المشاركون في ورشة "الاعلام الإلكتروني" يشيدون بدور البحرين في التصدي للتطرف
المنامة - بنا
أكد المشاركون في ورشة العمل التي أقامتها وزارة شئون الإعلام بعنوان "دور الإعلام الإلكتروني في مواجهة الأفكار المتطرفة" التي عقدت صباح اليوم الثلثاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بالمنامة في إطار الاجتماع التاسع للجنة العربية للإعلام الالكتروني، أهمية انعقاد هذه الورشة وتزامنها مع الأحداث التي تمر بها الامة العربية والإسلامية، مشيدين بدور البحرين في إقامة مثل هذه الورش والفعاليات التي تتصدى للإرهاب والأفكار المتطرفة.
وأوضح المشاركون في الورشة بأن اهتمام البحرين بهذا الجانب الحيوي ليس غريباً عليها فهي الدولة الأولى في المنطقة التي بدأت التعليم ومنذ وقت مبكر، وهو ما يشير إلى حرصها في مواجهة هذه المشكلة الكبيرة التي تعاني منها كل الدول العربية.
وفي هذا السياق قال المسئول في وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني – مدير الصحافة الالكترونية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد عبدالله ولد سيدي الراعي "أعتقد أن هذه الورشة بعنوانها وتوقيتها جاءت في وقتها السليم حيث تشهد الأمة العربية والإسلامية الكثير من الإشكالات والتحديات الكبيرة منطلقاتها في الأساس هو الاعلام الالكتروني الذي يجب التعامل معه بشكل تفاعلي وقوي من شأنه أن يتصدى لهذه الظواهر التي يزرعها الاعلام الالكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف "نحن كأمة عربية وجامعة عربية نواجه تحدياً كبيراً وعلينا أن تنفهم الواقع والذي يفرض اليوم ان يكون المؤسسات قادرة على التعاطي والتفاعل وان نتصدى بفعالية وقوة لما يزرعه هذا الاعلام في رؤوس شبابنا من تسمم لأفكارهم وفرضهم على التطرف والإرهاب وعلى السير في اتجاه أوقع العديد من البلدان العربية للأسف الشديد في مشاكل وتحديات نحن اليوم نواجهها للأسف متأخرين عن الركب، علينا أن نكون جادين في هذا المسار".
من جانبه أشاد عضو مجلس الأمناء بهيئة الاعلام والاتصالات بجمهورية العراق، سالم مشكور بتنظيم هذه الورشة وقال: "في البدء أشيد بالأخوة في جامعة الدول العربية وفي مملكة البحرين لدعوتهم لنا بالمشاركة في هذه الورشة، وأعتقد أن الورشة من الأهمية بمكان في عالمنا اليوم، لذلك هذه الورشة تقام في إطار الجهد العربي المشترك برعاية جامعة الدول العربية، وفي الحقيقة إن أي جهد عربي مطلوب، أتمنى دائماً أن يتوسع وأن يكثف وأن يستمر التعاون بين دولنا لأن الهجمة الموجهة اليوم علينا قوية جداً، والعمل الإرهابي يستهدفنا في مجتمعنا وفي امننا وفي اقتصادنا وفي قيمنا".
وأشار إلى أن "الاعلام الالكتروني في عالم اليوم يلعب دوراً كبيراً ومهماً جداً وواسعاً في المجالات كافة، وبالتالي يمثل الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليها في انتشار الإرهاب وزراعة مفاهيم التطرف الديني، ومن هنا نحن في حاجة ماسة إلى جهود في كيفية التصدي للجوانب السلبية في الاعلام الالكتروني الترويجي للإرهاب الذي يستهدفنا وهذا لا يتم بجهد دولة واحدة انما يتم بجهد جماعي بتكاتفنا جميعاً لأن الجميع مستهدف ومتضرر من الإرهاب".
من جهته عبّر الخضر عباس الخضر من وزارة الاعلام السودانية عن سعادته بالمشاركة في الورشة موضحا "نعتقد أن الاعلام الإلكتروني أصبح من أكثر العناصر التي تهدد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ومن هنا لابد من النظر بين فترة وأخرى في الأثر السالب الناتج عن الاعلام الالكتروني والبحث في طرق وأساليب جديدة كي نؤمّن بلادنا من خطر هذا الوافد الذي يدخل في كل مكان بيننا ويلعب دوره الكبير في ضعضعة المجتمعات واضعافها".
وأضاف الخضر "من هنا أشيد بانعقاد هذه الورشة بالبحرين وأقول باننا نحتاج لعمل كبير لكي نوجد نشاطاً إيجابياً كبيراً عبر الاعلام الالكتروني من خلال المواقع الإلكترونية الموجودة، كما نحن بحاجة كأمة عربية وإسلامية إلى وسائل جديدة تكافح الآثار السالبة للإعلام الالكتروني... نعم لكل دولة سياستها الداخلية التي تضبط بها النشر الالكتروني، وتوجد قوانين تصدر من المؤسسات التشريعية في دولنا العربية، مثلا لدينا في السودان قانون الجرائم المعلوماتية وقانون الصحافة والمطبوعات، كلها تسهم في تخفيف الاثار السالبة للنشر الإلكتروني".
وأوضح أن "التعاون المشترك بين الدول العربية هو المهم في تحقيق الأهداف المشتركة خاصة وان بعض الإشكالات موجودة هنا وهناك وبالتالي التعاون بين الدول يجعلنا نساهم معا في إزالة الآثار السالبة، هي حرب الكترونية, ولذلك لا بد من مواجهتها بإنتاج محتوى ونقدم من خلاله ما هو مفيد ويرتقي بالمتلقين، والبحث في مشاريع مشتركة ترتقى بالمواطنين معرفيا لأننا نتحدث عن التطرف، والإرهاب لا ينفصل عن المخدرات كما لا ينفصل عن كل السلوكيات الشاذة، ومن الأفضل ان تكون لدينا كدول عربية مشاريع إعلامية مشتركة ترتقي بالمجتمعات العربية عبر سياسات محددة لكل الدول".
وفي ذات السياق أوضحت وكيلة وزارة الاعلام- رئيسة صوت العرب بالإذاعة المصرية، لمياء محمود بأن "هناك أهمية كبيرة لانعقاد مثل هذه الملتقيات الإعلامية، من الإعلاميين العرب من مختلف الأقطار العربية تمثل أهمية كبيرة جدا، لأن الالتقاء في حد ذاته وهذا العصف الذهني من خلال طرح الأفكار يسمح لنا في النهاية تشكيل رؤية عامة للعمل الإعلامي الميداني يؤثر ويتأثر بحيث يجب ان يتم التقييم من مرحلة لأخرى حتى نعدل المسار العام للعمل في الرسالة التي نقوم بها".
وأشارت إلى أن "الإرهاب والفكر المتطرف وجد في الاعلام منصة ممتازة للانتشار الواسع من خلالها في بث سمومه، ونحن كوسائل اعلام ومسئولين اعلاميين في الدول العربية في مواجهة الفكر المتطرف الذي سعى ويسعى للتغلغل خاصة في أوساط الشباب عبر الرسائل الإعلامية التواصلية والاعلام الالكتروني، يجب أن تكون لدينا استراتيجية لاستخدام الاعلام الالكتروني بشكل إيجابي حتى نسد كل الثغرات التي ينفذ إلينا من خلالها الفكر المتطرف لدى الشباب العربي".
وتابعت بقولها "نقدر جدا استضافت البحرين لهذه الورشة وللاجتماعات التي تنعقد في ذات الاطار ويمثل أهمية كبيرة... لطالما عانت البحرين من الإرهاب والفكر المتطرف، البحرين تقع في منطقة بالقرب من ايران هذه الدولة التي تسعى بكل جهدها لإثارة البلبلة وزعزعة استقرار وأمن المنطقة الخليجية، لكن البحرين بما لديها من تاريخ وعراقة تمتلك فكر مستنير وهي من أوائل الدول في المنطقة التي انتشر فيها التعليم والمعرفة لذلك ليس غريب عليها أن تتبنى إقامة مثل هذه الورش والندوات والاجتماعات على مستوى الجامعة العربية من أجل مكافحة الإرهاب".
من جانبه عبر مدير إدارة الشئون الفنية بوكالة الأنباء القطرية، خالد محمد المطوع عن سعادته بالمشاركة في الاجتماع الذي يعقد في البحرين بتنظيم من وزارة شئون الاعلام مضيفاً: "أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لانعقاد هذا الاجتماع في البحرين وورش العمل المصاحبة له، باعتبار ان الاعلام الالكتروني ومكافحة الأفكار المتطرفة هو موضوع الساعة في العالم باعتبار ان الاعلام الالكتروني هو وسيلة إعلامية حديثة وتوجه جديد لكل العالم المتقدم والمتطور".
وأكد المطوع أن "هناك ضرورة لعمل جهد كبير في مكافحة الأفكار المتطرفة التي تريد النيل من امن واستقرار بلداننا العربية، هذه الفعالية تنبع أهميتها من أنها جامعة في إطار الاجتماع التاسع للجنة العربية للإعلام الإلكتروني بجامعة الدول العربية بمشاركة عدد من الدول الأعضاء وتم تقديم عدد من أوراق العمل ضمن ورشة العمل التي أقيمت اليوم، نقدر كثيرا ونثمن جهود مملكة البحرين في إقامة هذه الفعاليات التي تستهدف حماية الدول العربية من المخاطر التي تحدق بها عبر الاعلام الالكتروني، وبمشاركة خبرات كبيرة وعلى مستوى عال من الكفاءة".
ورحبت الإعلامية والباحثة البحرينية لولوة بودلامة بضيوف البحرين، وأشارت إلى "أن شبكات التواصل الاجتماعي تمثل قمة الاعلام الحديث وقد تشعبت وتغيرت استخداماته من منحى اجتماعي إلى منحى سياسي، واليوم في ورشة العمل قدمت ورقة (حول تأثير الشبكات الاجتماعية في تأزيم الأحداث البحرين 2011)".
وأضافت "بفضل الله أشاد الجميع بهذه الورقة وبما تضمنته من معلومات واحصائيات وأرقام، والاشادة جاءت من كون الدراسة تطبيقية ومن أرض الواقع، القائمون على أمر الورشة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تمنوا أن يتم تطوير هذه الدراسة لتكون على مستوى الوطن العربي، وأتمنى من جانبي التعاون مع جامعة الدول العربية للتعاون سوياً في هذا المجال".