الغريفي: المسلمون يمرون بمرحلة صعبة... وهم في حاجة شديدة إلى المراجعة والمحاسبة
القفول - محرر الشئون المحلية
قال عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، في كلمة ألقاها مساء الخميس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول: «إن المسلمين في هذه المرحلةِ الصَّعبة، وحيث يواجهون أقسى التَّحدِّياتِ هم في حاجة شديدة إلى المراجعة، والمحاسبة».
وتحت عنوان «حاسِبُوا أنفسَكُمْ»، قال الغريفي: في الكلمةِ عن النَّبيّ (ص) قال: «حاسِبُوا أنفسَكُمْ قَبَلَ أنْ تُحاسَبُوا، ...». محاسبةُ النَّفسِ، أو بتعبيرِ عَصْرِنَا: «نقدُ الذَّاتِ» هو عنوانٌ له أهمِّيتُهُ، وخُطُورَتُهُ في كلِّ المجالاتِ الدِّينيَّةِ، والثَّقافيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والسِّياسيَّةِ. وهل كلُّ المآزقِ في الماضي والحاضرِ إلَّا نتيجةُ غيابِ «مبدأ المحاسبةِ»، وبسببِ غيابِ هذا المبدأِ تَنْفَلتُ «نوازعُ الشَّرِ» في داخلِ الإِنْسَانِ، فيتحوَّل إلى «وُجُود مُدَمّر»، فما لم تُلْجَمْ وتُهذَّبْ تلك النَّوازعُ من خلال «محاسبةٍ صادقةٍ»، و»نقدٍ جادٍّ» تُصبح مجتمعاتُ الإنسانِ حواضنَ فَسَادٍ، وعَبَثٍ، وظلمٍ، وطَيْش».
وأضاف «ما صدر عن النَّبيِّ (ص) حينما قال: «حاسِبُوا أنفسَكُمْ، ...» أوَّلًا: هو خطابٌ لكلِّ فردٍ، مطلوبٌ من أيِّ فردٍ في أيِّ موقعٍ أنْ يحاسب نفسَهُ، وأنْ يمارس نقدًا ومراجعةً لكلِّ أوضاعه بشكل دائمٍ ومستمرٍّ. ولا شَكَّ كلَّما يكونُ الموقعُ أكبرَ وأخطرَ تكونُ المحاسبةُ والمراجعةُ أكثرَ ضرورةً، وأشدَّ خطورةً. فالمساحةُ كبيرةٌ جدًّا بين (الفردِ العادي جدًّا) والفردِ الذي يكون في مواقع الوجاهةِ، والصَّدارةِ، والقيادةِ الدِّينيَّةِ، والثَّقافيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والسِّياسيَّةِ. حينما لا يحاسبُ نفسَهُ كنَّاسٌ، أو عاملٌ، أو فلاحٌ، أو بقَّالٌ يكون لذلك أثره على المجتمع، ويُحدثُ بعضَ الشَّرِّ، والفساد. وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ وجيهٌ، أو غنيٌّ، أو صاحبُ موقع، أو مسئولٌ يكون الأثر - لا شكُّ - أكبر، ويحدثُ من الشَّرِّ، والفساد ما هو أشدُّ. وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ مُعلِّمٌ، أو مُرَبٍّ، أو مثقَّفٌ، أو مفكِّرٌ، فالأثر يتضاعف، والخطر يكبُر. وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ عالمُ دينٍ وفقهٍ، فالكارثة كبيرةٌ وكبيرةٌ جدًّا».
وذكر الغريفي «في الكلمةِ عن أمير المؤمنين (ع): «مَنْ نَصَبَ نفسَهُ للنَّاسِ إمامًا، فعليه أنْ يبدأَ بتعليم نفسِهِ قبْل تعليمِ غيرِهِ، وليكنْ تأديبُهُ بسيرتِهِ قَبلَ تأديبهِ بلسانِهِ، ومُعلِّمُ نفسِهِ ومؤدِّبها أحقُّ بالإجلالِ مِن مُعَلِّمِ النَّاسِ، ومؤدِّبِهم». وفي كلمةٍ أخرى له (ع): قَصَم ظهري: عالم متهتِّك، وجاهلٌ متنسِّكٌ، فالجاهلُ يَغشُّ النَّاسَ بتنسُّكِهِ، والعالمُ ينفِّرهم بتهتُّكِهِ».
