ورشة الإعلام الإلكتروني في مواجهة الأفكار المتطرفة توصى بإصدار تشريعات تناهض خطاب الكراهية
المنامة – بنا
أوصى المشاركون في ورشة العمل بعنوان "دور الاعلام الإلكتروني في مواجهة الأفكار المتطرفة"، والتي تزامنت مع انعقاد اجتماع اللجنة العربية للإعلام الالكتروني التابعة لجامعة الدول العربية بالمنامة، بتبني خطاب إعلامي يتجنب استخدام المصطلحات التي توصم الإسلام بـ"الإرهاب الإسلامي" أو "التطرف الإسلامي"، كما نصت على دعوة الدول الأعضاء بإصدار تشريعات تناهض خطاب الكراهية والتطرف في وسائل الإعلام المختلفة التقليدية منها والحديثة.
وشملت التوصيات بالدعوة إلى مراجعة الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب، التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته العادية السادسة والأربعين، وتعديلها بما يتلاءم مع التطورات المتسارعة لوسائل الإعلام.
واختتمت اليوم الخميس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) الورشة، بحضور مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس لقطاع الإعلام والاتصال وعدد من المسئولين بالجامعة العربية ومن وزارة شؤون الإعلام.
ولدى افتتاحها الجلسة الختامية للورشة عبّرت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة عن شكرها وتقديرها لمملكة البحرين قيادة وشعبا على استضافة هذه الاجتماعات، مقدمة شكرها لوزير شئون الإعلام على جهوده في التنظيم والإعداد واستضافة المشاركين في الورشة والاجتماعات، مشيرة في ذلك إلى دور مملكة البحرين الداعم والمساند لمسيرة الجامعة العربية وما تقوم به من عمل مشترك، وبما يعكس حرص قيادة مملكة البحرين على حماية الأمن القومي العربي وخدمة المصالح المشتركة للدول العربية وشعوبها في حاضرها ومستقبلها.
واشادت بالمشاركة الفاعلة للدول العربية من خلال الأوراق التي قدمت في وُرش العمل، والمستوى الراقي للحوار والنقاش المثمر والمداخلات التي تؤكد على أن موضوع - دور الاعلام الإلكتروني في مواجهة الأفكار المتطرفة- يهم الجميع وبقدر عال من الأهمية وذلك بالنظر لما يجري في الساحة الإقليمية والدولية من حولنا.
وفي ختام أعمال الورشة، اصدر المشاركون توصيات بالتركيز على الاهتمام بالشباب فكرياَ واجتماعياَ وثقافياَ واقتصادياَ وتوظيف وإمكاناتهم ومقدراتهم لخدمة مجتمعاتهم واوطانهم، باعتبارهم جزء كبير من الحاضر والمستقبل، مع ضرورة إعداد مبادرات إعلامية تجسد القضايا ذات الأولوية والاستفادة من البحوث والدراسات العلمية التي قامت بها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي تعالج الإرهاب وتدرس أسبابه وتبرز الدور الإعلامي لمكافحته والتي تصل إلى مئات البحوث والدراسات في مجال التخصص التي أسهم فيها الخبراء المختصون.
وفي ذات السياق، أوصت ورشة العمل بتأهيل كوادر إعلامية متخصصة قادرة على التعامل مع الأحداث الإرهابية وذلك من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين في المجالات الأمنية والاجتماعية والنفسية والتربوية، بالإضافة إلى بناء خطاب إعلامي جديد يتعامل مع الخارج- بلغاته المتعددة- بحيث يصل إلى وسائل الإعلام العربية باستخدام الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية المختلفة.
ودعوا إلى التفريق بين الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، حيث لا يصلح الخطاب الموجه للداخل بثقافته واهتماماته لأن يكون خطاباَ خارجياَ لجماهير تختلف في الثقافات والخلفيات والاهتمامات، وتوفير الدعم المالي واللوجيستي لتنفيذ الاستراتيجيات وخطط الإعلامية الهادفة إلى التصدي لفكر ووسائل الإرهابيين والمتطرفين.
وطالب المشاركون في الورشة بتعزيز الشراكة المجتمعية من خلال الإيمان بأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني والأسرة في تكوين شخصية الفرد وميوله واهتمامه وسلوكه، مع استمرار الحلقات النقاشية لتبادل الخبرات والأفكار حول ما تم فعله في السابق وما يجب فعله في المرحلة الحالية على المستوى الإعلامي للتعامل مع خطر الإرهاب، وتشجيع كليات الإعلام ومعاهد الصحافة على البحث العلمي في مجال الإعلام الإلكتروني، وكيفية توظيفه للتصدي ومواجهة الأفكار المتطرفة.
وحول الدور الكبير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي، دعت الورشة إلى التركيز على استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة التي يتعامل معها الشباب، والتي تستخدم لاجتذابه وتسميم أفكاره للانضمام للجماعات الإرهابية المتطرفة، واستخدام الدراما (سينما- مسرح –تلفزيون- إذاعة) لما لها من جاذبية خاصة وقدرة إقناع للمشاركة في حملات مكافحة الإرهاب والتطرف مع أهمية الترويج الإعلامي الجيد لهذه الأعمال حتى تحظى بمتابعة عالية.
كما دعت الورشة إلى التأكيد على أن مسئولية مكافحة الإرهاب هي مسئولية جماعية تضامنية وضرورة إتباع المؤسسات الإعلامية العربية نهجا تكامليا في التصدي لتلك الظاهرة، وتعزيز دور المؤسسات الإعلامية العربية ومسؤوليتها تجاه محاربة الإرهاب من خلال (تكثيف الأداء الإعلامي الموجه خارج الوطن العربي، وذلك للتعريف بالصورة الحقيقية للإسلام والعروبة ونبذهما للإرهاب مع التأكيد على أن الإسلام دين تسامح ويدعو للتعايش بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى.