البرازيل تودع ضحايا حادث الطائرة في مراسم تأبين في استاد مكتظ
شابيكو (البرازيل) – رويترز
هطلت الأمطار على آلاف المشيعين في مدينة شابيكو البرازيلية أمس السبت (3 ديسمبر/ كانون الأول 2016) وهم يشيعون 50 نعشا نقلت جوا من كولومبيا إلى استاد نادي شابكوينسي المحلي لكرة القدم الذي توفي فريقه كله تقريبا في تحطم طائرة في كولومبيا.
وبدلا من أن يشاهدوا فريقهم في المباراة النهائية لبطولة مهمة في أمريكا الجنوبية شخصت أبصار المشيعين وهم يرون جنودا من سلاح الجو ينقلون النعوش بعد أن انزلوها من طائرة شحن إلى خيام مؤقتة نصبت في أرض الاستاد حيث جلست أسر الضحايا في حزن.
وكرم الرئيس ميشيل تامر -الذي طار من العاصمة البرازيلية عند الفجر ليكون في استقبال النعوش في مطار شابيكو- الرياضيين المتوفين.
وقال للصحفيين قبل توجهه من قاعدة جوية إلى الاستاد الذي غمرته الأمطار "هذا الحادث كما تعرفون أصاب البلاد بصدمة. هذه الأمطار لا بد وأنها دموع القديس بطرس".
وفي وقت سابق اليوم خرج أبناء شابيكو لاستقبال نعوش الضحايا حيث اكتست مباني البلدة باللون الأخضر وهو لون قمصان لاعبي فريق شابكوينسي المنكوب لكرة القدم وغمرت شوارعها مياه الأمطار.
وأصابت الكارثة -التي وقعت يوم الاثنين وقتل فيها 71 من الركاب وطاقم الطائرة- مشجعي كرة القدم في العالم بصدمة وأغرقت البرازيل المولعة باللعبة في حزن وحداد.
وكانت الطائرة المستأجرة والتي تشغلها شركة لاميا البوليفية قد أرسلت إشارة باللاسلكي تفيد بأن الوقود بدأ ينفد قبل أن تصطدم بتل خارج مدينة ميديين الكولومبية.
ولم ينج من الحادث سوى ستة أشخاص بينهم ثلاثة من لاعبي فريق شابكوينسي الذي كان في طريقه لخوض مباراة الذهاب يوم الأربعاء الماضي في نهائي بطولة كأس سودأمريكانا لكرة القدم في مواجهة أتليتيكو ناسيونال الكولومبي. وكانت هذه ستصبح أكبر مباراة يخوضها الفريق في تاريخه.
وفي وقت سابق اليوم وصلت جثث ثمانية صحفيين توفوا أيضا في الحادث إلى ريو دي جانيرو.
وبثت وسائل إعلام برازيلية أنباء بأن الطائرة -التي دارت حول ميديين لمدة 16 دقيقة لحين هبوط طائرة أخرى اضطراريا- لم يكن بها وقود يكفي للرحلة من بوليفيا وهو ما أثار غضب أقارب الضحايا.
وتعهد رئيس بوليفيا إيفو موراليس باتخاذ "إجراءات صارمة" لتحديد سبب تحطم الطائرة. وعلقت بوليفيا رخصة العمل الخاصة بشركة لاميا وغيرت المسؤولين بإدارة هيئة الطيران الوطني.
وفي بلدة شابيكو الصغيرة بجنوب البرازيل تجمع عشرات المشجعين في استاد فريق شابكوينسي حيث أقيم نصب غطته الزهور واللافتات المصنوعة يدويا وتدلى قماش باللونين الأخضر والأسود من على واجهات المتاجر ومواقع البناء.
وقال سيدني دي أوليفيرا دياس (25 عاما) وهو أحد مشجعي الفريق إن مراسم ستنظم في الاستاد مساء اليوم السبت بعد أن تحولت فرحة البلدة بوصول فريقها لنهائي بطولة لكرة القدم إلى حزن عام.
وبحلول بعد ظهر السبت تجمع آلاف آخرون وهم يهتفون ويصفقون أثناء وصول النعوش. وانضم إليهم زائرون من مناطق أخرى من البرازيل وهم يلوحون بأعلام فرق أخرى في علامة على التضامن.
وقال مشجعون إن المأساة مؤلمة بشكل خاص لأبناء شابيكو الذين لم يكونوا فقط يشاهدون اللاعبين في الملعب بل أيضا في الشوارع والمباني السكنية في مدينة عدد سكانها 200 ألف نسمة.
ومن بين الشخصيات البارزة التي حضرت مراسم التأبين جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي قال في كلمة مقتضبة "لا توجد كلمات يمكن أن تخفف المعاناة."
وعلق عمال لافتات كبيرة في الملعب مزينة بالأزهار البيضاء التي تحمل شعاري فريقي شابكوينسي وأتليتيكو ناسيونال الذي أقام مراسم تأبين في موعد المباراة يوم الأربعاء الماضي.