وفي الحديثِ عن النَّبيِّ (ص): «يَطَّلعُ قومٌ مِن أهلِ الجنَّةِ على قومٍ مِن أهلِ النَّارِ، فيقولون: ما أدخلكم النَّار، وقد دخلنا الجنَّةَ لفضلِ تأديبِكُمْ وتعليمكم؟، فيقولون: إنَّا كُنَّا نأمرُ بالخيرِ ولا نفعلُهُ»، وحينما لا يحاسب الحاكمُ نفسَهُ، فالهلاك كلُّ الهلاك لأمَّتِهِ، وشعبِهِ، وبقدر ما يرتقي الوُلاةُ في عدلِهم، وإنصافِهم، ونزاهتِهم، ونظافتهم، وتواضعهم يعمُّ الخيرُ، والرَّفاهية، والازدهار، وينتشر الأمنُ والأمانُ في الأوطان، وتسود المحبَّة، والتَّآلف، والتَّسامح بين النَّاس. أمَّا إذا غاب العدلُ، والإنصاف، وماتت النَّزاهة والنَّظافةُ، واستعلى الوُلاة، وبطشوا وتجبَّروا، فالويلُ كلُّ الويل للرَّعايا، والشُّعوب. جاء في كتاب أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر (رحمه الله) حينما ولَّاه على مصر: «...، واشْعِرْ قلبَكَ الرَّحمةَ للرَّعيةِ، والمحبَّةَ لهم، واللُّطْفَ بهم، ولا تكونَنَّ سَبُعًا ضَارِيًا تَغْتَنِمُ أكلَهُمْ، فإنَّهم صِنْفَانِ: إمَّا أخٌ لك في الدِّينِ، وإمَّا نَظِيرٌ لكَ في الخلْقِ، ...».
نلاحظ – هنا - أنَّ أمير المؤمنين (ع) لم يُفرِّق في مسئوليَّة الحاكم تجاه رعيَّتِهِ بين المسلمين وغير المسلمين ما داموا جميعًا رعيَّة وأبناء وطنٍ، فالحقوق متساوية، كما أنَّ المسئوليَّات كذلك متساوية. فلا تمايز بين مواطن ومواطن، وإنَّ الأوطانَ التي لا تعرف (التَّمييز) أوطان تَهْنَأُ بالاستقرار والازدهار، وتنعم بالمحبَّة، والإخاء، والصَّفاء. ثمَّ يُوجِّهُ أميرُ المؤمنين (ع) وَالِيْه على مصر مالكًا الأشترَ إلى أنْ يتوافر على درجة عاليةٍ من العفو، والتَّسامح مع رعيتهِ حينما يخطأون، أو يصدر منهم الزَّلل، «فأعطِهمْ مِن عفوكَ وصفحِكَ مِثْلَ الذي تُحبُّ وترضى أنْ يُعطيكَ اللهُ من عفوِهِ وصَفْحِهِ، فإنَّك فوقَهُمْ، ووالي الأمر عليك فوقَكَ، واللهُ فوقَ مَنْ وَلَّاكَ».
ثانيًا: فكما الأفراد مطالبون بأنْ يُحاسِبُوا أنفسَهُمْ، فهناك عناوينُ أخرى مطالبة أنْ تُحاسب نفسها: الأمَّة مطالبةٌ بأنْ تُحاسِبَ نَفْسَها، الشُّعوب مطالبةٌ بأنْ تُحاسِبَ نَفْسَها، الأنظمةُ الحاكمةُ مطالبةٌ بأنْ تُحاسِبَ نَفْسَها، المؤسَّساتُ مطالبةٌ بأنْ تُحاسِبَ نَفْسَها، الانتماءاتُ مطالبةٌ بأنْ تُحاسِبَ نَفْسَها».
وواصل الغريفي حديثه «أحاول أنْ أعالج هذه العناوين بشكلٍ عاجلٍ، فإنَّ مساحاتِ المحاسبةِ والمراجعةِ الذَّاتية واسعةٌ وخطيرة جدًّا. العنوان الأوَّل: الأمَّةُ مطالبةٌ بأنْ تُحاسبَ نَفْسَها، الخطاباتُ في الكتابِ والسُّنَّةِ على نحوين: الأول هو خطاباتٌ موجَّهةٌ إلى الأفراد، ويتمُّ امتثالها بشكل فرديٍّ، «وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ...» (البقرة: 43)، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ...» (البقرة: 183)، «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ...» (النُّور: 31).
