قادة "ويش" 2016 يشددون على أهمية التعاون في مجال الرعاية الصحية
الدوحة - مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"
شدد قادة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" 2016، أمس الإثنين (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) على أهمية التعاون والعمل معاً لمواجهة التحديات الصحية الملحة عالمياً
وناقش كبار خبراء الرعاية الصحية في مؤتمر صحافي، عُقد يوم (الإثنين)، تفاني مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" في تبني ونشر أفضل الأفكار والحلول التي تستند إلى الأدلة في قطر والمنطقة والعالم.
وتكشف قمة "ويش" الثالثة، على مدى يومين، النقاب عن بحوث علمية جديدة في العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك سياسات "ويش" في الشئون الصحية، بشأن سلامة المرضى، والخرف، وتقديم الرعاية لمرضى السرطان بأسعار معقولة، والاستفادة من التعاون الدولي.
وألقى رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر "ويش" اللورد دارزي، كلمة خلال المؤتمر الصحافي، قال فيها: "تواجه الأنظمة الصحية تحديات هائلة. إذ لم تكن الحاجة إلى الابتكار وإيجاد فرص العمل كبيرة إلى هذه الدرجة في السابق، لذلك يعمل "ويش" على جلب العالم إلى دولة قطر، للاطلاع على دورها كوسيط للإبداع والريادة في مجال الصحة. ويشارك الآلاف من كبار خبراء الصحة العالميين في مؤتمر هذه السنة، الذي من المفترض أن يكون هاماً وتاريخياً. أتطلع الى افتتاح القمة صباح الغد واستقبال ضيوفنا من جميع أنحاء العالم".
وبالإضافة إلى الندوة بشأن سياسات "ويش"، ستعرض المنتديات البحثية في "ويش"تقارير بشأن الرعاية المسئولة، والتوحد، والتصورات السلوكية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلم الجينوم في منطقة الخليج العربي والأخلاقيات الإسلامية، وتمتع الشعوب بصحة جيدة، والاستثمار في الصحة والطب الدقيق.
من جهتها، لفتت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مريم علي عبدالملك، إلى أن "مؤتمر "ويش" يمثل عنصراً أساسياً في التطوير المستمر لقطاع الرعاية الصحية في قطر، ومنصة عالمية ناجحة تسمح لخبراء الرعاية الصحية بتبادل المعرفة، مما يُعد ضرورة حيوية في إطار جهودنا الرامية لدمج الرعاية الصحية بفاعلية على النطاق المحلي. لقد شهدنا أمثلة على الابتكار في مجال الرعاية الصحية، ومنها العيادة الذكية التي فتحت أبوابها في مركز الوكرة الصحي. وتشد الابتكارات الأنظار إلى اعتماد مقاربة "أفضل الممارسات" كدليل على برامج الرعاية المتكاملة الناجحة. وشهدنا أيضاً تحسناً مستمراً في دورة الرعاية الصحية الشاملة في قطر، وإدخال برامج جديدة ونماذج رعاية صحية، بهدف التأكد من تمحور جميع الأفكار والمواضيع حول المريض، وتسهيل الحصول على أفضل خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة".
وأُطلق "ويش" عام 2013 بهدف خلق ملتقى جامعاً للآلاف من كبار المبتكرين وصانعي السياسات والباحثين، ليتمكنوا من تبادل الأفكار والعمل معاً على تطبيق أفضل الممارسات التي تعود بالفائدة على السكان المحليين والعالميين. وفي السنوات التالية، برز "ويش" كمنصة للعمل على الصعيد العالمي.
وفي 2016، أبرم "ويش" اتفاقية شراكة مع برنامج الصحة النفسية التابع لمركز "كارتر"، بهدف تطبيق برنامج زمالة "روزالين كارتر" لصحافة الصحة النفسية في قطر، وتدريب الصحافيين على الكتابة الدقيقة والمحترفة للتقارير الصحافية المتعلقة بالصحة النفسية في مجتمعاتهم. وفي سبتمبر/ أيلول، تلقى أربعة صحافيين محليين التدريب في المركز.
وفي يونيو/ حزيران 2016، شارك "ويش" في منتدى خاص عن السياسات الصحية العالمية، نظمته مجلة "هيلث أفيرز"، مجلة السياسات الصحية الرائدة في الولايات المتحدة، في العاصمة الأميركية واشنطن. ومنذ عام 2014، نشرت المجلة 20 مقالاً مبنياً على تقارير منتدى "ويش".
