«التمديد» بعد 7 سنوات على تطبيقه... تربويون وأولياء أمور: لا نريده
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال تربويون وأولياء أمور لـ«الوسط»: إن «مشروع تحسين وتمديد الزمن المدرسي لم يؤت الثمار المرجوة منه، رغم مرور 7 سنوات على تطبيقه على المدارس الحكومية، مشيرين الى ان «هذا المشروع لم يقدم الكثير للطلاب، إلا انه سلب الكثير من الجميع، معلمين وأولياء امور وطلاب وحتى وزارة التربية».
وأضافوا «الوزارة كانت تتحدث عن أن إصلاح التعليم هو سبب تمديد الزمن المدرسي الى الساعة الثانية والربع ظهرا يوميا، وكانت هناك صورة وردية حاولت الوزارة رسمها للجميع، بأن هذا التمديد سينعكس ايجابا على إنهاء الواجبات في المدارس وزيادة حصص المواد الاساسية التي يقوم اولياء الامور بتسجيل أبنائهم في المعاهد من اجل تقويتهم فيها، كما انه سيعود بمبالغ مالية تتراوح بين 1200 و2000 دينار على المعلمين».
وقال التربويون: «الوزارة قامت في بداية المشروع باستخدام ورقة الدخل الاضافي لدى المعلمين في تطبيق هذا المشروع، وقدمت بالفعل مبالغ مالية لا بأس بها، مع بداية تطبيق هذا المشروع، وعلى الرغم من ذلك كان صوت المعلمين واضحا، ان أي تحسين يجب ان يشمل المواد الاساسية اولا، لا أن يركز على حصص البرامج والحصص الاثرائية، كما يجب ان يرافقه تحسين آخر في التوظيف والترقيات، مع تحسين فعلي للبيئة المدرسية، بحيث تصبح ملائمة لحرارة الجو الذي يتعب الجميع، في ظل فقر اغلب المدارس الى اماكن ومرافق مناسبة خلال هذه الفترة من العام، إلا أن اغلب هذه الامور غير متوافرة، وكأن المطلوب فقط هو أن يطول الوقت على الجميع، من دون ان يتحقق تطور ملحوظ في جوهر العملية التربوية والتعليمية».
وتابعوا «يحاول البعض تصوير موضوع تمديد او تحسين الزمن المدرسي بالنسبة للمعلمين على انه مجرد مصدر دخل اضافي، ولكننا نتحدث عنه كمشروع تربوي تم تطبيقه على مدى 7 سنوات متواصلة على المدارس الحكومية الاعدادية والثانوية، ولم يقدم مردودا يوازي الكلفة المادية والنفسية والتربوية التي اخذها هذا المشروع من المدارس والمعلمين واولياء الامور والطلاب انفسهم، وبالتالي نحن نشجع وزارة التربية على البدء بإجراء عملية مراجعة لمخرجات هذا المشروع مع الفئات المعنية به، ومن ضمنها طبعا المعلمون».
ومن جانبهم، شكا أولياء أمور من أن «مشروع التمديد المدرسي لم يحقق إضافات تذكر في المستوى التعليمي الفعلي لأبنائهم؛ لأن اغلب الحصص التي تمت إضافتها الى الجداول اليومية كانت حصص مجالات وبرامج، هذا بالإضافة الى أن ابناءنا ما يزالون يعودون للمنازل لإكمال واجباتهم المدرسية، في الوقت الذي كان يفترض ان يتم استغلال الوقت الاضافي بعد التمديد من اجل تقليل الاعباء على الطالب واولياء الامور في المنزل».
وتابعوا «مع وجود ابناء لنا في المرحلة الاعدادية او الثانوية، بات الامر مرهقا في ترتيب اللقاءات الأسرية على الوجبات والتواصل؛ لأنهم غالبا يعودون قرابة الثالثة عصرا إما مرهقين فينامون، وإما يبدأون بحل واجباتهم اليومية التي لم تتغير من حيث الكم والنوع غالبا».
يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم اوضحت مرارا اهمية هذا المشروع، الذي جاء «منذ بداية مشروع إصلاح التعليم والتدريب، كان موضوع الزمن المدرسي في مقدمة الموضوعات الأساسية التي طرحت ونوقشت من قبل المختصين والخبراء، إذ كان هناك إدراك متزايد أن الزمن المدرسي الحالي غير كافٍ لتحقيق الأهداف، وكان لابد في ضوء الدراسات التي عملت في هذا الاتجاه من البدء في تعديل الزمن المدرسي بما ينعكس إيجاباً على عمليات التعليم والتعلم واستيعاب الطلبة والمنهج في الوقت ذاته».
وأضافت الوزارة في تصريح سابق «ولضمان نجاح هذه التجربة قامت الوزارة بتنفيذ تجربة تمديد اليوم الدراسي في مدرسة المحرق الثانوية للبنات في العام الدراسي (2009 - 2010)، إذ أثبتت هذه التجربة صحة الفرضيات التي أشارت إليها الدراسات. وفي ضوء نجاح هذه التجربة اتجهت الوزارة إلى التوسع في تعميمها على النحو المطبق في المدرسة المذكورة، مع توفير جميع المستلزمات التي تضمن لها النجاح».
وبينت وقتها أنها «تعمل على توفير السبل الكفيلة بإنجاح التمديد سواء من خلال تطوير البيئة المدرسية والخدمات التي توفرها المدرسة للطلبة مثل الكافيتريات والاستراحات وغيرها، فيما سيوفر الجدول المعدل لليوم الدراسي الوقت الكافي للطلبة للفسحة ويسمح لهم بأداء الصلاة، كما تعمل الوزارة على إعادة جدولة المواصلات لتنقل الطلبة بما يتناسب مع هذا التمديد، إلى جانب تعزيز باقة الأنشطة المدرسية الموجودة في المدارس بما يحبب الطالب للبقاء في المدرسة لوقت إضافي».