باكستان ترحل اللاجئة الأفغانية بطلة غلاف "ناشونال جيوغرافيك"
بيشاور (باكستان)- وكالات
رحلت السلطات الباكستانية اللاجئة الأفغانية شربات غولا التي اشتهرت إثر نشر صورة لها على غلاف مجلة "ناشونال جيوغرافيك"، إلى بلدها بعدما أمضت فترة قصيرة في السجن بتهمة حيازة أوراق ثبوتية مزيفة، على ما أعلنت السلطات الباكستانية.
واقتيدت الأفغانية وهي أم لأربعة أطفال بالسيارة إلى الحدود الأفغانية ليل الثلثاء الماضي، وفق مسئولين.
وقال عصمة الله وزير وهو مسئول إداري في مدينة تورخم الحدودية "قمنا بطرد شربات غولا إلى أفغانستان. وهي اجتازت الحدود عند الساعة 2:30 صباحا مع أولادها الأربعة".
وأفاد مسئول ثان بأنها كانت برفقة ممثلين من السفارة الأفغانية في باكستان.
وقد التقطت الصورة اللافتة لشربات غولا صاحبة العينين الخضراوين مع حجابها الأحمر في مخيم للاجئين الأفغان في باكستان بعدسة المصور الأميركي ستيف ماكوري.
ونشرت على غلاف مجلة "ناشونال جيوغرافيك" سنة 1984، ليصبح أشهر غلاف للمجلة الأميركية جاعلا المراهقة رمزا وطنيا لبلادها الواقعة في ذاك الحين بقبضة السوفيات.
وأقرت هذه الأرملة الأمية في تصريحات الأسبوع الماضي لوكالة فرانس برس بأن قلبها "انفطر حزنا" عندما علمت بأنها ستعود إلى بلدها حيث تشتد هيمنة حركة طالبان.
وهي قالت من فراشها في مستشفى في بيشاور حيث كانت تعالج من التهاب في الكبد من نوع سي "ليست أفغانستان سوى مكان ولادتي ولطالما اعتبرت باكستان وطني".
وأضافت غولا التي كشفت أنها باتت في الخامسة والأربعين من العمر "عقدت العزم على أن أعيش وأموت في باكستان لكنني قاسيت الأمرين. وليس ذنبي إن ولدت في أفغانستان وأنا محبطة".
وتعكس حالة غولا اليأس الذي يستولي على اللاجئين الأفغان في باكستان الذين يخشون العودة إلى بلادهم التي لا تزال تشهد معارك.
وقد أمضت شربات غولا 15 يوما في السجن بتهمة الحصول على بطاقة هوية باكستانية بطريقة غير شرعية.
وأطلقت السلطات الباكستانية التي تدعو إلى عودة اللاجئين إلى بلدانهم حملة في الفترة الأخيرة للكشف عن أصحاب بطاقات هوية باكستانية تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية.
وتضم البلاد 1,4 مليون أفغاني تسجلوا فيها كلاجئين، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وهي بالتالي ثالث دولة تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
وضاعفت السلطات الباكستانية من ضغوطها خلال الأشهر الأخيرة لعودة اللاجئين الأفغان الذين ما انفكت تستقبلهم منذ الاجتياح السوفياتي سنة 1979. وقدمت منظمة الأمم المتحدة مخصصات مالية لحث اللاجئين على اتخاذ هذه الخطوة.
ورجع تاليا آلاف الأفغان إلى بلدهم منذ يوليو/ تموز ويخشى في أن يتسبب ذلك باندلاع أزمة إنسانية هائلة.