العدد 5200 بتاريخ 01-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةصحة
شارك:


خبراء يناقشون تحديات "الخرف" على هامش مؤتمر "ويش 2016"

الدوحة - مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)

استضاف مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، اجتماعاً شاركت فيه نخبة مختارة من المشاركين في المؤتمر لمناقشة استراتيجيات تحسين السياسات والرعاية الصحية للمصابين بمرض الخرف.

وأتاح اللقاء، الذي عقد في مدينة حمد الطبية ودعمه مسئولو منظمة الصحة العالمية، فرصة للخبراء الإقليميين المتخصصين في علاج الخرف للحديث عن قصص النجاح وتحديات مواجهة هذا المرض، الذي يمثل هاجسًا متناميًا في مجال الصحة العامة بمنطقة الشرق الأوسط، إذ تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد الأشخاص المصابين بالخرف في المنطقة إلى 4,4 ملايين نسمة بحلول عام 2030.

وحضر الاجتماع سبعون ممثلًا من عشرة دول أعضاء في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وخبراء من خمس عشرة دولة أخرى. كما حضره ممثلون عن منتدى قطر الوطني للجهات المعنية بالخرف، ووزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى ممثلين للمنظمات المدنية والجامعات والمؤسسات والمراكز الأكاديمية. وأعرب المشاركون عن التزامهم بتكثيف جهود المقاومة لمرض الخرف من خلال تطوير وصياغة سياسات وبرامج وطنية أفضل.

وتناول الاجتماع تأثير تنسيق الجهود والمبادرات على المستويين الإقليمي والوطني في كل دولة على حدة في مجال تحسين الرعاية الصحية لمرضى الخرف، كما أكد على ضرورة العمل على زيادة الوعي وتصحيح النظرة السلبية للمرض وأهمية تكثيف البحث والابتكار في هذا المجال.

وتضمن الاجتماع مناقشة خطة العمل العالمية بشأن الاستجابة الصحية العامة للخرف، والتي تعتزم جمعية الصحة العالمية بمنظمة الصحة العالمية مناقشتها في عام 2017.

وعرضت الدول المشاركة في الاجتماع تجاربها الأولية مع المرصد الصحي العالمي للخرف بمنظمة الصحة العالمية، وهو برنامج يهدف لجمع البيانات عن المرض من جميع أنحاء العالم، ويدعم تحسين السياسات الوطنية.

وقد قامت دولة قطر بدور مهم للغاية في تأسيس البرنامج، باعتبارها دولة من الدولتين الرائدتين في هذا المجال بالمنطقة.

وجدير بالذكر أن مؤتمر "ويش" قدم الخدمات الاستشارية والموارد التي تدعم مشاركة دولة قطر في المرصد، كما أنه عضو في المنتدى الوطني للجهات المعنية بالخرف.

وخلال مشاركته في الاجتماع، علَّق الرئيس التنفيذي للمؤتمر إجبرت شلنجز، قائلًا: "تؤدي قطر دورًا إقليميًا قياديًا في التعامل مع مرض الخرف، عبر مشاركتها كدولة رائدة في المرصد الصحي العالمي للخرف بمنظمة الصحة العالمية، الذي يهدف إلى فهم الانتشار الحقيقي لهذه الحالة المدمرة بين السكان المحليين، وأثرها على المجتمع ومقدمي الرعاية، والمساعدة في إعداد منظومة للرعاية الصحية يمكنها مواجهة هذا التحدي المتنامي. ورغم أن عدد المصابين بالخرف لا يزال محدودًا على المستوى المحلي، فإن عدد المصابين به عالميًا يزداد كل أربع ثواني، كما أن التكاليف المرتبطة بعلاج هذا المرض غير مستدامة. ولو نظرنا إلى تكاليف رعاية الخرف على أنها تمثل اقتصاد دولة ما، لاحتل المرتبة 18 عالمياً من حيث حجم الاقتصاد. ولهذا السبب يجب على جميع أنظمة الرعاية الصحية أن تكون مبادرة واستباقية، حتى لو كان العبء الحالي للمرض لا يزال منخفضًا جدًا. وقد أبدى مؤتمر ويش اهتماماً كبيراً بمرض الخرف منذ إصداره التقرير الرئيسي عام 2015، ونحن نعتز بدعم الجهات المحلية الرائدة لتكون دائمًا في الصدارة".

وقد شجع الاجتماع الجهود المبذولة على مستوى الوزراء لتحسين الرعاية والخدمات المقدمة لمرضى الخرف بالاعتماد على الخبرات العالمية، كما سمح بتوثيق التعاون على المستوى المحلي والدولي من خلال رفع الوعي حول هذا المرض.

من جهتها، أشارت رئيس قسم أمراض الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية هنادي الحمد، إلى أن "بات مرض الخرف، الذي يؤثر على حياة الأسر، يتطلب توفير خدمات متزايدة في مجال الرعاية الصحية. ونحن نتوقع ارتفاعًا في عدد المصابين بالخرف خلال السنوات المقبلة مع الزيادة المطردة في عدد السكان المسنين. وإنني متفائلة للغاية برؤية الاهتمام الذي يحظى به هذا الموضوع من كبار المسئولين في دولة قطر والهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية. ويمكننا التعاون سويًا في إجراء بحوث فعالة، وتحديد وتوفير سبل رعاية أفضل للتشخيص والعلاج المبكر وتقديم المزيد من الدعم للمرضى وأسرهم".

ويرى مدير إدارة الصحة النفسية والإدمان على المخدرات في منظمة الصحة العالمية شيخار ساكسينا، أن "الخرف يمثل قضية عالمية، ذلك أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعانون من الخرف ينتمون لدول متدنية ومتوسطة الدخل. وهذه هي الدول التي ستشهد ارتفاعاً سريعاً في وتيرة انتشار المرض خلال السنوات القادمة. وإدراكاً لأهمية هذه المسألة، من المرجح أن تناقش جمعية الصحة العالمية التي تضم جميع وزراء الصحة هذه المسألة في مايو (أيار) 2017. وتعتمد الجمعية خطة عمل عالمية للاستجابة الصحية العامة للخرف".

ويلتزم مؤتمر ويش بتسليط الضوء على مشكلة الخرف المتنامية كتحد عالمي في مجال الصحة العامة. ويستفيد تقرير المؤتمر لعام 2015 الصادر بعنوان "دعوة للعمل: الاستجابة العالمية لمعالجة الخرف عبر الابتكار"، من الإجماع العالمي المتزايد على أن الخرف يتطلب حلولًا محلية ودولية. ويقدم المؤتمر الدعم لرواد القطاع الصحي في قطر عبر صياغة السياسات الصحية وتوفير الرعاية.

ولا يُعد الخرف مرضاً محدداً، إنما هو مصطلح شامل يصف التلف الدماغي بسبب أمراض أكثر شيوعاً، ومنها مرض الزهايمر أو سلسلة سكتات دماغية. وتتصف أعراض الخرف بقسوتها وتعددها، حيث تشمل تدهور الذاكرة، ومهارات التفكير، والسلوك، وهي كفيلة بالحد من قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية.

ويشكل الخرف أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والتبعية بين كبار السن في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لا يُمثِل جزءاً طبيعياً من مرحلة الشيخوخة. وللخرف أثر بدني ونفسي واجتماعي واقتصادي على مقدمي الرعاية الصحية والأسر والمجتمع، مما يزيد من تعقيد تطوير خدمات فعالة.

وكان مؤتمر ويش ومؤسسة حمد الطبية قد نظما خلال الشهر الماضي فعالية مجتمعية في مقر مؤسسة قطر تهدف إلى التوعية بمشكلة الخرف العالمية في دولة قطر. وتضمن برنامج الفعالية عرض دراسات لكبار الخبراء في العالم حول مسألة الخرف، وقصص التجارب المباشرة التي رواها مقدمو الرعاية للمرضى المصابين بالخرف. وعرض المتحدثون في الفعالية خبراتهم الشخصية، وقدموا النصائح حول مختلف جوانب رعاية الخرف.

للمزيد من المعلومات بشأن مؤتمر "ويش"، يرجى زيارة موقع www.wish-qatar.org أو حساب تويتر @WISHQatar.         

 

          



أضف تعليق