والثاني خطاباتٌ عامَّة لا يمكن امتثالها إلَّا بشكلٍ مشترك، «... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ...» (المائدة: 2)، «... وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ...» (الأنفال: 46)، «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ» (الأنبياء: 92)، إنَّ عناوينَ «التَّعاون»، و»التَّآلف»، و»التَّقارب»، و»التَّوحُّد» عناوين لا يمكن امتثالها إلَّا بشكلٍ مشترك، لذلك فمسئوليَّةُ «المحاسبةِ، والمراجعةِ» هنا مسئوليَّة مشتركة؛ كون الامتثالِ لا يتمُّ إلَّا إذا تلاقت الإراداتُ، وتوحَّدتْ القُدُرات، وتآزرتْ الطَّاقات، وتعاونت الإمكانات».
وبين الغريفي أنه «في سياق المراجعةِ، والمحاسبةِ، والنَّقد الذَّاتي - هنا - المطلوب أنْ نطرح على أنفسنا كأمَّةٍ تنتمي إلى الإسلام هذه الأسئلة: هل لخطابات «الوحدة» مصداقيَّةٌ في واقع المسلمين اليوم؟، هل تعيش أمَّتُنا الإسلاميَّةُ تعاونًا على البِرِّ والتَّقوى؟، وهل هي مجانبةٌ للتَّعاونِ على الإثم والعُدوانِ؟، هل تتجسَّد قِيمُ التَّراحمِ، والتَّسامحِ، والمحبَّةِ في حياة أمَّتِنا؟، هل استطعنا كمسلمين، أو كعرب أنْ ننتَصِرَ على كلِّ أشكالِ الخلافِ، والصَّراعِ، والتَّشتُّتِ؟، هل استطعنا أنْ نتعالى على خطاباتِ الكراهية، والفِتن، والعداوات؟، هل نملك كمسلمين ثقلًا عالميًّا يُحسب له حسابٌ في المعادلات الدُّوليَّة؟، أقول بكلِّ مرارةٍ، وألمٍ، وأسفٍ: إنَّنا أصبحنا كما توقَّعَ لنا النَّبيُّ الأعظمُ (ص) حينما قال: «يُوشك أنْ تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأَكَلةُ على قصعتِها، قالوا: أَمِن قلَّةٍ فينا يومئذٍ يا رسول الله؟، قال (ص): لا، ولكنَّكم غثاء كغثاء السَّيل، يجعل الوهنُ في قلوبكم، وينزع من قلوب أعدائكم من حبِّكم الدُّنيا ...».
وذكر الغريفي أن «المسلمين في هذه المرحلةِ الصَّعبة، وحيث يواجهون أقسى التَّحدِّياتِ هم في حاجة شديدة إلى «المراجعة، والمحاسبة» كما أمر النَّبيُّ (ص)، حيث قال: «حاسبوا أنفسكم، ...» وإلَّا فسيبقى المسلمون مأسورين لكلِّ الأوضاع السَّيِّئة، والتَّحدِّيات الكبيرة».
وفي العنوان الثَّاني المتعلق بأن الشُّعوبُ مطالبةٌ بأنْ تحاسِبَ نفسها، قال الغريفي: «هنا ننتقل إلى دائرة أضيق من الدَّائرة السَّابقة، فالعنوان الأوَّل تحدَّثَ عن مسئوليَّة المسلمين كأمَّةٍ كبيرة تنتظم شعوبًا، وامتدادات واسعة، وفي العنوان الثَّاني يكون الحديث عن مسئوليَّة شعوب تعيش في دائرة أوطانٍ وبلدان، ولا أتحدَّث - هنا - عن شعبٍ معيَّن، وإنَّما الحديث عن مطلق الشُّعوب. إنَّنا كشعبٍ في هذا الوطنِ، أو في ذاك الوطنِ مطالَب أنْ يحاسب نفسَه. أنا لا أتحدَّث عن محاسبة أوضاع الوطن، فتلك مسألة أخرى، لها حديث آخر. الحديث عن مسئوليَّة الشَّعب في محاسبة نفسِه فيما يجب عليه تجاه وطنِهِ، وتجاه أمَّته الكبرى، وفيما يجب عليه من مسئوليَّات في المطالبةِ بحقوقِهِ العادلةِ، وفيما هي خياراتُه المشروعة. ربَّما لا يمارس الشَّعب مسئوليَّته تجاه وطنه، وتجاه أمَّته