علوي الموسوي... هل هو «فُصّ ملح وذاب»؟
مرَّ أكثر من 30 يوماً على اختفاء وانقطاع أخبار المواطن سيدعلوي حسين الموسوي. هكذا مثل «فُصِّ ملح وذاب». أهله متيقنون من أنه لم يغادر حدود الدولة. المستشفيات نفت استقبالها حالةً بالإسم المشار إليه. مراكز الشرطة في حدود المحافظة التي يقطنها تنفي وجوده. المراكز الأمنية الرسمية الأخرى ردُّها كرد المراكز. الأصدقاء... القريبون منه لا علم لهم بمصيره.
لسنا في زمن استحواذ الخرافة على العقول. نحمد الله أن هذا الشعب من أكثر شعوب المنطقة فطنةً وذكاءً وفطرةً أيضاً؛ كي لا نقول أكثر شعوب العالم، ومن الصعب إقناعه بقصة قيام كائنات فضائية قادمة من كوكب لعل اسمه «الزحرمان الأشقر» حطت مركبتها في مكان ما، ومن بين أكثر من 7 مليارات إنسان لم تجد إلا شخصاً مغموراً مقارنةً بمشاهير العالم من العسكريين والسياسيين وأصحاب الثروات، اسمه علوي الموسوي؛ ليكون ضيفها في هذا الجزء من العالم وقبل أن يجمع العام 2016 أفراحه ومآسيه، حروبه وسلامه الشحيح، ضحاياه والذين بيدهم لعبة المصائر.
نحن أمام اختفاء رجل بالغ ورشيد لا يعاني من خَرَف، وليس من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن قد يتعرّضون لمثل وضع كهذا؛ ولأكثر من 30 يوماً، وفي وضع لن يستطيع إقناع أحد بأنه مثالي ومستقر ومليء بالمحبة والرحمة.
ما يبعث على الاستغراب أن الجهات المعنية لو اختفت عنزةٌ لتدخلت الجهات المعنية وغير المعنية، تحرُّكاً على مدار الساعة، في تقصٍ لا يترك حجراً ولا مدراً إلا قلَّبته، ونقّبت الأرض في سبيل عودتها سالمة وبعناية بالغة. كل هذا لم يبدر من الجهات الرسمية، على رغم مناشدات ومطالبات ذويه، وعلى رغم الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي.
صمت الجهات الرسمية حتى عن التعليق ليس في صالح البلد عموماً، ومن حق الخيال الشعبي أن يتحرّك بحرية في ظل مشهد سريالي قائم! ومن مهمات تلك الجهات التحرك لفك لغز الاختفاء. ذلك لم يحدث.
ترك أمر اختفاء مواطن لأكثر من 30 يوماً سيطلق عنان التفسيرات والتحليلات والتكهنات. وكلما طال وقت الاختفاء، اتسعت مساحة الخيال، والتكهن بمصيره، ومكان اختفائه.
الذكرى السنوية الخامسة لتقرير «بسيوني»، تعود بنا إلى ما ورد فيه من حالات اختفاء تم تدوينها في التقرير وكان مصيرها محزناً. لذلك من حقّ أهل وذوي وأصدقاء الموسوي معرفة مصيره. إذا كان متهماً فليمر بالإجراءات المعروفة، والواضحة.
طرق هذا الموضوع في غاية الأهمية، حين لا نشهد تحركاً، ولا نشهد رداً أو تطميناً، وهو ما ننتظره بفارغ الصبر.