العدد 5192 بتاريخ 23-11-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


بالصور: خبراء يعيدون إحياء آلات وترية من القرون الوسطى بالاستعانة بمنحوتات

بلد الوليد (إسبانيا)- أ ف ب

نجح فريق من صانعي الآلات الموسيقية الوترية الفرنسيين والأسبان في إعادة تصنيع سبع آلات تعود إلى القرون الوسطى بفضل مهمة تجمع بين الموسيقى وعلم الآثار بالاستناد حصرا إلى منحوتات من تلك الحقبة.

وقد راقب صانعو الآلات الستة باهتمام آلات السيتار وكمانات الساق والنونكا التي تحملها شخصيات منحوتة على البوابة الشمالية لكنيسة كوليخياتا دي تورو في مقاطعة زامورا في شمال اسبانيا والتي يعود تاريخ تشييدها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر.

وفي تلك الحقبة، كان البهلوانيون والشعراء الغنائيون يجوبون منطقة قشتالة (كاستيا) حاملين هذه الآلات التي كانت ترافق الأناشيد والنصوص الشعرية. ومع الوقت، غابت هذه الآلات عن المشهد لحساب آلات أكثر تعقيدا مثل الغيتار تسمح بإصدار أصوات أكثر غنى بالنغمات.

وأطلق على هذا المشروع الذي يشارك فيه مهندس وعالمة أثار، اسم "من الحجر إلى الخشب".

وتعرض الآلات السبع التي أعيد تصنيعها من أصل 17 متوقع انجازها في نهاية المشروع، في معرض يقام لمناسبة بينالي "أربا" المخصص لإدارة تراث مدينة بلد الوليد الاسبانية وترميمه.

وأوضح خيسوس ريوليد وهو القائم على المشروع لوكالة فرانس برس أن "الأمر الأصعب يكمن في وضع التصميم لأن الفشل في ذلك يعني الفشل أيضا في تصنيع الآلة. لذا يتعين معرفة طريقة استخراج المعلومات المستقاة من النقوش الصخرية لانجاز" الآلة بالمقاسات السليمة.

وفي الربيع الفائت، اقترح هذا الاسباني البالغ 58 عاما المتخصص في صنع الآلات الوترية عبر حسابه على "فيسبوك" إعادة صنع آلات كنيسة كوليخياتا دي تورو. وانضم إليه خمسة زملاء بينهم ابنه دميان والفرنسي اوليفييه فيرو.

وقد باشروا أشغالهم على مدى أسبوع في أغسطس/ آب في مشغل خيسوس ريوليد في قرية بيلايوس دي لا بريسا في غرب مدريد.

واضطر الحرفيون إلى الاستعانة بمخيلتهم، إذ قال خيسوس ريوليد "نحن لا نعرف شيئا عن الدوزنة الأصلية للآلات (...) يتعين ضبط الآلة تبعا لحجمها. إذا ما كانت الآلة صغيرة، على سبيل المثال، لا يمكن أن تكون لها أصوات غليظة جدا".

عمل جماعي

وأكد المشاركان الآخران في المشروع كارلوس دو فيسو وكارلوس بانياغا لوكالة فرانس برس أن العمل الجماعي ضمن مجموعة من ستة أشخاص كان "مثمرا" و"مصدر غنى". كذلك كان العمل غير تقليدي لأنه من غير الشائع تشارك مساحة ونصائح في مهنة حرفية تمارس بشكل فردي إذ يكون "لكل شخص محترفه الصغير" وفق كارلوس دو فيسو المقيم في ريدونديلا في منطقة غاليثيا (شمال غرب).

وقد صنع خيسوس ريوليد آلة تعود إلى القرون الوسطى تعرف باسم اورغانيستروم وهي مزودة بصندوق وهيكل ضخم ويتعين مشاركة شخصين في العزف عليها: الأول لتشغيل مقبض يدوي موجود على الجانب والثاني لتحريك اثني عشر عصا تسمح باستخدام الأصوات الاثني عشر المتاحة.

وأوضحت منسقة المشروع آنا مانزانو أن من بين الآلات السبع المصنعة بواسطة الأخشاب الاسبانية، ثمة اثنتان تصنفان على إنهما "نادرتان" أي إنهما غير واردتين في المصادر العائدة إلى القرون الوسطى وهي أروقة الكنائس والمخطوطات".

وقد قام كارلوس بانياغوا الأتي من موخاكار (جنوب شرق) والمعتاد على زيارة كنائس من القرون الوسطى عند تنقله على طريق سانتياغو دي كومبوستيلا للحج، بتصنيع هاتين الآلتين النادرتين تعرفان باسمي "سيتار بعنق بجعة" و"سيتار لولبي".

وهاتان التسميتان تحيلان إلى شكل الآلتين وليستا تاليا الاسمين الحقيقيين غير المعروفين لهما.

كذلك صنع بانياغوا آلة لافتة هي من نوع نونكا ومزودة باثنين وأربعين ملوى ما يوازي 21 زوجا من الأوتار.

أما الفرنسي اوليفييه فيرو فقد صنع باستخدام خشب السرو والصنوبر، آلة كمان ساق مستخدما خشب أشجار الإجاص.

وبما أنها صنعت حديثا، لا تعطي الآلات الصوت المتوقع منها وهي تفقد الضبط الخاص بها بسهولة.

وأمل خيسوس ريوليد في إيجاد حل لهذا الوضع سريعا ما سيمكن الجمهور من الاستماع إلى هذه الآلات والعشر الباقية الواجب تصنيعها، قريبا خلال حفل موسيقي.




أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 1:43 ص وحنة مانعرف بس الطيران ولمراويس رد على تعليق