسط» ترصد عن كثب حال البيت. جدران غزتها التشققات، وأخفت بعضها رسومات متقنة خطتها موهبة مدفونة مصدرها أنامل ابنة العائلة (فاطمة).
على سجيتها، تحدثت صباح وهي توضح وضع البيت لحظة سقوط الأمطار «ما ميش إلا طوس قرنطوس، واطق طق»، في إشارة منها للأواني التي ملأت كل أنحاء البيت لتفادي غرقه.
وبيدها، أشارت صباح ناحية بعض التشققات التي امتدت لداخل الغرف وهي تقول: «شوف هذي الجدران المبططة، وشوف السقف المكون من الصفيح اللي ذاب من المطر، أما هنا فشوف شلون الكاشي طاح من الرطوبة».
تشققات لم تدخر جداراً ولا سقفاً ولا حتى أرضية، إلا طالتها، فيما صباح تواصل حديثها لحظة الوصول للمطبخ «هني (بليوت) في السقف، طاح العام الماضي عقب ما (دخرج) وتحول لقطعة من القطن».
وفي الطابق العلوي، لم يكن وضع البيت أقل سوءا. في استراحة السلم لوحة فنية، توارت خلفها تشققات عميقة، لوحة لبيت يتجمل ولا يكذب.
وفي غرفة تتخذ من البيت طرفاً، كانت الوالدة خديجة منصور حسن المسنة تستريح على «كرفايتها». تعلق وهي تستعين على الوقوف بعكازها: «يوم اللي طاح المطر ماليي حال، من مكان لمكان، وما قدرت أحول من المطرات».
ونتيجة لبقاء ملف منزلها الآيل للسقوط معلقا، لجأت العائلة مؤخراً لأحد المحسنين وذلك بالتنسيق مع جمعية باربار الخيرية، في خطوة تعول عليها العائلة كثيراً لانبلاج صباح جديد.
تختتم ابنة العائلة صباح حديثها بالقول «هو نداء لكل من يعنيه الأمر، للجانب البلدي والجانب الأهلي: أنقذوا عائلتي من وضعها المزري، ومن بيتها الذي لم يعد يحتمل مزيداً من (الترقيع) أو الترميم».