بان كي مون يرى ان ترامب سيتجاوز خطاب حملته الانتخابية
الامم المتحدة - أ ف ب
أعرب امين عام الامم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة (9 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) عن ثقته في قدرة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على تجاوز الخطاب الذي اعتمده اثناء ترشحه مؤكدا انه لن يعود عن اتفاقية باريس للمناخ.
وفي مقابلة مع فرانس برس أعلن بان انه يرغب في مقابلة ترامب قبل مغادرة منصبه اواخر كانون الاول/ديسمبر.
في هذه الاثناء اجرى الرجلان اتصالا هاتفيا بعد ظهر الجمعة واتفقا في ختامه على ابقاء التواصل بينهما بحسب بيان للامم المتحدة.
وينوي بان مطالبة ترامب بالحرص على استمرار الولايات المتحدة في "العمل لخير البشرية" والتعاون مع الامم المتحدة.
وقال ان ترامب "ادلى بكثير من التصريحات المقلقة لكنني واثق من انه سيتفهم بالكامل الاهمية والخطورة والحاجة الطارئة" لاتفاق باريس.
اثناء حملة الرئاسة الاميركية تحدث ترامب عن ارادة التقارب مع روسيا وهدد بتقليص المساهمة الاميركية في الامم المتحدة وتوعد العودة عن اتفاق باريس الذي ابرمته 195 دولة وصادقته الولايات المتحدة.
غير ان بان قلل من ذلك مؤكدا "سبق ان سمعت هذا النوع من خطاب الحملات في كثير من الدول، لا في الولايات المتحدة فحسب" مضيفا "لست قلقا مما قيل اثناء العملية الانتخابية".
تابع "بعد تشكيل (ترامب) فريقه من خبراء وشخصيات ذات رؤية انا واثق من مواصلة الولايات المتحدة لعب دور قيادي" في شؤون العالم.
كذلك اعتبر المسؤول الاممي انه "من السابق لاوانه اصدار الاحكام" على سياسة ترامب الخارجية. لكنه لفت الى ان الرئاسات الاميركية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية "لم تكن مختلفة جدا على مستوى القيم والمبادئ الحقيقية" ايا كان الحزب الحاكم.
العالم تغير
أكد بان ان "الولايات المتحدة والامم المتحدة تتشاطران الاهداف والقيم المشمولة في شرعة الامم المتحدة".
كما ابدى تفاؤلا بشأن مشاركة توقيع الاميركيين اتفاق باريس لافتا الى ان "المجتمع الدولي اثبت في كانون الاول/ديسمبر في باريس اتحاده وتصميمه الراسخ على معالجة هذه المشكلة".
واكد وجود اجماع كبير في الولايات المتحدة وحول العالم على الحاجة لمعالجة الاحترار الشامل، وان ترامب سيصبح سائرا عكس التيار ان انسحب من اتفاقية باريس.
كما قال ان "شركات الاعمال وعناصر المجتمع المدني الاميركيين موافقون بالكامل" على الحاجة الطارئة لمكافحة عواقب اختلال الانظمة المناخية متسائلا "كيف يمكن قلب هذا التوجه الطاغي؟"
لا شك، على ما أكد امين عام الامم المتحدة، ان "الرئاسة مهمة، لكن البشرية وحياة كل منا وكوكب الارض ازلية"، وهي "اهم بكثير من الشعارات السياسية".
وتابع محذرا "إذا حاول أحد الغاء (الاتفاق) او عرقلة العملية هذه بكاملها فسيخلق مشاكل خطيرة".
وجعل بان مكافحة الاحترار المناخي بين القضايا التي تحتل الاولوية، ويشكل اتفاق باريس احد انجازاته الرئيسية في السنوات العشر الاخيرة على راس الامم المتحدة.
كما اسر "انا من الكثيرين الذين فوجئوا" بفوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون التي اعتبرتها استطلاعات الراس ووسائل الاعلام الاوفر حظا للفوز.
وذكر انه تابع مساء الثلثاء نتائج الانتخابات حتى الساعة الواحدة صباحا تقريبا في منزله في مانهاتن. اضاف "ادركت عندها ان ترامب سيفوز". وعندما استيقظ في الساعة الرابعة صباحا "وجدت العالم متغيرا".
يغادر بان البالغ 72 عاما منصبه الاممي في 31 كانون الاول/ديسمبر، وتشير معلومات الى طموحات سياسية له في كوريا الجنوبية. وقال "لا شك انني سأكون منشغلا بكثير من العمل، بما في ذلك كتابة مذكراتي" مضيفا "بدات بجمع المعلومات لكنها ستستغرق الوقت".