ما هي حكاية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر والجزائر وتونس ؟
الوسط - محرر منوعات
بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عام 973هـ. ولم تتغير مظاهر الاحتفال به حتى اليوم في كثير من البلدان العربية وخاصة في الريف والأحياء الشعبية وفي المدن الكبرى.
ففي الجزائر تعد أطباق "الرشتة" و"الكسكسي" وهما طبقان من العجين أيضا يعدان بلحم البقر، وفي غرب البلاد هناك طبق "البركوكس" وهو عبارة عن حبيبات من الدقيق ممزوجة مع مرق يحتوي على الخضر.
وتعود احتفالات الجزائر إلى العام 691 هـجرية، حين أصدر السلطان الناصر لدين الله أبو يعقوب المريني، الذي كان في المغرب الأقصى، أوامر سلطانية جعل على إثرها المولد النبوي الشريف عيدا رسميا كعيدي الأضحى والفطر، ويعاقب كل من يمتنع عن الاحتفال به.
اما في مصر تقام السرادقات حول المساجد الكبرى وتضم زوار المولد النبوي الشريف من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين والسيرك البدائي والمنشدين والمداحين الذين تخصصوا في مدح الرسول (ص).
وتتجمل الأحياء الشعبية في المدن المصرية لتلك المناسبة، وتنتشر السرادقات حول المساجد التي تحمل أسماء لعدد من أولياء الله الصالحين، كمسجد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، التي يتوافد عليها محبو النبي وآل بيته من كل مكان، ليقوموا بالذكر والإنشاد، وبجوارها يصطف بائعو الحلوى بخيامهم المزركشة، وتتصدر واجهات المحلات، دميتا عروس المولد والحصان المعروفتان. وقد جاءت عودة الدمى والحلوى إلى واجهات المحال التجارية، واصطفافها على الأرصفة أمام الباعة الجائلين، وخاصة دميتا العروس والحصان المميزتان للمولد النبوي، بعد أن اختفت معالم هذا التراث خلال الأعوام الماضية، بسبب فتاوى التحريم التي أطلقها متشددون.
ويعتبر المولد النبوي الشريف مناسبة سنوية يحتفل به في كل عام في معظم الدول العربية من مشرقها الى مغربها وذلك ضمن التعبير عن الفرح بولادة رسول الإسلام محمد ( ص).
وتبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس تنشد فيها قصائد صوفية وابتهالات دينية، وتبدأ مجالس يكون فيها الدروس من سيرة الرسول ( ص)، تقدم فيها مختلف الأطعمة والحلويات التي تحمل أسماء مختلفة من كل بلد عربي.
أما في تونس وجرت العادة أن تتبادل الأسر القيروانية أطباق “العصيدة” و”الزقوقو” و”المقروض” الشهية في ما بينها تمتينا لصلة الرحم واللحمة الاجتماعية في هذه المناسبة.
وتستقبل مدينة القيروان قرابة 150 ألف زائر في يوم الاحتفال بالمولد، منهم طلبة الجامعات الذين يقضون عطلة منتصف العام الدراسي، بالتزامن مع الاحتفال بالمولد ومنهم من يعود من الخارج ومنهم العاملون خارج المدينة ويعودون لقضاء العطلة مع أسرهم.
ويحتضن جامع عقبة بن نافع، أحد أقدم المساجد في شمال أفريقيا، احتفالية المولد التي تشمل تلاوة للقرآن الكريم ومحاضرة في السيرة النبويّة والإعلان عن نتائج مسابقة حفظ الأحاديث النبويّة.