بالفيديو والصور... كربلاء تعج بملايين الزوار لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين
كربلاء - أ ف ب
عجت مدينة كربلاء العراقية اليوم الإثنين (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بملايين الزوار الذي يسيرون بمواكب اللطم إحياء لذكرى أربعينية الإمام الحسين التي ترتدي هذا العام طابعاً استثنائيا مع الهجوم الذي تشنه القوات العراقية ضد تنظيم "داعش" في الموصل.
ويقطع معظم الزائرين مسافات طويلة سيراً على الأقدام تصل إلى نحو 500 كيلومتر، ويمشي هؤلاء بمواكب لطم وندب على وقع اشعار حسينية، ويحملون رايات خضراء وسوداء وحمراء، تحمل أسماء بعض الذين قتلوا في معركة الطف.
وتقول أم علي (45 عاما) "جئت مع عائلتي المكونة من بنتين وولد. زوجي مقاتل في الجيش العراقي. جئت من السماوة إلى النجف بالسيارة ومن النجف إلى كربلاء سيراً على الاقدام للإيفاء بالنذر على سلامة زوجي بعد معارك تحرير الفلوجة التي شارك فيها".
وتضيف أم علي "ليس لنا طلب سوى أن ينصرنا الله على الدواعش وتحرير الموصل وأن يهدي سياسيينا ليراعوا هذا الشعب الذي ضحى كثيراً".
وبدأ الزوار بالتوافد إلى كربلاء قبل أسبوعين، للتجمع حول القبة المذهبة لمرقد الإمام الحسين. وعلى جوانب الطرق في المدينة التي لا تزال متشحة بالسواد منذ بداية شهر محرم مع إحياء ذكرى عاشوراء، نصبت الخيم وفتحت الحسينيات لاستقبال الزوار الوافدين من محافظات العراق المختلفة وخارجه، وتقديم الخدمات مجاناً.
وتعد ذكرى الأربعين من المناسبات الأشد حزناً، كونها تذكر بعودة رأس الإمام وأصحابه إلى كربلاء من مقر الخلافة في دمشق، كما وعودة السبايا، عائلة الإمام، ودفن ضحايا الواقعة.
ويقول جابر كاظم خليف (40 عاما) الآتي من البصرة "جئت مع زوجتي وأولادي الثلاثة من البصرة إلى كربلاء مشيا. هذه هي المرة الثالثة".
ويضيف "انطلقنا منذ 13 يوماً ووصلنا كربلاء مساء (أمس) الأحد وبتنا الليلة الماضية في أحد المواكب"، لافتا إلى أنه لن ينسى هذا العام الدعاء "لجيشنا وحشدنا الشعبي بالنصر".
وتتزامن الذكرى مع تواصل العملية العسكرية الواسعة التي تقوم بها القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل، آخر معاقل تنظيم "داعش" في شمال العراق.
وفي هذا السياق، ومع توقع أن تتخطى أعداد الوافدين عتبة 17 مليون شخص، تنفذ القوات الامنية إجراءات مشددة في بغداد ومحافظات أخرى تشمل تخصيص طرق لمرور الزوار بهدف حمايتهم من أي اعتداءات محتملة.
وتعرض الزوار في السنوات الماضية إلى هجمات انتحارية وتفجير عبوات ناسفة أسفرت عن مقتل العشرات، وتبنى معظمها "داعش".
وقال قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن قيس خلف رحيمة لوكالة فرانس برس إن 24 ألف عنصر من الجيش والشرطة يشاركون في الخطة الأمنية. ويشارك في الذكرى زوار عرب وأجانب من مناطق عدة في العالم.
بين هؤلاء مجدي المسلم (35 عاما) الآتي من منطقة القطيف في السعودية، والذي يقول "في كل عام ننصب موكبنا هنا عند باب قبلة الإمام الحسين، وأطلقنا عليه اسم موكب القطيف، ونقدم الخدمات للزائرين من طعام وشراب".
ويتوقف عند جدل أثير في العراق الأحد على خلفية تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، قائلا إن "هؤلاء يريدون تشويه سمعة الزوار وهذا الحدث الماراثوني. لقد استهدفونا في أرواحنا واليوم يستهدفوننا في أعراضنا وشرفنا".
ويضيف "رسالتنا لهم بأن لدينا الإمام الحسين ولن نتخلى عنه فهو رمز الحرية والشرف والكرامة".
ونسبت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إلى متحدث باسم منظمة الصحة العالمية توجيهه تحذيرات من "حالات حمل غير شرعي في كربلاء".
وعلى إثر ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً حصلت "فرانس برس" على نسخة منه، نفت فيه ما وصفته بانه "خبر كاذب".
وقالت المنظمة في بيانها إنها "تنفي بشدة ما ورد في أحد المواقع الإلكترونية من خبر كاذب. وتستنكر المنظمة مرة أخرى استخدام اسمها في خبر عار عن الصحة".