بعد 20 سنة و225 عدداً... مجلة "البيئة والتنمية" تصدر عددها الورقي الأخير
بيروت - البيئة والتنمية
صدر العدد 225 من "البيئة والتنمية"، في النسخة الورقية الأخيرة للمجلة التي انطلقت منذ 20 عاماً، على أن تتحول إلى مجلة إلكترونية تتجدد يومياً. وأوضح ناشر المجلة ورئيس تحريرها نجيب صعب أن "هذا التبديل فرضته اعتبارات متعددة، في مقدمها التحول المتسارع إلى النشر الإلكتروني، الذي أصبح لغة الإعلام العصري. غير أن الحروب والنزاعات التي تعاني منها المنطقة عجلت في هذا القرار. فمجلة "البيئة والتنمية" كانت بين قلة من المطبوعات العربية التي توزع مع باعة الصحف وفي المكتبات في جميع البلدان العربية الـ22. لكن توزيع الصحف متوقف اليوم في نصفها، بسبب المعارك والأزمات، ومعظم قراء المجلة يقيمون في هذه البلدان المتضررة".
وكانت "البيئة والتنمية" بدأت الاستعداد لهذا التحول منذ سنتين، حين عززت بوابتها الإلكترونية www.afedmag.com، فوضعت عليها كامل أرشيفها لعشرين سنة، مع أخبار ومقالات وتعليقات يومية. ويزور موقع المجلة أكثر من مليوني ونصف مليون قارئ شهرياً، ويتابع صفحتها على الفيسبوك أكثر من مليون شخص حول العالم.
وقال صعب إن المجلة "توفّر بتحوّلها من الورق إلى الانترنت عشرات آلاف الأشجار سنوياً"، لكنه وعد بعودتها إلى الورق "لأعداد خاصة كلما اقتضت الحاجة".
يعرض موضوع الغلاف في العدد الأخير تحديات وإمكانات تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية بحلول سنة 2030، كما أوضحها التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) وعنوانه "التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير"، الذي تم إطلاقه مؤخراً في مؤتمر "أفد" السنوي التاسع الذي عقد في الجامعة الأميركية في بيروت. وهو يركز على العلاقة التلازمية بين المياه والطاقة والغذاء، ويستكشف طرقاً قابلة للتنفيذ لتمويل وتحقيق الأهداف الـ17 المحددة لسنة 2030، في ضوء اتفاقية باريس المناخية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في المنطقة. ويتناول مقال للدكتور محمود الصلح، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، سبل تحقيق هدف "صفر جوع" في المنطقة من خلال ممارسات وتقنيات متاحة لزيادة الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وتحسين كفاءة الري، والتعامل مع فضلات الأغذية وخسائر ما بعد الحصاد، والتعاون الإقليمي المرتكز على المزايا النسبية للبلدان العربية.
ويضيء العدد على صناديق التنمية العربية ودورها في تحقيق أهداف 2030، ومنها البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إلى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي تعمل على إرساء التكنولوجيا وتطوير قدرات البحث والابتكار. وفي قسم "كتاب الطبيعة" مقال مصور عن الثروة النباتية في الجامعة الأميركية في بيروت التي تحتفل بمرور 150 عاماً على تأسيسها، ومقال مصور آخر عن حيوانات برية عجيبة تعيش في أوستراليا. ومن مواضيع العدد: كيف تقنع الآخرين بحديثك عن تغير المناخ؟ سويسرا صنعت التاريخ بالتصويت على اقتصاد أخضر، حاويات الشحن البري تنقل الآفات، حول العالم في قارب يبحر بطاقة الشمس والرياح والهيدروجين، شعوب أصلية تُنتهك حقوقها باسم حماية المناخ. وفي العدد عرض لأعمال "أفد" خلال سنة 2016، وأحدث نشاطاته ومبادرات المؤسسات الأعضاء فيه، وتعليقات بيئية ضمن زاوية "أليس في بلاد العجائب".
وفي افتتاحية العدد بعنوان "من حروب الدمار إلى معركة التنمية"، يشير نجيب صعب إلى أن نصف البلدان العربية هي إما تحت الاحتلال وإما تعاني من حروب أو نزاعات، فيما عشرات ملايين الأشخاص هم لاجئون أو نازحون داخلياً، ويفتقر كثيرون إلى الحاجات والحقوق الأساسية على مستويات مختلفة. ويرى أن "تحديات تحقيق أهداف التنمية لا تنحصر في البلدان التي تمزقها النزاعات المسلحة، إذ إن جميع بلدان المنطقة تشهد تغيرات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. وهذا سيحتم عليها انتهاج مسارات بديلة في التنمية، تتطلب تغييرات بنيوية في مفاهيم الإنتاج والعمالة، وتحديد أهداف واقعية للنمو، تتوخى تأمين حاجات الناس ورفع مستوى حياتهم، بدلاً من تضخيم الأرقام".