العدد 5182 بتاريخ 13-11-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


قطاع الأزياء يكتشف المسلمين كزبائن

برلين - د ب أ

أثير كثير من الجدل عندما ظهرت إحدى عارضات الأزياء في يناير/ كانون الثاني الماضي في إعلان جديد لدار أزياء دولتشي اند جابانا الإيطالي وهي ترتدي أحجبة وعباءات طويلة وجلابيب إسلامية بدلاً من الملابس السوداء الحادة والسترات الضيقة المعتادة.

كانت هذه الدار إحدى أولى الشركات الغربية الكبيرة التي تطرح مجموعة أزياء خاصة بالمسلمين تحمل علامتها التجارية الشهيرة مما جلب لها ثناء وانتقادات في الوقت ذاته.

والسؤال الآن: هل دخول شركات الموضة سوق الأزياء الإسلامية مجد؟

ويبدو أن قدرات هذا السوق تستحق ذلك حيث كشفت دراسة لوكالة تومسون رويتر ودينار ستاندرد أن المسلمين أنفقوا العام الماضي 243 مليار دولار على ملابسهم أي 11% من إجمالي الإنفاق العالمي على الأزياء.

وإذا صدقت الأرقام فإن إنفاق المسلمين على الموضة سيرتفع إلى 368 مليار يورو بحلول عام 2021 وهذا ما جعل مجلة فورتشن الاقتصادية تعتبر النساء المسلمات "سوق الموضة الكبيرة التي لم تكتشف بعد".

ولكن شركات غربية قليلة هي التي خاضت هذه التجربة حتى الآن حيث طرحت كل من " دكني و يربري" و"تومي هيلفجر" مجموعات أزياء بمناسبة شهر رمضان.

كما كانت شركة مانجو أول شركة أزياء معتدلة الأسعار تقدم مجموعة أزياء للمسلمين وكان ذلك أيضا في شهر رمضان.

واستعان عملاق الأزياء الياباني يونيكلو بخدمات مصممة الأزياء المسلمة هنا تاجيما لتصميم مجموعة من أغطية الرأس وغيرها من ملابس المحجبات.

ولكن تأثير هذه الخطوط الجديدة لم يكن واسعا حيث طرح أكثرها في منطقة الشرق الأوسط.

وحسب شركة دولتشي اند جابانا فإن العباءات التي طرحتها الشركة لا توجد سوى في دولة الإمارات وفي بعض محلات الأزياء المنتقاة في باريس و ميلانو.

كما أن هذه المجموعات التي تحمل علامة الشركة الشهيرة بملابسها الفاخرة لا تخاطب سوى قطاع يسير من المستهلكات المسلمات اللاتي يستطعن شراء عباية فاخرة بعدة آلاف من الدولار.

لم تفصح شركة دولتشي اند جابانا حتى الآن عن حجم مبيعاتها من هذه المجموعة ولكنها طرحت بعد بضعة أشهر قليلة مجموعة أخرى للعميلات المسلمات بمناسبة رمضان.

ولكن الكثير من المسلمات في الغرب نظرن لهذه المجموعة بعين الريبة حيث انتقدن على سبيل المثال أن مصمم المجموعة لم يفهم احتياجاتهن الحقيقية وأن معظم المسلمات المتدينات لا يلبسن فستانا طويلا له فتحة جانبية ولا ملابس تكشف منطقة الظهر ولا ملابس علوية ليس لها أكمام.

ترى زينب موتلو، مشاركة في مدونة عن الأزياء والسفر والطعام أن هذه المجموعات لا تناسب المسلمات في ألمانيا وأنه ليس جميع هؤلاء المسلمات يفضلن اللباس الذي يغطي جميع جسمهن بالإضافة إلى أن الموضة الحالية تناسب رغباتهن بالفعل وأنهن يكملن الملابس التي لا تتناسب معهن.

ويرى اتحاد المنسوجات والأزياء في ألمانيا الشيء نفسه حيث يرجح المتحدث باسم الاتحاد هارتموت شبيس إكه أن "سوق هذه الملابس ليست كبيرة في ألمانيا لأن معظم المسلمات هناك لا يفضلن ملابس دينية بعينها".

كما ترى مولتو أن تصميم ملابس خاصة بالمسلمات في ألمانيا سينطوي على إشكالية تكمن في فصل هؤلاء المسلمات عن غيرهن من النساء في ألمانيا "ولكن شركات الأزياء تستطيع كسب المسلمات في سوق الأزياء بألمانيا من خلال أشياء صغيرة مثل القصات المناسبة والأقمشة غير الشفافة أو الشيلان التي يمكن ارتداؤها كحجاب".

وحسب مولتو فإن الأهم في ذلك كله هو الإعلانات "حيث من الأفضل مخاطبة المسلمات أكثر من خلال الإعلانات" وأن ذلك سيكون تعبيرا من الشركة صاحبة الإعلان عن تقديرهن.



أضف تعليق