"رسالة مواطن"... برأيكم من هو الموظف الإداري الذي يشكل خطراً على موارد الشركة ويهدد بإفلاسها؟
تحدث رئيس تحرير "الوسط" منصور الجمري عن تجربته في عالم الإدارة وفي بداية حياته الهندسة، حينما عمل مهندساً ميكانيكياً، إلى أنه تحول إلى الإعلام وأن الشركة التي عمل فيها أصرت عليه بدراسة الإدارة للنجاح، وأنه يقول إن أي شخص يعمل طبيباً أو مهندساً لابد من أن يدرس الإدارة، بدليل أن وكالة الفضاء "ناسا" على رغم شهرتها في عالم الفضاء وضخامة هياكلها الإدارية والهندسية إلا أنها طرحت مكافأة لمن يقدم لها طريقة تمكّن روّاد الفضاء من قضاء حاجتهم بينما هم يرتدون بزّاتهم الفضائيّة لوقتٍ طويل... قد تصل في بعض الرحلات المستقبلية إلى ستّة أيّامٍ بشكلٍ متواصل، بدلاً من الحلّ القديم حيث يقضي باستخدام حفاظات، وهذا ليس عيباً في عالم الإدارة.
لنأخذ مثالاً آخر، فغالباً ما نسمع أن الحَكَم الفلاني تسبب في خسارة أحد المنتخبات والسبب انحيازه للفريق باحتسابه ضربة جزاء قاتلة! بينما السبب الرئيسي هو أصلاً فشله في إدارته للمباراة الرياضية كلها.
قديماً كانت الشركات والمؤسسات تدار من دون مدير إداري متخصص، ولا هيكل إداري ولا توجد وظيفة له أصلاً؛ بل هم الشركاء ضمان سير عمل المؤسسة والربح البسيط، أي على البركة في زمن "الربعة والرطل" أو زمن الشركة التي تدار من قبل رئيسين وأكثر لكنهم لا يحسنون صنعاً، وهمهم تقاسم الأرباح فيما بينهم، وزمن السفر للهند لجلب البضاعة "الحنة وشامبو الأحمر" أو جلب أحذية كلهم فردة يسار أو احتراق مصنع الكبريت "شركة بن عاقول" مثالاً إلى أن تقع الشركة أو المؤسسة في مستنقع الديون والسبب هو غياب "المدير الإداري" المحنك وأقصد به المدير الإداري الذي يدير الشركة بإدارة عصرية، وعقل منفتح، وعين على مستقبل المؤسسة.
لكن إلى اليوم مع التطور الكبير المتسارع والنمو في هياكل المؤسسات الإدارية، وسياسة الباب المفتوح والأخذ بنظام الجودة العالمي، وتعيين أكثر من مدير في وظيفة إداري إلا أن الشركات والمؤسسات لاتزال تتعثر وتتخبط كما يقال "أب أند دوان" وبعضها أفلست وسقطت في مستنقعات الفساد أو الخلافات والديون المتراكمة! إذاً ما السبب الذي يجعل الشركاء يقفون أمام القاضي لتصفية شركتهم أو ربما لحبسهم؟ السبب هو ونعود ونكرر غياب المدير الإداري.
يقول الجمري إن السبب أحياناً يكون رأس الهرم وهو المدير الإداري بتركيزه على الأرباح دون الإنسان، إذاً نختم حديثنا في عالم الإدارة وهو أن الخطر والأخطر على الإدارة ومصير الشركة هو قد يكون فشل فكرة المشروع أصلاً، أو عدم وجود رأس المال، أو قد يكون رأس الهرم وهو "المدير الإداري" المتعجرف سلوكياً، وصعب المراس الذي يمكن أن يرفع أرباح الشركة ويشتري أسهم شركات ومؤسسات وتوسيع شركاته في أعمال إنشائية خارج بلده، ويمكن أن يغلق شركته في غضون شهر أو يكون مطارداً من قبل "الإنتربول" والشركاء ومطارق القضاة تطرق رأسه كل يوم في محاكم بلده!
مهدي خليل