العدد 5204 بتاريخ 05-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


مارينا تكسر حاجز الخجل وتجوب شوارع بغداد على دراجة هوائية

بغداد- أ ف ب

جلست مارينا جبر (25 عاما) على دراجتها الحمراء تتلفت بثقة يمينا ويسارا بانتظار الانطلاق مع اخريات في جولة في شوارع بغداد، في تحد لقيود اجتماعية فرضت على نساء مدينة كانت في الماضي سباقة في مواكبة الحريات والحياة العصرية.

وبالقرب من مارينا، اشتدت حماسة المشاركات ومعهن بعض المرافقين الشبان مع اقتراب لحظة الانطلاق: فتيات يتبادلن المزاح، واخريات يغنين، وشابة ارتدت قميصا كتب عليه "بغداد" بالعربية تبتسم لعدسات المصورين وهي ترفع بيدها اليسرى شعرها البني.

وما ان بدات الجولة، حتى تعالى صياح وتصفيق عشرات المتفرجين الذين تجمعوا حول تمثالي شهرزاد وشهريار في حديقة شارع ابو نواس وانهمكوا في استخدام هواتفهم النقالة لتصوير الشابات وهن يبدان مشوارهن النادر في مدينة بمزقها الموت المتنقل منذ سنوات طويلة.

وقالت مارينا الناشطة في مجال حقوق الانسان لوكالة فرانس برس "اشعر بقوة كبيرة وبفرح غامر. تاكدت اليوم ان مجتمعنا ليس متخلفا".

وأضافت صاحبة الشعر الكستنائي الطويل والابتسامة الخجولة والدائمة بعيد انتهاء الجولة "سرنا في الشوارع، وشربنا العصير معا، واكثر عبارة سمعناها: العراق بخير... فكفى خوفا".

وتمثل مبادرة مارينا تحديا لعادات اجتماعية في بيئة محافظة ترفض قيادة المراة للدراجة الهوائية وتحد من تحركاتها وتضع قيودا على ملبسها.

"لأنني فتاة"

انعكس العنف الذي تشهده بغداد منذ عقود، وسيطرة الاحزاب الدينية على مفاصل الحياة اليومية فيها، تشددا اجتماعيا خصوصا في ما يتعلق بالمراة بعدما كانت هذه المدينة التاريخية سباقة على مستوى العراق والمنطقة في التمتع بالحريات.

مارينا، التي تحمل شهادة في علم التغذية وتهوى الرسم، قررت في مارس/ آذار الماضي تحدي هذا التشدد، فقامت وحدها بجولة اولى في شوارع بغداد القديمة على دراجتها الهوائية.

وسرعان ما جذبت مبادرة مارينا انتباه الكثير من الفتيات الراغبات في ركوب الدراجة واللواتي يخشين القيود الاجتماعية.

وتقول طالبة الادارة والاقتصاد مينا التي شاركت في الجولة "عندما رايت مارينا على الفيسبوك للمرة الاولى، فرحت وتمنيت ان اكون معها".

وأضافت وهي تمسك بمقود دراجتها "هذا التحرك تعبير عن حقوق المراة المفقودة في مجتمع يقمعها".

واستتذكرت مينا رغبتها في ركوب الدراجة قائلة "عندما كنت طفلة كان لدي دراجة وكنت دائما العب بها. لكن حين بلغت المرحلة الرابعة الابتدائية، بدا اهلي يحاربونني ويخبئونها ولا يسمحون لي بركوبها ولم أفهم لماذا... بعد ذلك ادركت السبب: أنني فتاة".

كسر حاجز الخجل

جابت مارينا وصديقاتها شوارع بغداد ومررن في شارع الرشيد، اقدم شوارع العاصمة والذي يشهد ازدحاما شديدا خصوصا في ساعات الصباح.

وحصلت الفتيات على دعم من شبان ناشطين رافقوهن في الجولة. ومن بين هؤلاء علي طالب، الذي قال ان "المجتمع ليس متخلفا كما يشاع، انما ليس هناك جرأة... الفتيات اليوم كسرن حاجز الخجل".

وأضاف "شاركنا اليوم من أجل تقديم الدعم لهن... ردود الفعل معظمها إيجابية والمجتمع احب الفكرة".

بدوره، راى زياد الوردي، انه يجب تعميم فكرة ركوب الدراجة الهوائية لدى الجيل الشاب فهي "وسيلة صحية وتقلل من الازدحامات وقادرة على الحد من وقت الإنتظار عند نقاط التفتيش، لكن ما يردع الكثير من الذكور وليس فقط الإناث عن استخدامها هو المظاهر المرتبطة بنظرة المجتمع".

وتابع "اتمنى ان  يكون التحدي هو الوازع الأول لهذه المبادرة، بل الرغبة في تمكين فئات المجتمع المختلفة من استخدام الدراجات الهوائية فعليا كوسيلة عملية للمواصلات اليومية".




أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | 3:05 ص اعتقد المجتمع العراقي محتمع منفتح و داعم للمراة و سيجتاز العراق محنته ، الدولة العراقية دولة مدنية رغم سيطرة الأحزاب الدينية ، المراة الإيرانية تقود السيارة و الدراجة النارية و الهوائية و لا مشكلة في ذلك رغم انها دولة دينية ، التقاليد هي ما تعيق و ليست العوائق الدينية ، المراة كانت تركب الجمال ايام النبي (ص) و لم يعترض أحد ، عقبال ما نسمع بقيادة المراة للسيارة في السعودية . رد على تعليق
زائر 2 | 4:38 ص نعم؟؟ قال العراق مجتمع منفتح هههه