العدد 5199 بتاريخ 30-11-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


مؤتمر "ويش" يدعو إلى توحيد العمل العالمي بالقطاع الصحي

الدوحة – مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية

تابع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، "ويش"، أعماله لليوم الثاني على التوالي في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، حيث تمحورت الندوات والنقاشات حول أهمية الحلول العابرة للحدود في قضايا الرعاية الصحية.

ودعا المتحدث الرئيسي لمؤتمر "ويش"، والخبير الاقتصادي المرموق، ووزير الخزانة السابق في الإدارة الأميركية لورانس سامرز، في كلمة ألقاها إلى "زيادة التمويل المخصص لمواجهة التحديات العابرة للحدود، مثل تطوير الأدوية واللقاحات لأمراض الفقر، والتحضير المسبق لمواجهة المحن، وإعادة النظر في أولويات السياسات الصحية". وقال إن "20 في المئة فقط من دعم المانحين للقطاع الصحي في الوقت الراهن يعود لصالح هذه الجهود العالمية".

وأضاف: "إذا استثمرت دولة ما في عيادات صحية أفضل، لاستفاد مواطنوها فقط من جميع مزايا الاستثمار. أما إذا استثمرت في سبيل الاستعداد المسبق لمواجهة المحن أو البحث عن لقاحات جديدة أو تطوير تقنيات جديدة لتقديم الخدمات، فسيستفيد العالم بأجمعه. لذلك، من المنطقي أن يكون الاستثمار في الوظائف والسلع العامة العالمية غير كاف من دون تعزيز التعاون الدولي".

وأشار إلى أن "زيادة دعم المانحين للجهود العالمية بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول عام 2030 قد تنقذ حياة الملايين من الموت بسبب الأوبئة والأمراض المرتبطة بالتدخين والسمنة والمشكلات الصحية الأخرى. وستكون الاقتصادات النامية أكثر قدرة على تلبية متطلبات الرعاية الصحية المحلية مع نمو اقتصاداتها الفردية".

وخلص سامرز إلى أن "هذا هو الاختيار الواعي. وكخبير اقتصادي، أعتقد أن من الناحية الأخلاقية، يجب أن تكون خيارات الاستثمار صارمة، نظرًا لأهمية القطاع الصحي. أما من الناحية العملية، وكوزير خزانة سابق، فكنت أخصص للباحثين عن سبل إيجاد المزيد من الموارد للأولويات القائمة أو الجديدة، وقتًا أطول من ذلك المخصص لمن كان يطلب المزيد من الموارد للأولويات الجديدة. ومن الضروري أن نأخذ بآراء المدافعين عن الاستثمار العالمي لأن حياة عشرات الملايين معرضة للخطر".

أما المتحدث الرئيسي لمؤتمر "ويش" والمؤسس المشارك لشركة DeepMind مصطفى سليمان، فقال: "اطلعت على تطبيقات في مجالات مختلفة، إلا أن الرعاية الصحية هي أكثر ما يعاني مع التكنولوجيا، وهي الأقل تطورًا بسبب الفجوة الموجودة في الفرص. وتعد الرقمنة في غاية الأهمية عندما يتعلق الأمر بتقديم رعاية صحية آمنة وعالية الجودة".

وتميزت القمة الثالثة لمؤتمر "ويش"، الذي أطلق عام 2013، بمشاركة عدد قياسي من وزراء الصحة والخبراء العالميين في السياسات الصحية من أكثر من مئة دولة، وبلغ عدد الحضور أكثر من 1400 مشارك، من بينهم ما يقارب 40 ممثلًا على مستوى وزاري.

من ناحيته، علّق رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر "ويش"اللورد دارزي، بالقول: "القمة الثالثة رائعة، بل الأفضل على الإطلاق، إذ قامت نخبة مميزة من كبار الخبراء في العالم والرواد المبدعين بتبادل الحلول للمشكلات الصحية الأكثر صعوبة"، معربًا عن "سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته القمة، حين يغادر المبتكرون العالميون الدوحة وهم على اطلاع واسع بآخر المستجدات في مجال الرعاية الصحية، بعد أن شكلت القمة مصدر إلهامهم وإعجابهم وتقديرهم. نعود إلى أكثر من مئة دولة بعدما تبادلنا الآراء والخبرات مع أصدقاء جدد".

وافتتح اليوم الثاني من مؤتمر "ويش" بندوتين حول الخرف وتقديم الرعاية لمرضى السرطان بأسعار معقولة، شارك فيها أطباء وصانعو السياسات.

وناقش المشاركون في الندوة الأولى داء الخرف الذي يشهد تزايدًا مقلقًا على صعيد العالم.

ووصف شيخار ساكسينا، مدير إدارة الصحة النفسية والإدمان بمنظمة الصحة العالمية، الخرف بالوباء الصامت، لافتًا إلى "تزايد عدد المصابين بالخرف يوميًا، وشهريًا، وسنويًا. وللأسف، لا نولي الخرف اهتمامًا كبيرًا كما ينبغي. ومن الأسباب الرئيسية لزيادة أعداد المصابين بالخرف هو تقدم السكان بالعمر والعيش فترة أطول من السابق. إن الأرقام المرتفعة للمصابين بالخرف واضحة جدًا. ففي كل ثلاث ثوان، تسجل إصابة جديدة، ويتم تسجيل نحو 9،9 مليون حالة جديدة سنويًا على مستوى العالم، والأرقام إلى مزيد من الارتفاع".

أما ندوة تقديم الرعاية لمرضى السرطان بأسعار معقولة، فتمحورت حول صياغة سياسات لرعاية مرضى السرطان تتمتع بكفاءة اقتصادية وتلبي احتياجات مرضى السرطان الحقيقية، بما في ذلك الرعاية المخففة للآلام والأدوية.

وحول ذلك، قال ريتشارد سوليفان، مدير معهد سياسات السرطان في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إن "أسعار أدوية السرطان هي الأغلى عالميًا وترتفع سنويًا بنسبة 10-12 بالمئة، منذ عام 1990. لذلك، نحن بحاجة ماسّة إلى أدوية فعالة يمكن للحكومات أن تتحمل تكاليفها".

من جهته، صرّح السيد إجبرت شِلِنجز، المدير التنفيذي لقمة ويش، قائلاً: "لا يعبّر عدد المشاركين أو حتى عدد صفحات البحوث عن قصة ويش 2016، بل الوقع الإيجابي الذي تحقق نتيجة لتواجدنا في غرفة واحدة معًا. وستغيّر المشاريع الناتجة عن مؤتمر هذا العام حياة الناس، هنا، وفي كل مكان، نحو الأفضل ".

 



أضف تعليق