الكبرى. وربَّما يتخلَّى عن واجبه في المطالبة بحقوقه العادلة. وربَّما يخطِئ في تشخيص هذه الحقوق. وربَّما ترتبك لديه الخيارات، ويخطئ في الممارسات. هكذا تكون الضَّرورة إلى «المراجعةِ، والمحاسبة» بشرط أنْ تكون هذه «المراجعة، والمحاسبة» قائمة على أسسٍ علميَّةٍ، وسلميَّة، وموضوعيَّة قد يقال: أنْ يمارس الشَّعب نقدًا ذاتيًّا لنفسِهِ أمر في غاية الصُّعوبةِ، والتَّعقيد. من السَّهل أنْ يحاسب الفرد نفسه، فسلوكيَّاته هو الذّي يتحكَّم فيها، فمعالجتُها ومحاسبتُها، وتقويمُها بيدِهِ، وضمن قدراتِه وإمكاناتِه. أمَّا أنْ يتصدَّى الشَّعب، وهو مكوِّنات متعدِّدةٌ، وانتماءاتٌ، وطوائفُ، ومذاهبُ، وهو قناعاتٌ وإراداتٌ ومستوياتٌ متباينةٌ، فأمرٌ عسيرٌ جدًّا، وبعيدٌ كلّ البعد عن الواقعيَّة. هذا الكلام في غاية الوجاهة والموضوعيَّة إلَّا أنَّ الشَّعب - أيَّ شعب - تعبِّر عنه في الغالب قوى دينيَّةٌ، وقوى اجتماعيَّةٌ، وقوى سياسيَّةٌ، وقوى ثقافيَّةٌ بشرط أنْ يكون الشَّعب معترِفًا بهذه القوى، كونها تمثِّل همومَهُ، وقضاياهُ، وإرادتَهُ. إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ أيَّ مراجعةٍ ومحاسبةٍ تمارسها هذه القوى تمثِّل مراجعةً ومحاسبة للشَّعب بكامله، أو لبعض مكوِّناته. كما أنَّ للشُّعوب أدواتها في ممارسة المراجعةِ والمحاسبة، ويجب أنْ تكون هذه الأدوات مشروعةً، ورشيدةً، وحكيمةً، وموضوعيَّة. قد يقال: إنَّ رؤى الشُّعوب وقناعاتها في المراجعة والمحاسبة ربَّما تختلف وتتباين، نتيجة الاختلاف والتَّباينِ في الأهداف، أو في الوسائل. هذا كلام صحيح، إلَّا أنَّ هذه الاختلافات والتَّباينات بين أفراد هذا الشَّعب، أو ذاك الشَّعب لن تكون كبيرةً ما دامت «ضرورات أيّ شعب» واضحةً كلَّ الوضوح، هذه الضَّرورات المتمثِّلة في العدالة، والكرامة، والحرِّيَّة، والأمان، والإصلاح، والاستقرار، والعيش المريح، والوحدة، والتَّآلف، والتَّسامح، والمحبَّة. هذه ضرورات كلِّ شعب، وكلِّ وطنٍ، ولن تجد حولها جدلًا وخلافًا بين طوائف ومذاهب ومكوِّنات.
أمَّا الوسائل التي يعتمدها هذا الشَّعب، أو ذاك الشَّعب؛ من أجل الوصول إلى تلك الضَّرورات، فهنا ربَّما تبرز خلافاتٌ حادَّة، وربَّما تتعقَّد المراجعةُ، والمحاسبةُ إلَّا أنَّ وجود ثوابت يجب أنْ تحكم الوسائل والأدوات التي يعتمدها أيُّ شعبٍ في المطالبة بحقوقِهِ ممَّا يخفِّف من حدَّة الخلافات، والتَّعقيدات».
وشدد الغريفي على أن «من أهم الثَّوابت التي يجب أنْ تعتمدها الشُّعوب وهي تمارس حقَّها في المطالبة بالحقوق «مشروعيَّة الوسائل والأدوات». فلا يجوز اعتماد العنف، والتَّطرُّف، والإرهاب. ولا يجوز ممارسة الفساد، والإفساد، والعبث بمقدَّرات الشُّعوب، والأوطان. ولا يجوز إنتاج الكراهيات، والعصبيَّات والخلافات، والصِّراعات، والعداوات. ولا يجوز التَّفريط إطلاقًا في ضروراتِ الشُّعوب. إلى هنا انتهى الحديث عن المحاسبة، والمراجعة بالنِّسبة إلى الأفراد، والأمَّة، والشُّعوب، وبقيت عناوين أخرى، نعرض لها إنْ شاء الله تعالى في لقاء قادم».