السعودية... مدرسة تمنع طفلاً مصاباً بالإيدز من الدراسة .. و«التعليم»: الإجراء مُخالف
الوسط - المحرر الدولي
وصف المتحدث باسم وزارة التعليم في السعودية مبارك العصيمي، ما قامت به إدارة المدرسة السعودية الأولى الرائدة بالقنفذة من استبعاد طالب مصاب بالإيدز ومنعه من مواصلة الدراسة بأنه مخالفة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق" السعودية اليوم الإثنين (12 ديسمبر / كانون الأول 2016).
وقال لـ«الشرق»: «لا يوجد ما يمنع الطفل من مواصلة الدراسة، ولم تجد أم الطفل «حمد» إجابات لأسئلة طفلها البالغ من العمر 7 سنوات، عن سبب استبعاده من المدرسة ومنعه من مواصلة دراسته وحرمانه من أصدقائه، وكيفية إصابته بالمرض.
وقالت لـ «الشرق»: «ابني حمد كان يعاني من التهاب في الغدد اللمفاوية وانتفاخ في الغدد وانخفاض في الشهية وارتفاع في درجة الحرارة، وذلك عندما كان عمره يبلغ سنتين وتحديداً في العام 1430هـ، وقرر الأطباء في مستشفى القنفذة العام إخضاعه لعملية جراحية، وبعد أخذ التحاليل اللازمة لإجراء العملية؛ أقر الأطباء أنه بحاجة إلى نقل دم، وتم بالفعل نقل كيس دم، وبعد مرور يومين فوجئنا باجتماع الأطباء المشرفين على حالة ابني وإبلاغ والده بأن حمد مصاب بمرض الإيدز، وكانت الصدمة، وحينها أجمع الأطباء على أن المرض انتقل إلى طفلي بسبب إصابتي أنا وزوجي بالمرض، والغريب أننا قمنا بعمل فحص للإيدز وأثبت التحليل أننا سليمان من الفيروس، فكان السؤال كيف انتقل المرض إلى ابني ومن المسئول».
وأضافت: «عندها قررنا مواجهة المستشفى ومحاسبة المتسببين في ذلك حتى لا يكون هناك ضحايا آخرون بسبب الإهمال، وتقدمنا بعدة شكاوى إلى وزارة الصحة وديوان المظالم، ومرت خمس سنوات ولم يتم البت فيها، وحاول الأطباء إقناعنا بأن الطفل ربما أصيب خلال عملية الختان التي أجريت له في مستشفى خاص وهو يبلغ من العمر سنة، إلا أن حمد وشقيقه الأكبر قاما بإجراء عملية الختان في الوقت ذاته والأخ سليم ولا يعاني من المرض».
وذكرت أم حمد أن ابنها التحق هذا العام بالصف الأول، ولكن إدارة المدرسة السعودية الأولى الرائدة بالقنفذة قررت استبعاده بسبب إصابته بالمرض، ورفضت تقرير الدكتور المختص الذي يثبت فيه أن المخالطة اليومية غير معدية، وأن الطالب بإمكانه مواصلة الدراسة كبقية الطلاب.
ووصفت القرار بأنه مدمر لابنها، وقالت: «ابني يسألني يومياً عن سبب تجنب إياد له وهو صديق الطفولة الذي لم يفارقه منذ ولادته، والمدرسة شهرت به ولم يتم التعامل مع الحالة بشكل إنساني وسري، وأصبح ابني منبوذاً من قرنائه، ويقضي حمد حياته يومياً بين جدران المنزل، محاصراً بكمية من الأسئلة والإحباط، ويتناول الدواء صباحاً ومساءً، وينتظر غداً أجمل يجهل تفاصيله».
واختتمت أم حمد حديثها قائلة: «من المسئول عن إصابة ابني، ولماذا يتم حرمانه من مواصلة الدراسة».
ويصف التقرير الطبي حالة حمد بأنه يعاني من تأخر النمو والتطور وتضخم في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية وتحسس متكرر بالصدر ونزلات معوية متكررة، وسبق تنويمه عدة مرات في مستشفى القنفذة العام، ومستشفى الملك عبدالعزيز لأمراض الأورام، ومستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة، وتم تشخيصه بأنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب، وهذا يؤدي إلى نسبة عجز 100% وهو بحاجة إلى إشراف طبي مستمر».
وتواصلت «الشرق» مع مسئول العلاقات العامة في وزارة الصحة عبدالرحمن الشمراني، يوم الأربعاء الماضي، وأفاد أنه تواصل مع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة باعتبار أن صحة القنفذة تتبعها، ووعد بالرد إلا أن ذلك لم يتم حتى مثول المادة للنشر.