وبدورها، شددت رئيس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر بثينة النعيمي، على "تأثير "ويش" المباشر، منذ تأسيسه عام 2013، في إيجاد حلول ملموسة تدعم سياسات الرعاية الصحية، والبحوث، والتسليم، وتقديم توصيات، وتوفير الدعم اللازم لإيجاد حلول لتحديات الرعاية الصحية الملحة على الصعيدين المحلي والعالمي. وهو جزء لا يتجزأ من بيئة البحث والابتكار الديناميكية المدعومة من مؤسسة قطر. ويلتزم "ويش"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر في الرعاية الصحية الأولية، بتقديم الدعم اللازم لجعل قطر مركزًا رائدًا عالميًا للتميز والابتكار في مجال الرعاية الصحية.
ويسلط "ويش" سنوياً الضوء على الابتكارات في مجال الرعاية الصحية، من خلال مسابقة المبتكرين الشباب وبرامج المبتكرين الشباب والقادة اليافعين، التي توفر منبراً خاصاً بقادة المستقبل الواعدين في مجال الرعاية الصحية. وتتضمن ابتكاراتهم أجهزة، وتطبيقات محمولة، ونماذج مبتكرة لتقديم الرعاية الصحية، وحلول تصميمية من شأنها تحسين جودة الرعاية وتجربة المريض، مع الحد من التكلفة في الوقت نفسه.
وتوفر عروض الابتكارات في "ويش" 2016 فرصة لأصحاب المشاريع لعرض ابتكاراتهم في مجال الرعاية الصحية، وتمكين المشاركين في المؤتمر من التعامل مع أفكار من شأنها تغيير الرعاية الصحية.
أما مدير مركز ديوك-مارجوليس لسياسات الصحة وأستاذ روبرت مارجوليس في الأعمال والطب والسياسات في جامعة ديوك، ورئيس جلسة "ويش" النقاشية بشأن الرعاية المسئولة مارك ماكليلان، ، فقال: "جمع "ويش" صانعي القرار وقادة الرعاية الصحية، من مختلف أنحاء العالم، الذين يواجهون مشكلات مماثلة في مجال الرعاية الصحية. وتتمثل المشكلة المشتركة الأساسية في كيفية استخدام الأموال، وصياغة السياسات الحكومية، لدعم طرق مبتكرة في تحسين الرعاية الصحية وتجنب التكاليف غير الضرورية، وهذا ما تهدف جلسة "ويش" النقاشية حول الرعاية المسؤولة إليه. وقد مكَن "ويش" عدة دول من تبادل الخبرات وتعلم كيفية النجاح، ومنها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والهند، والتطبيقات المحلية في قطر".
من جهته، صرّح المدير التنفيذي لقمة "ويش" إجبرت شِلِنجز، بالقول: "تأسس "ويش" منذ ثلاث سنوات كجزء أساسي من جدول أعمال القيادة الصحية العالمية، وليخدم مباشرة نظام الرعاية الصحية في قطر. وعبر مشاركة ممثلين من أكثر 109 دولة في المؤتمر، غالبيتهم وفود وزارية، والأثر الملموس الذي خلفه في مجال السياسات الصحية المحلية، فقد حقق مؤتمر "ويش" مهمته. ومن المؤكد أن لا مثيل لـ"ويش" في أي مكان في العالم لجهة عمق البحوث ونطاق التأثير.
وبالإضافة إلى القمة السنوية، يمتلك "ويش" العديد من المشروعات، بما في ذلك "الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحية"، وهو يقيّم كيفية تبني أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم الابتكارات الجديدة ونشرها بنجاح، بهدف إلهام دول أخرى لاعتماد أفضل الأساليب والأفكار. كما أنه يدرس السلوكيات الثقافية التي تؤثر على انتشار الأفكار الجديدة، مثل طريقة تعامل كل دولة مع المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والجمهور، ويسلط الضوء على نواح محددة تمكنت فيها الدول المعنية من تحقيق الشروط المطلوبة.
ومن مبادرات "ويش" أيضاً، مبادرة "النظم التعليمية والطرق المتبعة في إعداد وتداول التقارير الطبية"، التي أُسست بالشراكة مع إمبريال كوليدج في لندن. وهي عبارة عن شبكة تعاون تضم رواد الرعاية الصحية ومنظمات تعنى بتحسين خدمات الرعاية الصحية عبر استخدام فعال للموارد المتاحة، وتجمع بين أفضل الأفكار، ونماذج الرعاية واستراتيجيات التحسين المستمر، وتيسير التواصل بين قادة الرعاية الصحية الذين يتشاركون نفس الأهداف والتحديات.