"ناسا" تنتهي من صنع أقوى "تلسكوب" في تاريخها
الوسط - المحرر التقني
قدم لنا تلسكوب هابل الفضائي لمحات لم يسبق لها مثيل عن الكون، ولكن سيحل مكانه قريبا نموذج أقوى بكثير وهو تلسكوب جيمس ويب من ناسا.
وكشف مدير ناسا، تشارلز بولدن، النقاب عن النموذج النهائي لتلسكوب جيمس ويب بتكلفة 8.8 مليارات دولار، وسوف يكون قادرا على رؤية الكون كما كان قبل 13 مليار سنة.
وقد جُهز التلسكوب بمجموعة من المرايا المطلية بالذهب والتي يمكنها تجميع الضوء تجميعاً أقوى وأفضل بـ 7 مرات من تلسكوب هابل، وكذلك مسح الأشعة تحت الحمراء للرؤية من خلال الغبار.
وقال العالم وقائد المشروع، جون ماثر: "لقد أمضينا عقدين من الابتكار والعمل الجاد، وهذه هي النتيجة".
ويمتلك التلسكوب الجديد ما يكفي من القوة للبحث عن كواكب خارجية قابلة للسكن، حيث قال ماثر: "نحن نرغب في معرفة ما إذا كان يوجد كوكب آخر يحوي ما يكفي من المياه في أعماق الفضاء، ونعتقد أننا نستطيع فعل ذلك".
وللكشف عن الأشعة الحمراء، سوف يتم تبريد التلسكوب لحوالي -220 درجة مئوية، وللوصول إلى هذه الدرجة سيُعزل عن الشمس من خلال 5 طبقات من الأغشية، لا يبلغ سمك كل منها أكثر من سماكة شعرة رأس الإنسان. وقد انتهى العمل على هذه الأغشية في الأسبوع الماضي، لتنتهي أعمال إنشاء تلسكوب جيمس ويب.
وسيقوم فريق البحث بإجراء اختبارات صارمة على البطارية لتفادي المشاكل التي لحقت بتلسكوب هابل، إذ سيكون من المستحيل إصلاح المشاكل التي قد تطرأ على تلسكوب جيمس ويب نظراً لتواجده على بعد مليون ميل من الأرض.
وينوي العلماء هزهزة الجهاز وتوجيه صدمة له بذبذبة 150 ديسيبل (وحدة لوغاريتمية تستخدم لقياس ذبذبة الصوت) من الضوضاء لمحاكاة ظروف إطلاقه لاحقاً وهو على متن الصاروخ Ariane 5. وسوف يخضع التلسكوب لاختبار درجات الحرارة والأداء النهائي لضمان عدم وجود عيوب بصرية كتلك التي وجدت في هابل.
ومن المقرر اطلاق مهمة جيمس ويب في أكتوبر 2018، وسيتم ذلك بواسطة صاروخ Ariane 5 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذي يُعتبر المركبة الأكثر موثوقية في العالم.
وسينطلق التلسكوب في رحلة تستمر 30 يوما قاطعا مليون ميل للوصول إلى نقطة Lagrange الثانية، وسينشر هوائيّه ومرآته الثانوية وأجنحة المرآة الأولية. وستكون الصور الأولية المحتملة لنجم ساطع بمثابة الدليل الأخير على أن كل شيء يسير وفقا للخطة.