تحقيق: أخطاء كبرى وراء ضربة جوية فاشلة قادتها أميركا في سوريا في سبتمبر
واشنطن – رويترز
خلص تحقيق للجيش الأميركي إلى أن سلسلة من "الأخطاء البشرية غير المتعمدة" أفضت إلى تنفيذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة لضربة جوية يوم 17 سبتمبر/ أيلول تسببت في مقتل ما لا يقل عن 15 مقاتلا متحالفا مع الحكومة السورية اعتُقد آنذاك أنهم أعضاء في تنظيم داعش.
وأثارت الواقعة التي قالت موسكو إنها أودت بحياة أكثر من 60 جنديا سوريا جدلا وأدت إلى انعقاد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي مع زيارة التوتر بين روسيا الولايات المتحدة.
وقال البريجادير جنرال ريتشارد كو الذي قاد التحقيق للصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) في مؤتمر عبر الهاتف يوم الثلثاء إن الأخطاء الكبرى تراوحت بين عدم التعرف على الأهداف و"التفكير الجماعي" نتيجة مشاكل في تحليل المعلومات والتواصل عبر خط ساخن مع روسيا.
لكن كو دافع أيضا عن أفراد التحالف المشاركين قائلا إنهم "أشخاص جيدون كانوا يحاولون فعل الصواب.
"هؤلاء الأشخاص كثيرا ما يؤدون المهمة بشكل صحيح لكن هذه المرة حدث قصور".
وألقى التحقيق الضوء على العمل الصعب - والخطير - المتعلق بتحديد أهداف للغارات الجوية للتحالف ضد الدولة الإسلامية في أجزاء من العراق وسوريا حيث لا تملك الولايات المتحدة قوات على الأرض أو مرشدين موثوق فيهم بين السكان لضمان صحة معلومات المخابرات.
وقال كو إن التحالف ظن خطأ أن أفرادا من القوات المتحالفة مع الحكومة السورية مقاتلون من داعش لأسباب من بينها أنهم لم يكونوا يرتدون الزي الموحد المعتاد.
وقال كو إن محللا شاهد دبابة تتحرك وكتب في غرفة للدردشة على الإنترنت أن "ما ننظر إليه لا يمكن أن يكون تنظيم داعش".
واستمرت الأخطاء حتى بعد بدء الغارة.
وتواصلت موسكو مرارا عن طريق خط ساخن مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في محاولة لإبلاغه أنه يضرب أهدافا للحكومة السورية وليس داعش.
لكن نقطة الاتصال العسكرية الأميركية المكلفة لم تكن متاحة لمدة 27 دقيقة. وفي هذه المدة وقعت 15 غارة على من اعتقد التحالف أنهم مقاتلو داعش.
وقال كو "هذه بوضوح فرصة ضائعة للتمكن من الحد من أضرار الخطأ" مضيفا أن الغارات كانت ستستمر إذا لم يتصل الروس و يبلغوا معلوماتهم في آخر الأمر.
وشملت الغارات طائرات من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والدنمرك التي أسقطت 34 سلاحا دقيق التوجيه وأطلقت نحو 380 قذيفة عيار 30 ملليمترا.
وحتى قبل بدء الضربة ارتكب التحالف خطأ جسيما إذ اتصل بالروس في البداية لإبلاغهم بأن الطائرات ستكون قرب دير الزور لكنه أعطاهم إحداثيات خاطئة للضربة.
وقال كو "لا ندري بشكل قاطع طبعا لكن ربما لو كنا أبلغنا الروس بالموقع الصحيح لسنحت لهم فرصة تحذيرنا حتى قبل بدء الضربة الأولى."
ومن غير المتوقع اتخاذ أي إجراءات تأديبية ضد المشاركين في الضربة والذين دافع عندهم بيتر كوك المتحدث باسم البنتاجون يوم الثلثاء.
وقال كوك في إفادة صحفية "استنادا إلى التحقيق وكما نتفهم الأمر فلا يوجد تعمد للأذى هنا ... إن هذا هو ما اعتقدوا أنه هدف ملائم".