العدد 5203 بتاريخ 04-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


بحث 47 ورقة بمؤتمر "أمن الطاقة واستدامتها" وعرض نموذج مبنى "صفر"

الصايغ: البحرين في مقدمة الدول المؤهلة للاعتماد على الطاقة المتجددة

الصخير - جامعة البحرين

أكد رئيس المجلس العالمي للطاقة علي الصائغ أن جميع دول العالم تكرس جهودها العلمية والاستراتيجية لاستخدامات الطاقة المتجددة سواء الدول الصغيرة منها، مثل قبرص ودويلات المحيط الهندي أم الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية، وألمانياً، وبريطانيا وغيرها.

وذكر الصايغ في كلمة اليوم الاثنين (5 ديسمبر/ كانون الأول 2016) على هامش مؤتمر الطاقة المتجددة الذي ينظمه المجلس بالتعاون مع جامعة البحرين، أن العالم يصرف أكثر من 300 مليار دولار في مجالات الطاقة الجديدة سنوياً.

وبحث المشاركون في المؤتمر اليوم الثاني للمؤتمر الذي يرعاه وزير شئون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا 47 ورقة في مجالات عدة من بينها: تكنولوجيا الخلايا الشمسية وتصنيفاتها، والاستدامة وخفض استهلاك الطاقة في المباني، والسياسات وتمويل مشروعات الطاقة المتجددة، وتطبيقات الطاقة الشمسية الحرارية.

ورأى رئيس المجلس العالمي للطاقة أن العالم بصدد التحول الكلي من الطاقة الأحفورية التي تعتمد على النفط والغاز والفحم الحجري إلى الاعتماد على الطاقة الجديدة. وقال: "من الأفضل أن تكون البحرين في مقدمة الدول، وأن تبادر بالاعتماد على الطاقة المتجددة في جميع المنازل والمؤسسات الحكومية، معتمدة على مولدات الطاقة الجديدة المسماة بالطاقة الفوتوفولتية".

وحذر الصايغ من أن التأخر في استخدامات تكنولوجيا الطاقة المتجددة من شأنه أي يجعل البحرين ودول المنطقة متأخرة عن التقدم العالمي، وقد يجعل اللاحق بهذا الركب في المستقبل صعباً بل مستحيلاً.

وأكد أن لدى البحرين المقومات لبدء هذه المشروعات كما لا يوجد في أية بلد آخر في العالم، وذلك أنها قادرة على وضع الألواح الشمسية قرب البحر لتعطي نتائج أفضل مقارنة فيما لو نصبت على اليابسة أو أن تضعها على سطوح المنازل أيضاً.

وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر في يومه الثاني، قدم الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية سعد سالم الجندلي ورقة علمية عن المبنى صفر الطاقة.

واستعرضت الورقة مفهوم المبنى صفر الطاقة حيث تكون فيه حسبة الطاقة المستهلكة من خارج المبنى صفر إذ يعتمد على البناء منخفض الطاقة من جهة، وتوليد الطاقة ذاتياً من خلال تكنولوجيا الطاقة المتجددة.

وقال الجندلي: "هذا النوع من المباني قد لا يوجد في المنطقة، لكنه معروف في بلدان أوروبا وأميركا إذ يعتمد على مواد بناء خاصة تدخل في إنشائه وطريقة تصميم معينة تجعله لا يحتاج لطاقة عالية، وفي الوقت نفسه يزود المبنى بتقنيات لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة".

وعن إمكانية إنشاء هذا المبنى في المنطقة، أوضح أن "ذلك ممكن على رغم وجود تحدي الطقس الحار، ولكن هذا التحدي يمكن تجاوزه من خلال مواد البناء وطريقته مثلما فعل الآباء والأجداد حيث كانوا يبنون بطرق تضمن المحافظة على التهوية والبرودة مثل: الجدران العريضة".

واقترح الباحث البدء بنموذج استرشادي في المنطقة تحذو حذوه البلدان المختلفة بعد دراسة معمقة للجدوى.

من جهته، قدم المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي عبدالستار الطائي ورقة علمية تحدث فيها عن دور البحث العلمي في دعم قطاع الطاقات المتجددة، وتجربة نشوء الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وتأثيره في حركة البحث العلمي في دولة قطر، وبناء القدرات البشرية والمادية، وإنشاء علاقات بحثية مع المراكز العالمية.

وأشار الطائي إلى صياغة استراتيجية وطنية في قطر للبحث العلمي، وذلك بعد تشخيص الواقع، فلا يمكن بأية حال جعل البحث العلمي رهينة للأهواء أو الأذواق أو الاتجاهات العامة لدى الباحثين.

وفيما يتعلق بموقع الطاقة المتجددة في منظومة البحث العلمي قال: "إن رؤية قطر 2030 نصت على التحول من الاعتماد على الطاقة الأحفورية إلى الطاقة المتجددة، ولذلك هنالك استثمارات كبيرة في بحوث الطاقة المتجددة وتطويرها".

ولفت إلى أن "استراتيجية البحث العلمي ركزت مسارات البحث على مستوى الدولة، ووقفت على التحديات البحثية حيث جاءت الطاقة المتجددة في المرتبة الثانية، بعد البحوث المتعلقة بالمياه، وذلك انطلاقاً من أهمية هذين القطاعين"، مشيراً إلى أن "قطر خطت خطوة مهمة جداً في صناعة مواد البولي سيلكون التي تعد المادة الأساسية لصناعة الخلايا الشمسية حيث إن المصنع ينتج نحو 800 ألف طن سنوياً، وذلك يصنف ضمن تهيئة البنية البحثية".

وأفاد بأن هنالك مشروعات عدة في هذا المجال حيث تسعى دولة قطر في المرحلة المقبلة إلى أن تمثل الطاقة المتجددة نسبة 2 في المئة من الطاقة المؤسسة على مستوى الدولة ككل.

وكان المؤتمر انطلق مساء أمس الأول وسط مشاركة واسعة من الباحثين إذ يستعرض على مدى أيامه الأربعة 150 ورقة، لأساتذة وخبراء من دول مختلفة في العالم، بينها 40 ورقة علمية من جامعة البحرين، وذلك خلال جلسات علمية منفردة ومتوازية، بواقع 15 جلسة رئيسية، و9 جلسات فنية.

ووسم المؤتمر الذي ينظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعنوان "أمن الطاقة واستدامتها والبيئة النظيفة".

ويجيء المؤتمر في ظل سعي جامعة البحرين الحثيث للارتقاء بالبحث العلمي بوصفه أداة لحفز النمو والتطوير، وزيادة الإنتاجية، وتحسين الأداء.

ومن المقرر أن تستمر جلسات المؤتمر اليوم في فندق كراون بلازا في المنامة بمشاركة الباحثين، وتبدأ الجلسات من الساعة التاسعة صباحاً وتمتد إلى السادسة مساء.

يذكر أن جامعة البحرين عَنِيت بموضوعات الطاقة المتجددة والمبادرات الخضراء حيث درجت على تنظيم ورش وملتقيات دولية عن الطاقة المتجددة كان آخرها ندوة العلوم التي نظمتها عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني.

وتبنت الجامعة الكثير من المبادرات الخضراء الصديقة للبيئة، مثل: تصنيع سيارات تعمل بالطاقة الهيدروجينية وخلايا الوقود، كما أنها شريك في مشروع الحقول الشمسية الذي تتولاه شركة نفط البحري (بابكو).




أضف تعليق