لماذا لا يجب أن نخلد إلى النوم ونحن غاضبون؟
الوسط - المحرر الصحي
قد يكون القول المأثور القديم "لا تذهب إلى الفراش وأنت غاضب" صحيحا وفقا لدراسة جديدة ، فقد وجد الباحثون في الصين أن الحصول على ليلة نوم عميق وأنت غاضب يساعد على إعادة تنظيم الذكريات السلبية في الدماغ، مما يجعل من الصعب كبحها ، بحسب ما نقل موقع قناة "روسيا اليوم" أمس السبت (3 ديسمبر / كانون الأول 2016).
ويدعي الباحثون أن النتائج الجديدة يمكن أن تكون لها تطبيقات على العمليات السريرية، تساعد على إلقاء المزيد من الضوء على اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ويعرف العلماء منذ فترة طويلة أن النوم يلعب دورا حاسما في تكوين الذاكرة، يعين على تنظيم المعلومات وتخزين الذكريات من خلال عملية تُدعى "تقوية الذاكرة" (consolidation).
وقد بحث العالم Yunzhe Liu وزملاؤه من جامعة بكين Beijing Normal، في تأثير النوم وتعزيز قدرة الذاكرة على قمع الذكريات السلبية.
وتعد القدرة على قمع الذكريات السلبية جزءا أساسيا ومهما من الصحة النفسية. فمعالجة المعلومات وتخزينها على المدى الطويل يساعداننا على التعلم من أخطائنا وتجنب التأثير العاطفي على أدمغتنا.
اختبر فريق الباحثين في بكين العملية المتعلقة بقمع الذكريات السيئة على 73 طالبا، ودُرب المشاركون على حفظ 26 زوجا من الصور السلبية والوجوه المحايدة وجثث الحيوانات، من أجل خلق ذاكرة سلبية.
وخلال مرحلة الاختبار، طُلب من المشاركين تذكر الصورة المقترنة بالوجوه، وبعد استراحة قصيرة عرضوا عليهم وجوها محايدة، وطُلب منهم قمع ذكرى الصورة السابقة من خلال محاولة نسيانها.
تكررت التجارب على مدى يومين مع الحصول على ليلة نوم جيدة، وعندما أٌعيدت الاختبارات في اليوم التالي وجد الباحثون أنه كان من الصعب قمع الذكريات السلبية.
وأظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفية أن النشاط المرتبط بقمع الذاكرة قد انتقل على ما يبدو إلى القشرة المخية الحديثة (neocortex)، وهي المنطقة الخارجية من الدماغ المرتبطة بوظائف أعلى.
وقال الباحثون إن هنالك إعادة تنظيم للذكريات مؤقتة في قرن آمون للتخزين الأكبر على المدى الطويل في القشرة، مما يصعّب قمع الذكريات.
وبينت نتائج الدراسة التي نُشرت في Nature Communications، أن الدماغ يعزز الذكريات المؤلمة في أثناء النوم، مما قد يؤدي إلى تشكيل طبقة إضافية من المعلومات لتصبح الذكريات أكثر قوة وتركزاً.
وأوضح فريق البحث قائلا: "في حال مٌنعت هذه العملية بسبب اضطرابات النوم على سبيل المثال، ستبقى الذاكرة المؤلمة مما يؤدي إلى عدم نسيان الصدمة وهو السمة المميزة لاضطراب ما بعد الصدمة".