ورشة "العنف الأسري في دول الخليج" تدعو إلى تكاتف الجهود لمعالجة مسببات العنف
المنامة - بنا
دعت الورشة التدريبية حول "العنف الأسري في دول مجلس التعاون الخليجي - الأسباب والآثار السلبية"، التي اختتمت أعمالها في المنامة، اليوم (الخميس)، إلى تكاتف كل الجهود لمعالجة أسباب العنف الأسري بدول المجلس من كل جوانبه وأشكاله وأنواعه، وخاصة العنف الذي يحدث داخل الأسرة والمدرسة، كما دعت الورشة إلى نشر التوعوية العامة بالتأثيرات المضرة بالعنف على مستقبل الأسرة وبالتالي على مستقبل الأسرة الخليجية بشكل عام.
وطالبت الورشة بحماية الأطفال من التحرشات الجنسية وذلك بوضع الخطط الإرشادية والإعلامية والتربوية والاستفادة من تجارب الدول الأخرى بتوعوية الأطفال وأسرهم وذلك للاستفادة من كل أنواع الفنون الإبداعية لترسيخ الوقفة الصلبة ضد هذه الأفعال المشينة والتي تترك آثارها المدمرة على مستقبل الأطفال.
وشارك في أعمال الورشة التدريبية للاجتماعيين بدول مجلس التعاون الخليجي ممثلون من وزارة الداخلية من إدارة الإرشاد الأسري، ووزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للمرأة، والمؤسسة الخيرية الملكية، وشركة الخليج للبتروكيمياويات، بالإضافة إلى ممثلي دول الخليج العربية الشقيقة.
وأشارت الخبيرة الاستشارية الكويتية وداد العيسى في حديثها حول العنف ضد المرأة إلى المراحل النفسية التي تمر بها المرأة التي تتعرض للعنف وهي أربع مراحل الأولى الإنكار وعدم التصديق، والثانية الإحساس بالذنب، والثالثة الاستنارة ووضوح الرؤية، والأخيرة هي مرحلة اتخاذ القرار، حيث لفت إلى ثلاث مراحل ذات أهمية كبيرة لدى المرأة المُعّنفة والتي تتمثل في "مرحلة المعالجة الإنمائية، ومرحلة المعالجة الوقائية، والثالثة مرحلة المعالجة الإرشادية".
وقدمت العيسى شرحاً مفصلاً حول أهمية كل مرحلة وتأثيراتها، وفي هذا المنحى قدمت تمريناً جماعياً للمشاركين في الورشة حول الخطة الإنمائية التي تساعد على التصدي للعنف ضد المرأة.
وتحدثت العيسى عن الإساءة للطفل سواء بالعنف الجسدي داخل الأسرة أو التحرش الجنسي، وذكرت أن مفهوم إساءة معاملة الطفل هو الضرر البدني أو العقلي أو الإساءة الجنسية أو إساءة التعامل مع الطفل تحت سن 18 سنة من قبل الشخص المسئول عن رعايته تحت أي ظرف من الظروف مما يؤدي إلى تهديد صحة الطفل أو رفاهيته.
وحول العلاقة المضطربة وتأثيراتها السلبية على الطفل، أشارت العيسى إلى أن اضطراب العلاقة بين الطفل ووالديه باستخدام الإساءة في تعامله يؤدي إلى حرمانه من إشباع حاجاته النفسية والاجتماعية والتي من أهمها حاجاته إلى الأمن والطمأنينة، كما أن الإساءة في معاملة الطفل تشعره بالنبذ والظلم والإحباط وتنمي لديه العداوة.
وأوضحت أن دراسات عديدة بينت أن معظم الذين ارتكبوا جنحاً كانوا قد تعرضوا للقسوة الزائدة في الطفولة فعوقبوا من دون سبب وحرموا الكلمة الطيبة من والديهم، وأشارت دراسات أخرى إلى أن المضطربين نفسياً تعرضوا في الطفولة للإهانة والحط من شأن الذات من والديهم مما جعلهم مهيأين للقلق العصابي، وقالت إن القسوة والظلم والإساءة تنمي عند الأطفال العداوة والرغبة في الانتقام من الآباء والأسرة والمجتمع.
وخلال الورشة، قدمت المحاضرة العيسى عدداً من النماذج المصورة من خلال مقاطع فيديو تم إنتاجها في دولة الكويت الشقيقة حول طرق حماية الأطفال من التحرش الجنسي والتي تظهر مجموعة أطفال في روضة يرددون نشيداً مدرسياً يوضح في كلمات بالموسيقى الأماكن في جسد الطفل ممنوع الاقتراب منها.
وفي نهاية الورشة، قدمت كل من الجمعية الخليجية للاجتماعيين وجمعية الاجتماعيين البحرينية، الشهادات للمشاركين في الورشة، كما تم تكريم وكالة أنباء البحرين (بنا) الراعي الإعلامي لهذه الفعالية، مقدمين شكرهم لمملكة البحرين حكومة وشعباً لاستضافة هذه الفعالية ذات الأهمية الكبيرة والمستقبلية لجميع دول المنطقة.
وكانت ورشة "العنف الأسري في دول مجلس التعاون الخليجي - الأسباب والآثار السلبية" قد افتتحت صباح يوم الثلثاء الماضي برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، بحضور محافظ الشمالية علي العصفور، ومدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامر الحجري، وممثلين عن المنظمات المدنية وباحثين اجتماعيين من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.