الرئيس الفلسطيني يرجئ خطابه في المؤتمر العام لحركة فتح
رام الله (الضفة الغربية) – رويترز
أرجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه الذي كان من المقرر أن يلقيه في الجلسة المسائية للمؤتمر العام السابع لحركة فتح إلى اليوم الأربعاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) حتى يعطي المتحدثين من الوفود الدولية فرصة المشاركة في المؤتمر وإلقاء كلماتهم.
وافتتح عباس أمس الثلثاء أول مؤتمر للحركة منذ سبع سنوات حيث تجمع نحو 1300 عضو لانتخاب قادة جدد ومناقشة السياسات في المدى البعيد بما في ذلك المواجهة مع إسرائيل.
ويأتي الاجتماع في وقت يمثل تحديا لعباس بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وهو حدث يراه كثير من الإسرائيليين دعما لسياسة البناء الاستيطاني الإسرائيلية على الأراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون أن تكون جزءا من دولتهم.
وقال عباس في افتتاح المؤتمر "أيها الأخوات والإخوة ها أنتم اليوم وفي هذه اللحظات التاريخية تعيشون كتابة الحاضر انطلاقا من نور الماضي الذي كتبه القادة المؤسسون الشهداء الذين قضوا نحبهم على طريق الحرية والاستقلال".
وكان يفترض أن يعقد المؤتمر قبل نحو عامين لكن الانقسامات السياسية سواء داخل فتح أو بين الحركة ومنافستها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أدت إلى تأجيله مرارا قبل أن يحدد عباس الموعد قبل شهرين فقط.
ومنذ ذلك الحين كافح عباس لتهميش المعارضة خاصة من جانب محمد دحلان وهو مسؤول أمني سابق ومسؤول سابق في فتح يقيم حاليا في منفاه الاختياري في منطقة الخليج وأصبح ناقدا لاذعا لعباس.
ومازال دحلان يتمتع ببعض الدعم داخل فتح رغم فصله من الحركة.
ومن المقرر أن ينتخب المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام وجوها جديدة لعضوية اللجنة المركزية للحركة التي تضم 21 عضوا -وهي الهيئة العليا لاتخاذ القرار بالحركة- وأعضاء جددا للمجلس الثوري الذي يضم 80 عضوا.
ومع استبعاد دحلان من المتوقع أن يصوت الحضور وأغلبهم من الذكور كبار السن لصالح الموالين لعباس لضمان أن تحظى مواقف الرئيس البالغ من العمر 81 عاما بالدعم رغم تزايد الانتقادات سرا.
ولدى دخول عباس -وكنيته أبو مازن- إلى المؤتمر المنعقد في مجمع المقاطعة الرئاسي في رام الله وقف جميع الأعضاء للتصفيق والترحيب به.
وهتف البعض في القاعة "يا عباس سير سير وإحنا معاك حتى التحرير".
ولوح عباس الأشيب الرأس للحشد وهو منحن بعض الشيء حيث كان قد تلقى علاجا في الأسابيع الماضية وشق طريقه إلى مقعد يشبه العرش في الصف الأمامي في مواجهة شيخ يتلو آيات من القرآن قبل الافتتاح.
وبعد أن ألقى كلمة قصيرة رشح عباس للانتخاب مرة أخرى لرئاسة فتح وتمت الموافقة على ترشيحه.
ويقول منتقدو عباس الذي يتولى السلطة منذ 11 عاما إنه كان يتعين عليه منذ فترة طويلة أن يرشح خليفة له. كما يطالبون بانتخابات عامة جديدة. كان عباس انتخب لفترة رئاسة مدتها أربع سنوات في عام 2005 وكانت أحدث انتخابات تشريعية أجريت في عام 2006.
ومن المتوقع تغيير نحو ثلث أعضاء اللجنة المركزية خلال المؤتمر وهو ما سيضخ دماء جديدة للحركة لكن ستظل أغلب الوجوه موجودة وسيظل عباس رئيسا لفتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد المؤتمر ستجتمع اللجنة المركزية الجديدة وينتخب أعضاؤها نائبا لعباس داخل الحركة. ويقول بعض المراقبين إنه خلال الأشهر المقبلة قد يتأكد كذلك تعيين هذا الشخص نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وإذا حدث ذلك يقول مسؤولون فلسطينيون فإنه قد يكون تأكيدا للمرشح كخليفة لعباس.