العدد 5200 بتاريخ 01-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


مركز الشيخ إبراهيم يحتفي بذكرى "كوكبان من مصر" في حضرة صلاح فضل

المحرق - مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث

لأن الفكر لا يموت كالتاريخ، ولأن منظومة الإبداع تيار لا متناهٍ في توارث الرموز الأدبية، وفي صياغة السيرة الأبدية للعظماء، يقف مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، تكريماً وتخليداً لهما، أستاذا اللغة والإبداع، اللذان رحلا بصمت، شاعر الكلمة فاروق شوشة، والمستشار والمفكر القومي يحي الجمل، في أمسية تأبينيه موسومة بــ "في ذكرى كوكبان من مصر"، بحضور صلاح فضل، إذ سيتطرق لاستذكار مناقب الاجتهادات الفكرية وأهم المحطات النهضوية لكل منهما، إلى جانب سرد بعض من الانعطافات اللافتة لحياة كل منهما، بما في ذلك هويتهما وبصمتهما في المشهد الثقافي، وأطروحاتهما الايديولوجية، وسمات التحول في مناهجهما وخطاباتهما المحنكة من المهد إلى اللحد، يكون ذلك ضمن الموسم الثقافي الموسوم بــ "الحبُّ طوُق نجَاةٍ"، يوم الاثنين (05 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، عند الساعة 8 مساءً، بالمركز.

من المعروف أن صلاح فضل حصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية العام 1972، عمل في أثناء بعثته مدرساً للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ العام 1968 حتى العام 1972، تعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للمساهمة في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره.

له إسهامات وأنشطة أكاديمية وثقافية واسعة، كما أن مؤلفاته أثرت المكتبة العربية في الأدب والنقد الأدبي والأدب المقارن وزودت الباحثين برؤى جديدة في الشعر والمسرح والرواية، منها: من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج 1974، منهج الواقعية في الإبداع الأدبي 1978، نظرية البنائية في النقد الأدبي 1978، تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي 1980، علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته 1984، إنتاج الدلالة الأدبية 1987، ملحمة المغازي الموريسكية 1988، شفرات النص، بحوث سيميولوجية 1989، ظواهر المسرح الإسباني 1992، أساليب السرد في الرواية العربية 1993، بلاغة الخطاب وعلم النص 1993، أساليب الشعرية المعاصرة 1995. نال على جائزة البابطين للإبداع في نقد الشعر العام 1997، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب العام 2000.

يشار إلى أن  فاروق شوشة، شاعر وإذاعي، رحل عن عمر يناهز الثمانين عاما، عرف ببرامجه الإذاعية التي كرسها للتعريف بجماليات اللغة العربية وبلاغتها.

وقدم شوشة في العام 1967 وعلى مدى عقود برنامج "لغتنا الجميلة" الذي عُني بمناقشة قضايا اللغة العربية وكان يقدم فيه نماذج شعرية من الشعر القديم أو الحديث يلقيها بصوته وبأداء متميز، كما نقل هذا الاهتمام بالقضايا اللغوية والأدبية إلى التليفزيون المصري عبر برنامجه "أمسية ثقافية" في العام 1977، الذي استضاف فيه عدداً من رموز الثقافة العربية وبُناتها.

له من المؤلفات: "إلى مسافرة" في العام 1966، ومنها امتدت مسيرته الشعرية على مدى نصف قرن ترك فيها نحو 14 ديواناً شعرياً آخرها "الجميلة تنزل إلى النهر" في العام 2002. ومن بينها "في انتظار ما لا يجيء" و "يقول الدم العربي" و "هيت لك" و "سيدة الماء" ومجموعة شعرية للأطفال هي "حبيبة والقمر".

وتوج شوشة بعدد من الجوائز الشعرية من بينها جائزة الدولة في الشعر في العام 1986 وجائزة كفافيس العالمية العام 1991 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب في العام 1997 ومنح قبيل وفاته في العام 2016 جائزة النيل وهي أعلى وسام يتم منحة للأدباء في مصر..

حظي شوشة بعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة وعمل في عدد من اللجان الثقافية ورأس بعضها كلجنتي النصوص في الإذاعة والتلفزيون ولجنة المؤلفين والملحنين.

بيمنا يشكل الرصيد العلمي للمفكر القومي يحي الجمل، بمسار حافل بالإنجازات على صعيد المعترك الحياتي والسياسي،  بما في ذلك، المؤلفات الدستورية والقانونية التي امتدت لأكثر من 60 عاماً غلب عليها التركيز على قضايا المواطنة والبحث عن دولة القانون.

ومن المعروف أن الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق يحيى الجمل رحل عن عمر يناهز 86 عاماً، بدأت مسيرته الأكاديمية، في الحصول على ليسانس في القانون العام 1952 من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير العام 1963م وعلى الدكتوراه العام 1967 في القانون وعُين عقب تخرجه كمعاون نيابة العام 1953.

من مؤلفاته: أصدر الفقيه الدستوري العديد من المؤلفات السياسية والقانونية التي غلب على كثير منها طابع التركيز على قضايا المواطنة أبرزها: الأنظمة السياسية المعاصرة والنظام الدستوري في مصر والقضاء الإداري والقضاء الدستوري ونظرية التعددية في القانون الدستوري، وحماية القضاء الدستوري للحق في المساهمة للحياة العامة.

وشغل العديد من المناصب الأكاديمية ابتداءً من مدرس بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وانتهاءً بمنصب عميد الكلية ، وفي العام 1971 تولي منصب وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ووزير التنمية الإدارية، كما كان كاتباً رائداً للمقال القانوني والأدبي، انتمى لعدد من الهيئات وشغل عدة مواقع منها عضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، وعضو محكمة التحكيم الدولية بباريس، وعضو مجلس أمناء جامعة 6 أكتوبر، وعضو مجلس الشعب وعضو مجلس جامعة الزقازيق، وعضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة، ونظراً لدوره الرائد حاز عدة جوائز ومنها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة العام 1998.



أضف تعليق